يعيش نادي الاتحاد حالة من الحذر والترقب
بعد انتشار مقطع فيديو للاعب الفريق الأول ستيفن بيرجفاين على تطبيق تيك توك وهو يغني بمعية مجموعة من الموسيقيين معلنًا عن أغنيته الجديدة وقد أثار هذا المقطع رهبة كبيرة بين أنصار العميد الذين يخشون من تكرار تجربة زميلهم السابق أندرسون تاليسكا مع النصر والتي انتهت بخروج اللاعب من حسابات الجماهير والإدارة على حد سواء.
بدأ بيرجفاين موسمه مع الاتحاد في 2024–2025 بشكل مميز
إذ قاد الفريق إلى تحقيق الثنائية المحلية المتمثلة في دوري روشن وكأس خادم الحرمين الشريفين بفضل سرعته ومهاراته الفنية وقدرته على حسم المباريات في اللحظات الحرجة وهو ما جعله محط ثقة المدرب والهجوم الاتحادي قبل أن يقرر اللاعب خوض تجربة الغناء عبر مقطع مصور على التيك توك شاركه مع متابعيه وأعلن فيه عن تدشين عمله الغنائي الجديد مما أثار تساؤلات واسعة حول تأثير الدخول في عالم الفن على تركيزه وأدائه داخل المستطيل الأخضر.
تفاعل عدد كبير من جماهير الاتحاد مع انتشار الفيديو
على مواقع التواصل الاجتماعي فتباينت الآراء بين داعم يرغب في رؤية بيرجفاين يجرب هواياته بعيدًا عن كرة القدم وبين قلق شديد من أن تؤثر هذه الخطوة على جاهزيته البدنية وتركيزه التكتيكي خاصة في موسم يحمل العديد من التحديات المحلية والقارية إذ ينتظر الاتحاد خوض منافسات كأس العالم للأندية والمشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا مضافًا إليها سباق المنافسة على لقب الدوري مما يجعل إدارة النادي والجهاز الفني في حيرة بسبب رسائل التأييد والرفض معًا.
يأتي تخوف الجمهور من سيناريو أندرسون تاليسكا

الذي استمر مع النصر في الفترة من صيف 2021 وحتى يناير 2025 فقد اشتهر اللاعب البرازيلي بحبه للموسيقى وإصدار سلسلة من الأغاني وتنظيم الحفلات الفنية بينما كان مستوى تاليسكا ينخفض تدريجيًا مع تكرار انشغاله بأعماله الغنائية وراح يواجه انتقادات لاذعة من أنصاره الذين اعتبروا أن تراجع عطائه الفني على أرض الملعب يرجع جزئيًا إلى سهره وتركيزه على عالم الفن بعيدًا عن التدريبات والمباريات وقد بلغ الصدام ذروته حتى أجبرت إدارة النصر نفسها على إنهاء التجربة وبيع عقده في سوق يناير 2025 إلى فنربخشه التركي بعد أن فقد الثقة العلمية والفنية والمالية في قدراته.
وبينما يجزم عدد من الخبراء الرياضيين بأن الهوايات الشخصية لا تضر
اللاعبين المحترفين الذين يعرفون حدود تفكيرهم وتركيزهم إلا أن أمثال تاليسكا أثبتوا العكس فقد تحول اسم اللاعب في نهاية مسيرته النصراوية إلى عنوان للجدل ولم يعد يذكر سوى من زاوية إخفاقه مع الفريق الأصفر بجانب ربطه بأعماله الفنية مما أربك الحسابات الإدارية وجعل إدارة النادي في موقف حرج أمام الشارع الرياضي.
في المقابل يرى البعض أن بيرجفاين يمتلك شخصية مختلفة
ويملك القدرة على الموازنة بين شغفه بالغناء ومسئوليته كمحترف في دوري المحترفين السعودي إذ يؤكد مصدر مقرب من الجهاز الفني أن اللاعب أعرب عن رغبته في تخصيص وقت معين للتدريب والعمل الفني بعيدًا عن جدول المعسكرات والمباريات وأن إدارة الاتحاد تتابع الموقف عن كثب لضمان عدم تأثير أي نشاط خارجي على الجاهزية واللياقة بالإضافة إلى مراقبة وضبط جداول الراحة والتدريب لضمان أعلى مستويات الأداء.
ويشير محللون إلى أن انتشار هذه النوعية من الهوايات بين نجوم كرة القدم

أصبح أمرًا شائعًا لكن تكمن الخطورة في عدم قدرة اللاعب على إدارة وقته أو افتقاره إلى دعم مهني ينظم نشاطه الفني بجانب التدريبات المكثفة إذ يمكن للاعبين الموهوبين أن يندمجوا في مجالات عدة ولكنهم يحتاجون إلى أهاليهم ووكلائهم وإدارات أنديتهم لضبط الأمور والموازنة بينها حتى لا يؤثر التشتت على مسارهم الرياضي.
من جانب آخر، يؤكد خبراء التسويق الرياضي أن دخول بيرجفاين عالم الموسيقى
يمكن أن يعزز من قيمة علامته التجارية ويزيد من جاذبيته لعقد الرعاية والإعلانات إذا ما تمت إدارته بشكل احترافي بعيدًا عن إثارة الجدل داخل الملعب كما سبق لمجموعة من اللاعبين العالميين أن نجحوا في الجمع بين كرة القدم والفنون الأخرى مثل الغناء والتمثيل دون الإخلال بمستواهم الرياضي عبر تنظيم الوقت وتوكيل فرق عمل متخصصة.
يظل التعليق الرسمي من إدارة الاتحاد والجهاز الفني قائماً بالحذر والرقابة
دون إصدار قرار حاسم إلى أن تتضح معالم تجربة بيرجفاين الغنائية وأثرها على مستواه الذي أثبت قدرته على تقديم الإضافة للفريق في الموسم الماضي وإذا نجح اللاعب في تقديم مشروع فني متوازن فإن الجمهور الاتحادي على موعد مع لاعب متكامل يجمع بين الموهبة داخل الملعب وعالم الفن خارج الخطوط أما في حال ظهرت أي بوادر تراجع في أدائه فسيشهد الاتحاد حالة تشبه ما حدث مع تاليسكا رغم اختلاف الظروف والأشخاص في كل تجربة كون المواهب تحتاج إلى ضبط واحتواء من جميع الأطراف للحصول على أفضل مستويات الأداء في كلا المجالين.