تعتلي حالةٌ من القلق والغضب أوساط جماهير أرسنال
بعد إعلان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عن تعيين الحكم الألماني فيليكس زواير لإدارة إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين “الجانرز” وضيفهم باريس سان جيرمان، غدًا الأربعاء في هايبر بارك. وقد أثار هذا القرار ضجّةً واسعةً على مواقع التواصل، لا سيما مع معرفة أن زواير تورط سابقًا في فضيحة تلاعبٍ بنتائج مباريات بالدوري الألماني عام 2005، بالإضافة إلى حادثةٍ أخرى مع جود بيلينجهام حين كان الأخير لاعبًا في بوروسيا دورتموند.
سجلٌ مشبوهٌ منذ 2005
قبل أكثر من عقدٍ ونصف، تورّط زواير كحكمٍ في الدوري الألماني في شبكة تلاعبٍ بنتائج مباريات، ما دفع الاتحاد الألماني إلى التحقيق وإيقافه عن العمل لمدة عامين. وأكدت ذات التحقيقات أن زواير قبل رشاوى مالية بلغت قيمتها نحو 300 يورو مقابل تحييز بعض القرارات، بما يضمن فوز فريقٍ ما أو تأمين ركلتي جزاءٍ. ورغم مرور 19 عامًا، لا تزال تلك البقعة السوداء تطارده في كل مرةٍ يعود فيها إلى الساحة القارية.
الواقعة مع جود بيلينجهام
في أبريل 2021، خرج جود بيلينجهام، حين كان لاعبًا في بوروسيا دورتموند، ليطالبه بالكف عن إصدار أحكامٍ ظالمةٍ ضده وزملائه بعد خسارة 2–3 أمام بايرن ميونيخ. وقال النجم البريطاني في تصريحٍ تداوله “سكاي سبورتس”:
“عندما تمنح الكرة لحكمٍ سبق وأن تلاعبَ في نتيجة مباراةٍ كبرىٍ في ألمانيا، فلا عجب إذا اتسم أداؤه بالتحيز”.
وأثارت هذه التصريحات اهتمام وسائل الإعلام آنذاك، ورجّحت شبكة “بي بي سي” أن تكون قد ساهمت في تسريع إجراءات التأديب ضده عقب فضيحة 2005.
ردود أفعالٍ غاضبةٍ من عشاق أرسنال
مع صدور قرار يويفا، انفجر مشجعو أرسنال في هاشتاجاتٍ عدةٍ على منصات التواصل، منتقدين بشدة اختيار زواير لحكم اللقاء المصيري، إذ كتب المستخدم @JoshJohnOBrien1:
“هذا هو الرجل الذي تبعه رايس في نفق وست هام – لن نحصل على شيء!”
وردّ @Aideri_afc بنبرةٍ ساخرةٍ:
“كنت أتمنى أن يعينوا كليمنت توربين بدلاً منه، على الأقل هو شبه تروسارد!”
وفي إشارةٍ لحادث بيلينجهام، دوّن @Saka_is_GOAT:
“تتذكرون كيف اتهم بيلينجهام حكم الدوري الألماني بالتلاعب؟ هذا هو الرجل نفسه!”
كما تساءل @GeneralplugUno:
“أشم رائحة بطاقةً حمراءٍ لأرسنال غدًا”
فيما برَّأ بعضهم زواير جزئيًا، مثل @TheSweGooner الذي غرد:
“زواير أخذ 300 يورو فقط وتجاهل بعض المواقف دون أن يؤثر فعليًا على نتيجة المباريات. ما لا يعرفه الكثيرون أن ثلاثة حكام آخرين أبلغوا عنه للاتحاد الألماني، ما أدى لفتح تحقيق داخلي كبير”.
موقف يويفا ومخاطر التعقيد
رغم هذا التاريخ المظلم، عاد زواير إلى إدارة المباريات القارية مطلع موسم 2023–2024، بعد انتهاء عقوبته. وبررت اللجنة الفنية في يويفا اختياره بكونه من الحكام أصحاب الخبرة الطويلة في البطولة، قائلين إن مسألة أخطاء الفرد يجب ألا تمنعه من العودة للعب دورٍ مهمٍ، خصوصًا أنه أظهر أداءً جيدًا محليًا بعد عقوبته.
غير أن تعيينه لمقابلة قد تحدد هوية بطل أوروبا عبر تاريخٍ غير ناصعٍ، يضع يويفا في موضعٍ حساسٍ بين الحفاظ على استقلالية التحكيم وبين العودة للضغوط الجماهيرية والإعلامية المتجددة.
كيف يستعد أرسنال للردّ؟
يدرك مدرب أرسنال ميكيل أرتيتا خطورة اللجوء المبكر للاعتراضات التحكيمية أمام العاصفة المنتظرة، فعمل على تحضير لاعبيه نفسيًا ومهنيًا لعدم الاستجابة لمثيرات القرار. وقد شدد على ضرورة “الانضباط الذهني” والتركيز على الأداء داخل الملعب بدلًا من الانجراف إلى مطالبٍ جانبيةٍ قد تصبغ مجريات المباراة بردود فعلٍ تناقض فلسفة اللعب الهجومي التي اعتمدها طوال الموسم.
وأشارت تقارير “ذي أثليتك” إلى أن إدارة أرسنال على تواصلٍ مع رابطة الأندية الأوروبية UEFA لطلب “توضيح” قبل المباراة، إذ تنتظر قرارًا حول إمكانية استدعاء “حكم فيديو” مساعدٍ ثالثٍ لدعم الاختيارات التحكمية.
طموحٌ إنجليزيٌّ وأملٌ كبيرٌ
يتطلّع أرسنال إلى قلب خسارة الذهاب 0–1 في معقله أمام باريس سان جيرمان، وتعويضها في هايبر بارك، للوصول إلى النهائي الذي سيجمع الفائز منهم مع إنتر ميلانو أو برشلونة في مباراة نهائي ميونيخ الشهير يوم 31 مايو الجاري. ويتربع أرسنال على قمة الدوري الإنكليزي الممتاز بفارق كبيرٍ عن أقرب منافسيه، ويمتلك سجلًا هجوميًا مبهرًا هو الأقوى في أوروبا هذا الموسم.
إذا نجح “الجانرز” في اجتياز عقبة التحكيم المثير للجدل وخطف التأهل، فسيكون هذا بمثابة أفضل ردٍّ على كل الشكوك حول مصداقية القرار، بينما سيبقى خصومهم من باريس سان جيرمان عندكم متربّصين لاقتناص الفرصة وإثبات أن البطولات تُحسم في الدقائق التسعين لا على أوراق اللجوء التحكيمي.
