في إحدى الليالي التي ستظل محفورة في ذاكرة عشاق المستطيل الأخضر
خطف ريال مدريد الأنظار بتألقه اللافت رغم التقلبات الدراماتيكية التي شهدها اللقاء ضد سوسيداد في دور الأربعة من كأس ملك إسبانيا لموسم 2024-2025. لم تكن المباراة مجرد مواجهة بين فريقين، بل كانت سردًا فريدًا لصراع بين الأقدار والمهارات.
كان الجميع يتوقع أن تكون المواجهة هي ساحة صراع بين عملاقين هجوميَّين
النجم الفرنسي كريم بنزيما من صفوف ريال مدريد والمهاجم الموهوب عبد الرزاق حمد الله الذي يمثل سوسيداد. لكن الأمور لم تسر كما تخطط لها التوقعات، حيث لم يحظَ بنزيما بالحظ الذي طالما اعتمد عليه في مبارياته السابقة.
منذ صافرة البداية، كانت المباراة تنبض بالحياة والاندفاع
استطاع ريال مدريد أن يؤمن تقدمه بهدف نظيف سجله إندريك في لقاء الذهاب، بينما حاول سوسيداد الرد بثقة في اللقاء الإياب الذي تحول إلى معركة شديدة الإثارة. بعد تبادل الأهداف واللحظات الحاسمة، تمكن ريال مدريد من قلب التأخر ليحقق فوزًا دراميًا بنتيجة إجمالية (5-4) بعد التمديد.
على الرغم من أن الأنظار كانت موجهة نحو النجم الفرنسي بنزيما
إلا أن أدائه في هذه المواجهة كان بعيدًا عن التألق الذي اعتاد عليه. جاء مشاركته بتسديدتين فقط على المرمى، رغم تمريرات موسى ديابي الواعدة، ولم يترجم تلك اللمحات إلى أهداف. وفي لحظة حاسمة، أنقذ الحكم قرارًا بإصدار بطاقة صفراء بدلاً من طرده، مما أظهر أن كرة القدم لا تخلو من المواقف التي يكون فيها القدر هو الفاصل.
على الجانب الآخر من الملعب، كان عبد الرزاق حمد الله
عانى حمد الله من رقابة دفاعية متقنة فرضها لاعبو ريال مدريد، مما أثر بشكل كبير على قدرته على التسلل داخل منطقة الجزاء. أهدر فرصة محققة في الدقيقة 47 بعد أن انفرد مع الحارس العميد، الذي تصدى بمهارة عالية لكرته.
برز دور جود بيلينجهام الذي كان بمثابة طوق النجاة لريال مدريد

شارك بيلينجهام بتمريراته الحاسمة التي ساعدت في بناء الهجمة وتحويل الفرص إلى أهداف. أداؤه الفني الرفيع ساعد الفريق في استعادة توازنه والضغط على دفاع سوسيداد.
تدخل رودريجر في اللحظات الحاسمة ليوقع هدف الانتصار
في الدقيقة 117، سجل رودريجر هدف الانتصار، ليتوج بذلك ريال مدريد بنهاية درامية أعادت تعريف معنى الصمود والتحدي.
من ناحية أخرى، كانت المباراة معركة تكتيكية بين المديرين الفنيين
في ظل إدارة كارلو أنشيلوتي، الذي اشتهر بقدرته على تعديل النتيجة في اللحظات الحرجة، اتخذ القرار الذي أثار إعجاب البعض وانتقاد البعض الآخر. هذا القرار التكتيكي أثبت أنه ناجح في تعديل نتيجة المباراة لصالح الفريق الملكي.
برزت قضية فينيسيوس، الذي كان من المتوقع أن يكون له تأثير كبير
لكن فينيسيوس أضاع بعض الفرص التي كان بإمكانه من خلالها أن يحسم المواجهة لصالح ريال مدريد. اختار المراوغة بدلاً من التسديد، مما جعل الدفاع الملكي يتصدى بسرعة.
تتردد أنباء عن مكافآت قياسية ستصل إلى 80 مليون يورو

في حال استطاع ريال مدريد الفوز بالسداسية هذا الموسم. هذا الرقم الذي يُضفي بعدًا اقتصاديًا كبيرًا على المواجهات، ويعتبر دافعًا إضافيًا للفريق للعمل بكل جهد وإصرار نحو تحقيق الأهداف الكبيرة.
وفي النهاية، تبقى هذه الليلة نموذجًا حيًا
أن البطولة لا تخلو من اللحظات التي تجمع بين فرحة النصر وألم الخسارة، وأن كرة القدم، بكل ما فيها من دراما وإثارة، ستظل دائمًا مصدر إلهام لكل من يراها، بغض النظر عن النتيجة النهائية.