تمهيد للعقد الجديد مع رابطة الدوري
انطلق الحديث عن هذا الاتفاق خلال شهور الربيع الماضي بعد أن دخلت أعمال تجديد كامب نو مرحلة متقدمة من الصيانة والتحديث بما في ذلك تركيب شاشات عملاقة جديدة، وتطوير نُظُم الإضاءة، وتعزيز البنية التحتية الكهربائية والميكانيكية تحت المدرجات.
وتضمنّت خطة التحديث إعادة تصميم المقاعد لتوفير رؤية أفضل للجماهير وتعزيز سعة الملعب، فضلًا عن إضافة مرافق خدمة للجمهور بتقنية متطورة تتوافق مع معايير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
ومع ضيق الوقت قبل انطلاق الموسم الجديد تقرر أن يُعطى برشلونة مهلة إضافية إلى غاية منتصف سبتمبر المقبل على الأقل قبل أن يخوض أولى مبارياته على أرضه.
تفاصيل الاتفاق وأسبابه الفنية واللوجستية
تشمل الخطة الجديدة إلغاء جميع مباريات برشلونة على أرضه حتى منتصف سبتمبر بما في ذلك منافسات الدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني في حالة تأهل الفريق المبكر، مع الإبقاء على مباراة كأس خوان غامبر الودية المقررة أوائل أغسطس بمثابة اختبار عملي للملعب المستحدث.
وستسمح هذه المباراة الودية بحضور حاشد يقدر بنحو 25 ألف متفرج، ما يمنح الإدارة الفنية والإدارية فرصة ميدانية لتقييم جميع الإجراءات الأمنية والفنية المتعلقة بكامب نو قبل افتتاحه بشكل رسمي في اللقاءات الرسمية.
يشار إلى أن إجمالي المباريات التي سيخوضها برشلونة خارج ملعبه في سبتمبر سيصل إلى ثلاث مباريات على الأقل تتوزع بين مسابقتي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا فور اعتماد اليويفا لهذا الجدول.
العودة من مونتجويك إلى كامب نو

على مدار الموسمين الماضيين، اضطر برشلونة للانتقال إلى ملعب مونتجويك لاستضافة مباريات الفريق نظريًا بسبب أعمال التجديد التي أجريت على كامب نو، ما دفع البلوجرانا للعب أكثر من 30 لقاءً في كافة البطولات خارج ملعبه التاريخي.
وبالرغم من أن مونتجويك كان خيارًا مؤقتًا ساعد النادي على الاستمرار في المنافسات رغم الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها النادي الكتالوني بعد الديون الضخمة وسقف الرواتب المرتفع، إلا أن العودة إلى كامب نو كانت دائمًا هدف الإدارة وجماهير برشلونة نظرًا للأهمية المعنوية والتاريخية للملعب.
والآن وبعد اكتمال أغلب أعمال التجديد، يشترط النادي أن يكون كل جانب في كامب نو جاهزًا قبل استقبال أي مباراة رسمية، وهو ما دفعه للتوصل إلى هذا الترتيب المسبق مع رابطة الدوري الإسباني.
انعكاسات على جدول موسم 2025–2026
من المتوقّع أن يبدأ غرناطة أو ريال سوسييداد أو فياريال أولى مواجهات برشلونة على أرضه بحسب قرعة الموسم الجديد والتي قد تُجرَى بشكل مخفف لجعل الأندية المضيفة على جاهزية استضافة المباراة بدون حدوث تعارض لوجستي.
كما ستؤثر الأزمة المتعلقة بخوض مباريات دوري أبطال أوروبا خارج كامب نو على جدول النادي القاري، حيث يُفترض أن تبدأ أولى مواجهات دور المجموعات خارج أرضه أيضًا في حال حصول البلوجرانا على الموافقة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وسيؤجل أول لقاء أوروبي له في كامب نو إلى أواخر سبتمبر أو أوائل أكتوبر، ما يعطي الفريق فرصة نهائية للتأكد من صلاحية الملعب لأداء مباراته الأوروبية أمام فريق منافس قوي، وربما تكون المباراة الأولى في دوري الأبطال التي يستقبلها كامب نو هي مواجهة بطل إحدى الدوريات الكبرى مثل الدوري الإنجليزي أو الدوري الإيطالي.
ردود أفعال الجماهير والإعلام

استقبل جمهور برشلونة هذا الاتفاق بترحيب وخوف في آنٍ واحد، حيث أبدى البعض تفهمه لأهمية تجهيز الملعب بالشكل الأمثل قبل العودة إليه، فيما اعتبر آخرون أن ضغط المباريات خارج الديار سيشكل تحديًا كبيرًا للفريق في بداية الموسم، خاصة مع انشغال اللاعبين في المنافسة على أكثر من جبهة بين الدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، وكأس ملك إسبانيا.
وأجمعت تقارير وسائل الإعلام العالمية أن هذا الحل، رغم ندرة تكراره في البطولات الأوروبية الكبرى، يبقى الأنسب لضمان أمن وسلامة الجماهير داخل كامب نو بعد استبدال المقاعد القديمة بأخرى ذكية مزودة بتقنيات متطورة، إلى جانب ترميم الأساسات القديمة تحت المدرجات التي تعود إلى مراحل ما قبل عام 1990.
خلاصة وتأثير طويل المدى
من المتوقع أن يمنح الاتفاق برشلونة فرصة لاستقبال الموسم الجديد بأرضية كامب نو المكتملة بعد تحديث شامل، ما سيسهم في تعزيز مستوى الحضور الجماهيري وإيرادات النادي من ناحية التذاكر والرعاية والإعلانات، مقابل فترة صعبة في بداية الموسم عندما يخوض أول ثلاث مباريات خارج دياره.
ومع عودة حامل لقب الدوري الإسباني خلال منتصف سبتمبر، ستتحول الأنظار إلى فريق تشافي هيرنانديز لمعرفة مدى قدرته على التعامل مع ضغط المباريات المتتالية خارج ملعبه والعودة إلى قوته المعهودة أمام جماهيره في كامب نو.
بكثير من الحماس ينتظر عشاق البلوجرانا أن تكون العودة في الوقت المناسب، وأن تحمل المباريات في الملاعب الكبرى للفرق المنافسة دافعًا إضافيًا للاعبين لتعويض تأخرهم في بداية الموسم وتحقيق أفضل النتائج محليًا وقاريًا.