تجربة اقتربت من نهايتها
استهلّت رحلة الصحفي (21 عامًا) والغامدي (22 عامًا) مع بيرشكوت هذا الموسم آمِلةً في منح الشابين فرص الاحتكاك الأوروبي والتأقلم مع الكرة الاحترافية بعيدًا عن الدوري السعودي. ولم تفت إدارة الاتحاد السعودي الدعوة لتدعيم النادي البلجيكي بلاعبيها، ولكن الظروف التحقت بمحاولاتهم سريعًا بعد تعرّض الفريق لهزائم متلاحقة تفوق عددها عشرًا خلال مرحلة التصفيات الفاصلة، اضطر معها المدرب ديرك كاوت إلى إعادة ترتيب أوراقه عبر إراحة بعض العناصر الأساسية وإشراك الوجوه الشابة في المباريات الأخيرة.
مروان الصحفي: لمسة هجومية افتقدت الحسم
جاء الاعتماد على مروان الصحفي في مركز المهاجم الصريح ضمن تشكيلة 4-4-2، نظرًا لدقة تمريراته العالية (سجل نسبة نجاح تجاوزت 92% طوال اللقاء)، ولكن الصحفي عانى في قراءة سرعة المنافس وقوة التحاماته.
- محاولات التهديف: اكتفى بمحاولتين للتسديد، إحداهما في الدقيقة 34 حيث أتبع المعلق البلجيكي لقطته بعبارة “أخيرًا أول تسديدة بين القائمين”، رغم أنها أتت أرضية ومباشرة باتجاه الحارس كوكوبو.
- الصراعات الثنائية: جرى محاولة 7 مواجهات ثنائية (هوائية وأرضية)، لكنه استخرج كرة واحدة فقط، مما يُظهر صعوبة المهمة تحت الضغط الجسدي.
- الإحصائيات العامة: سجل ستة أهداف في 24 مباراة بالموسم الحالي، ما يُعد رقمًا محترمًا للاعب شاب يخوض أول تجربة احترافية له في أوروبا.
فيصل الغامدي: صلابة وسط الملعب لم تمنع الانهيار
على الجهة الأخرى، جاء دور فيصل الغامدي في محور الوسط الدفاعي، حيث شارك لمدة 83 دقيقة قبل أن يُخرج كاجرو بدلاً منه ليحرز هدف بيرشكوت الوحيد من ركلة جزاء.
- الاستحواذ والاسترجاع: ظهر الغامدي بثباتٍ مميز في تغطية المساحات واسترجاع الكرات، مسجلًا اعتراضين واستخلاصين مهمين.
- التحديات الدفاعية: واجه صعوبات في التعامل مع الهجمات الجانبية السريعة وضغط الخصوم، ما كشف الحاجة إلى وجود لاعب وسط ثاني أكثر تغطية.
- الأداء التكتيكي: أظهر التزامًا كبيرًا بالواجبات الدفاعية، لكنه يحتاج إلى تطوير الجانب التهديفي والمشاركة في بناء الهجمات.
النهاية قريبة والإدارة تحسم مصير الإعارات
مع قرار إدارة بيرشكوت بعدم تفعيل خيار تمديد الإعارة لأيٍّ من اللاعبين السعوديين بعد نهاية الموسم، يمكن القول إن الأيام باتت معدودة لوجود مروان الصحفي وفيصل الغامدي ضمن صفوف الفريق البلجيكي.
- مروان الصحفي: قد يبحث عن فرصة جديدة في بلجيكا أو الدنمارك لمواصلة مشواره الأوروبي.
- فيصل الغامدي: من المرجح أن يعود إلى الدوري السعودي، سواء مع الهلال أو ناديه الأم الضمك.
دروس مستفادة وخطوات تالية
يمكن تلخيص أبرز النقاط التي استفاد منها الثنائي السعودي في التجربة الأوروبية:
- الضغط البدني والتكتيكي: أدركا أن اللعب في أوروبا يطلب قوةً بدنيةً عاليةً وإتقانًا في الالتحامات.
- سرعة اتخاذ القرار: الحاجة لتحريك الكرة بسرعةٍ قبل استفاقة المنافس.
- التنويع في مركز الظهير والمهاجم: كما حصل مع مروان حين حاول المدرب توظيفه "جناحًا مهاجمًا" أو "صانع ألعاب" لتخفيف الرقابة الدفاعية.
وعلى الأرجح، سيعمل اللاعبان على تطوير قدراتهما بناءً على التحديات التي واجهوها في "بلاي أوف" الهبوط، تمهيدًا لانتقالٍ جديدٍ أو لبناء مسيرتهما الاحترافية في أنديةٍ قادرة على ضمان استمرارية تطوير مهاراتهما. وفي كل الأحوال، تُعتبر تجربة بيرشكوت محطةً مفيدةً ثقافيةً وكرويةً لكلٍّ منهما قبل العودة إلى المنافسات الأكثر إثارةً في السعودية أو أوروبا.