في تصريحات أثارت الكثير من الجدل وسط أوساط كرة القدم الإنجليزية، أكد روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد، أن كيفين دي بروينه، أحد ألمع نجوم خط الوسط في الدوري الإنجليزي الممتاز، كان "في الجانب الخاطئ من مانشستر". جاءت هذه التصريحات عقب إعلان النجم البلجيكي عن رحيله الرسمي عن صفوف مانشستر سيتي بنهاية الموسم الحالي، مما أضفى بُعدًا جديدًا على صراعات المدينة الكروية.
خلفية رحيل دي بروينه وإنجازاته مع السيتي
على مدار عشر سنوات قضاها في مانشستر سيتي، ساهم دي بروينه في كتابة صفحة ذهبية في تاريخ النادي الإنجليزي. حيث شارك في 413 مباراة، سجل خلالها 106 هدفًا وقدم 174 تمريرة حاسمة، إضافة إلى حصوله على جائزة لاعب العام في إنجلترا مرتين (2020 و2021). هذه الإحصائيات تؤكد المكانة الكبيرة التي شغلها النجم في صميم الفريق، ووضعت له بصمة لا تُمحى في تاريخ النادي. وقد اعتبره الكثيرون من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، لما يمتلكه من رؤية فنية دقيقة وقدرة على صناعة الأهداف.
تصريحات أموريم: نظرة نقدية وتصريح استثنائي
في تصريحات أدلاها خلال مؤتمر صحفي قبل مواجهة مانشستر يونايتد مع مانشستر سيتي في ديربي المدينة، أكد أموريم قائلاً:
"دي بروينه، أحد أفضل لاعبي خط الوسط في الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد كان في الجانب الخطأ من مانشستر!"
وأضاف المدرب البرتغالي:
"كان من دواعي سروري رؤيته مرات عديدة في البرتغال، وآمل أن يستمتع ببقية حياته."
تشير هذه التصريحات إلى مدى تقدير أموريم لمهارات دي بروينه، وفي الوقت نفسه تحمل نقدًا ضمنيًا للفريق الذي احتضن النجم طوال فترة مسيرته. يتساءل الكثير من المراقبين عما إذا كان أموريم يقصد من كلامه استهزاءً أو استفزازًا لمانشستر سيتي، إلا أن المعلومة الأساسية تركز على حقيقة أن دي بروينه قد وجد نفسه في بيئة قد لا تتناسب مع إمكانياته الكروية بشكل كامل.
قراءة أعمق في التصريحات: هل يقصد أموريم استفزاز السيتي؟
تراوحت ردود الفعل حول تصريحات أموريم بين الإطراء للنجم البلجيكي وبين الانتقاد لفريق السيتي. يرى البعض أن المدرب البرتغالي يحاول في تصريحاته استثارة الخصوم في المدينة الكروية، خاصةً وأنه يقود فريق مانشستر يونايتد الذي يسعى دوماً لاستقطاب أفضل اللاعبين. وفي المقابل، يعتقد آخرون أن أموريم يحاول فقط تسليط الضوء على واقع الرحيل وتحول مسار حياة دي بروينه، الذي أعلن عن انتهاء عقده مع السيتي وبداية فصل جديد في مسيرته.
من جهة أخرى، يتساءل المراقبون عن المستقبل المحتمل للنجم البلجيكي. رغم غموض قراره بشأن الوجهة القادمة، فقد ترددت تقارير تتحدث عن احتمالات انتقاله إلى الدوري السعودي أو حتى إلى الدوري الأمريكي لكرة القدم. إلا أن المصادر المقربة من دي بروينه نفت وجود أي مفاوضات رسمية حتى الآن، مما يجعل المستقبليات مجرد تكهنات في ظل ظروف انتقالية صعبة على مستوى كرة القدم العالمية.
تأثير رحيل دي بروينه على مدينة مانشستر وسوق الانتقالات
رحيل دي بروينه لا يمثل مجرد تغيير في تشكيلة مانشستر سيتي، بل يطرح تساؤلات أوسع حول مستقبل كرة القدم في مدينة مانشستر. إذ أن المدينة، التي تستضيف اثنين من أعرق الأندية الإنجليزيّة، تواجه تحديًا جديدًا في إعادة توزيع النجوم وتحديد مستقبل الصراعات الكروية بين مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد.
من الناحية الفنية، يُعد دي بروينه رمزًا للإبداع والتألق، ورحيله قد يؤثر على أسلوب اللعب والتكتيكات التي يعتمدها السيتي. في المقابل، يمكن لمانشستر يونايتد أن يستغل هذه الفرصة لتعزيز صفوفه بأفكار جديدة ومحاولة استقطاب لاعبين قادرين على ملء الفراغ الذي سيتركه النجم البلجيكي.
كما أن الانتقال المحتمل لدي بروينه قد يغير معالم سوق الانتقالات في الموسم المقبل، إذ ستبقى مسألة توقيع أندية كبرى على صفقات انتقالية ضخمة من أهم محاور الإعلام الرياضي، مما يزيد من تنافسية الدوري الإنجليزي الممتاز على المستوى العالمي.
التوقعات المستقبلية والردود الجماهيرية
تأتي تصريحات أموريم في وقت حساس للغاية، مع اقتراب ديربي مانشستر الهام الذي سيجمع بين الفريقين على ملعب أولد ترافورد. يعتبر هذا اللقاء فرصة مثالية لكل من الناديين لاستعراض قوتهم الفنية قبل موعد المباراة النهافية في ظل صراعات الدوري. يرى محبو كرة القدم أن هذا الديربي سيكون آخر فرصة لوداع دي بروينه بطريقة لافتة، حيث ستتراقص التوقعات حول تأثيره في المباراة الأخيرة قبل رحيله.
من جانب الجماهير، انتشرت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي التي أشادت بقدرات دي بروينه وفي نفس الوقت ركزت على أهمية التصريحات المثيرة التي أدلى بها أموريم. فبعضهم يرون في هذه الكلمات دلالة على أن مانشستر سيتي ربما لم يستفد بالشكل الأمثل من نجمهم الكبير، بينما يرى آخرون أن تصريح أموريم يعكس روح التنافس الشرسة التي تعم مدينة مانشستر.
خاتمة: فصل جديد في تاريخ كرة القدم الإنجليزية
إن رحيل دي بروينه يمثل نقطة تحول هامة في مسار كرة القدم الإنجليزية، حيث يفتح الباب أمام فصول جديدة من المنافسة بين أكبر الأندية في مانشستر. تصريحات روبن أموريم لا تُعتبر مجرد كلمات عابرة، بل هي انعكاس للواقع الذي يعيشه الدوري الإنجليزي، حيث تتداخل العواطف والتكتيكات في محاولة إعادة رسم معالم المستويات الفنية.
يبقى السؤال قائمًا: هل كان دي بروينه حقًا في الفريق الخاطئ؟ وهل يقصد أموريم بهذا التصريح استفزاز سيتي أم مجرد حقيقة واقعية؟ مع بزوغ فجر موسم جديد وبدء فصل انتقالي حاسم، ستُكشف الأيام القادمة عن المزيد من التفاصيل التي ستعيد ترتيب أوراق المنافسة في مدينة مانشستر.
في النهاية، يبقى دي بروينه أحد أفضل لاعبي خط الوسط في تاريخ الدوري الإنجليزي، ورحيله يمثل تحديًا وفرصة في آن واحد لكل من الأندية المشاركة، ولعشاق اللعبة الذين ينتظرون دائمًا المزيد من الإثارة والمفاجآت.