لم يمنع خروج أرسنال بهدف دون رد أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا من إصرار ميكيل أرتيتا على أن فرص فريقه لا تزال قائمة في مباراة الإياب بحديقة الأمراء. ففي تصريحاتٍ لشبكة “أمازون برايم”، وظّح المدرب الإسباني أنه يمكن تجاوز نتيجة الذهاب، مؤكدًا أن الأداء رغم الخيبة احتوى على معطيات إيجابية يمكن البناء عليها قبل 7 مايو المقبل.
استرجاع مجريات اللقاء
انطلق الشوط الأول بخطة هجومية من أرسنال، لكن التسرع في الإقحام وانعدام الانسجام البدني تسبب في ارتباكٍ أولي استغله باريس سان جيرمان لصنع الهدف الوحيد في الدقيقة الرابعة عبر لمسةٍ فردية خاطفة من عثمان ديمبلي. وإذ اعترف أرتيتا بأن فريقه “عانى في أول ربع ساعة من أجل السيطرة على الكرة”، بيّن أن تلك الفترة لا تمثل مستوى “الغانرز” المعتاد خلال الموسم.
عقب الهدف استعاد أرسنال توازنه ونجح بثلاثي الوسط – دايفيد رايا، جرانيت تشاكا، ومارتن أوديغارد – في فرض إيقاع اللعب، فضلاً عن تحركات ألكسندر لاكازيت وبوكايو ساكا التي خلقت أكثر من فرصة للتعديل. ورغم ذلك أجاد جيانلويجي دوناروما في التصدي لمحاولات جابرييل مارتينيلي ونيكولاس بيبي، بينما ألغى الحكم هدفًا للاكازيت بعد العودة إلى تقنية حكم الفيديو.
تقييم أرتيتا للأداء

أشار المدرب إلى أن فريقه “قدّم أشياء كثيرة في اللقاء” وكان من حقه الخروج بتعادلٍ على أقل تقدير، مؤكّدًا:
“لم نفقد فرصتنا للتأهل للنهائي، هذا مجرد شوط أول وهناك الشوط الثاني في الأياب. رأينا رايس وميرينو يقدمان مباراة مميزة.”
وتابع أستاذ اللياقة الذهنية:
“بالطبع نشعر بخيبة أمل لخسارة أرضنا، لكن يجب أن نعترف بموهبة بعض الأفراد. الهدف الذي سجله المنافس جاء من لمسةٍ رائعة لا يمكن السيطرة عليها رغم وجود سبعة لاعبين خلف الكرة.”
في هذا السياق، نوّه أرتيتا إلى أن الدقائق القادمة ستُكرّس لهدفين أساسيين ضمن خططه التحضيرية: صقل الجوانب التكتيكية التي سُجلت تألقٌ فيها، ومعالجة الأخطاء النفسية والبدنية التي أثّرت في بداية المباراة.
أخطاء مكلفة وفرص ضائعة
ناقش المدرب الدولي السابق بعض التفاصيل الفردية التي كلفت الفريق الكثير، مستذكرًا الهجمة التي أمّنها مارتينيلي أمام مرمىٍ مفتوح ثم أضاعها بإرسال الكرة جانبًا، والفرصة التي أسكنها لاكازيت في ساق دوناروما بعد دخوله منطقة الجزاء. وأوضح أرتيتا أن “هذه اللقطات الصغيرة تصنع الفارق في البطولات الكبرى”، مشددًا على ضرورة ترسيخ فعالية اللاعبين في مناطق الجزاء في المران اليومي.
كما لم يغفل تصريحاته عن موضوع الهدف الملغي للاعبه أيفون تروسار، معتبرًا أن طردًا مباشرًا لمدافعٍ أدى إلى دخول تروسار كان متوقعًا أكثر من إلغاء الهدف. وذكّر بأهمية الثبات الذهني في مواجهة تقنية الفيديو، مُحذرًا: “إذا سمحنا للحالة المزاجية بالتأثير على قراراتنا داخل الملعب، سنجد صعوبةً مضاعفة في الإياب”.
نصائح ويروني وتوجيهات إعدادية

انضم النجم الإنجليزي المعتزل وين روني إلى دائرة النصائح الموجهة للفريق من خلال شبكة “بي بي سي”، حيث طالب أرتيتا بالثبات على “خطة اللعب التي أعتمدها معظم فترات الموسم”، متمنيًا أن يتسم الأداء في فرنسا بالتحلي بالصبر ثم المغامرة بالاندفاع الهجومي في الفترات الأخيرة. واستطرد روني:
“التوازن بين ضبط الإيقاع والبحث عن الهدف في الدقائق الحرجة سيمنح أرسنال فرصة حقيقية أمام جمهور باريس.”
من جهته، سيتحوّل التركيز داخل ملعب كولني إلى الحمل التدريبي على محاكاة أجواء “حديقة الأمراء” الصاخبة وتكرار تسديدات من خارج منطقة الجزاء، تحسبًا لتعدد محاولات بي إس جي من مسافات بعيدة. كما سيعمل الجهاز الفني على تجهيز بدائل سريعة قادرة على افتكاك الكرات على الأطراف وتعويض البطء البدني الذي ظهر في الذهاب.
سيناريوهات الحسم في فرنسا
قبل موعد الإياب، تتراوح التوقعات بين ثلاثة سيناريوهات رئيسية:
- تسجيل هدفٍ مبكر على أرض الضيف: يحوّل الأدوار ويضغط على أصحاب الأرض نفسيًّا، ويُسهل مهمة “الغانرز” في السيطرة على وسط الملعب.
- تعادل سلبي مع أفضلية ذهنية: الحفاظ على نظافة الشباك خارج الديار يتيح لمارتينيلي ولاكازيت خيارات هجومية مضاعفة.
- حسم أرسنال في الدقائق الأخيرة: مبادرة اندفاع هجومي جماعي وفق خطة “المغامرة المحسوبة” التي أشار إليها روني.
ختام التحضيرات
وأخيرًا، شدّد أرتيتا على أن مجموعته “تملك الخبرة الكافية للتعامل مع الضغوط والعودة بالنتيجة المطلوبة”، مذكرًا بحالاتٍ سابقة نجح فيها “الغانرز” في قلب نتائج صعبة على الأراضي الأوروبية. ومع تبقي أيامٍ لا تزيد عن أسبوع على موعد اللقاء، يواصل المدرب الإسباني تجهيز لاعبيه ذهنيًا وفنيًا، على أمل إسعاد جماهير يونايتد أوف نورث لندن بإنهاء عقد انتظار التتويج الأول بدوري أبطال أوروبا.