في مواجهةٍ ساخنة على ملعب سان سيرو، نجح أتالانتا في فرض سيطرته وتحقيق فوزٍ مهم على ضيفه آيه سي ميلان بهدف نظيف، ليعمّق من أزمته في الدوري الإيطالي ويضيف خسارته العاشرة هذا الموسم إلى رصيده. المباراة التي احتضنتها الجولة الثالثة والثلاثون من الكالتشيو، شهدت تألق نجوم بيرجامو واعتماداً تكتيكياً محكماً أراح لاعبيه، على حساب الغائبين تقريباً عن مستواهم المعتاد في صفوف الروسونيري.
سيطرة بيرجامو وغياب الانسجام عند ميلان
منذ صافرة البداية، بدا واضحاً حرص أصحاب الأرض على إغلاق كافة المساحات أمام مفاتيح هجوم ميلان. اعتمد “جاسبريني” فيانشيلوني على طريقة الدفاع المضغوط مع التحوّل السريع للهجمات المرتدة، مانحاً حرية حركة أكبر لثنائي عمق الملعب راؤول بيلانوفا وإيدرسون. وفي المقابل، عانى لاعبو ميلان من ضعف الانسجام، فتعثّر تزامن الظهيرين مع صانعي اللعب، ما سمح لأتالانتا بخلق العديد من الفرص الخاطفة.
هدف المباراة الوحيد
لم يطل انتظار الهدف الأول، فقد نجح الضيوف في فك شفرة دفاع الروسونيري في الدقيقة 62، عندما أطلق بيلانوفا تمريرة ذكية خلف التغطية، قابلها إيدرسون بلمسة فنية ساحرة داخل منطقة الجزاء، فسدد الكرة قوية أرضية اصطدمت بقدم أحد المدافعين قبل أن تستقر في شباك الحارس دون فرصة للرد. هذا الهدف أثار حماس الجماهير الخرسانية، بينما صعّد من أحوال التوتر في مدرجات الميلان.
محاولات ميلان لإصلاح النتيجة
حاول لاعبو ستيفانو بيولي بعدها تعديل النتيجة من خلال تكثيف الضغط واستغلال الجانبين، فركنّدو الكرة إلى الظهير الأيسر ثيو هيرنانديز أكثر من مرة، وسعى صانع الألعاب الموهوب لورينزو بايل إلى إحداث الفارق بإطلاقات خاطفة خلف الأظهرة، لكن تألق حارس أتالانتا منيع أمام تصويبات كريم بنزيما وفينيغول جونيور أدّى إلى بقاء التقدم البيرجامي.
الإحصائيات والتأثير على الترتيب

هذا الانتصار رفع رصيد أتالانتا إلى 64 نقطة وثبّته في المركز الثالث بانتظار خوض الجولتين المتبقيتين، مقابل تراجع ميلان إلى المركز التاسع بعد أن تجمّد رصيده عند 51 نقطة. الفارق بات واضحاً بين طموحات الروسونيري التي كانت تتطلع للعودة إلى المربع الذهبي، وحالة الاستقرار التي ينعم بها فريق بيرجامو تحت قيادة مدربه الذي يضع نصب عينيه التأهل المباشر لدوري الأبطال.
ردود الأفعال والتطلعات المستقبلية
على المستوى النفسي، طالت ردود الأفعال جماهير ميلان التي شعرت بغياب الروح القتالية والانسجام الدفاعي. واختصر البعض الوضع بقوله إن «الأزمات الداخلية بدأت تتسلل إلى الأداء»، في إشارة إلى التغيرات المنتظرة في تشكيلة بيولي وإمكانية الاستغناء عن بعض الأسماء خلال الانتقالات الصيفية. بينما عبر أنصار أتالانتا عن فخرهم بما يقدمه الفريق، معتبرين أنه يسير نحو أفضل إنجاز منذ إنشائه، معززين بالأداء الجماعي والانسجام الفني الذي انعكس في النتيجة.
تصريحات المدربين

أما مدرب أتالانتا فقد أشاد بكل لاعبيه، مشيراً إلى أن «النجاح جاء نتيجة العمل على التفاصيل الصغيرة والالتزام بالخطة طوال المباراة». وأضاف: «علمت جيداً أننا سنواجه فريقاً كبيراً، فاتجهنا لاستغلال نقاط ضعفه في العمق واستغلال السرعات وراء الكرات الطولية». من جانبه، أقر بيولي بأن فريقه لم يُظهر شخصيته المعتادة، معترفاً بـأن «غياب التوازن بين الدفاع والهجوم كان العامل الحاسم في الهزيمة».
التحديات المقبلة
يتجه ميلان الآن لمواجهة مرتقبة خارج أرضه أمام فينيزيا يوم 27 أبريل، في محاولةٍ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من موسم شابّه التقلبات. ويسعى الفريق للعودة إلى الانتصارات من بوابة ملعب ماركو أريغو، حيث يحتل أصحاب الأرض المركز السابع عشر ويصارعون للبقاء. في المقابل، يخوض أتالانتا اختباراً صعباً ضد ليتشي في 25 أبريل، عينه على الانفراد بوصافة الكالتشيو مؤقتاً مع نهاية الجولة الخامسة والثلاثين.