الصدمات على أبواب التغيير
منذ بداية التحضيرات للموسم المقبل، كان الأمل معقودًا على استمرار الثنائي العالمي كريستيانو رونالدو وساديو ماني لتعزيز قدرات الفريق الهجومية.
إلا أن قرار إدارة النادي بإبلاغ الأخير ببحث خيارات أخرى وضعه أمام خيار المغادرة، وفتح الباب أمام مفاوضات رسمية لتوفير بديل قادر على ملء الفراغ الذي يخلفه أحد أبرز هدافي الدوري الأوروبي في السنوات الأخيرة.
مفاوضات جارناتشو بين التحديات والفرص
كشف تقرير صحيفة The Mirror عن أن النصر تلقى إشارات إيجابية بشأن جناح مانشستر يونايتد الشاب، الذي برز في الموسم الماضي عبر مساهماته اللانهائية في صناعة الأهداف وصعوبة مراقبته داخل رقعة العمليات الهجومية.
فاللاعب الأرجنتيني كان محل متابعة مكثفة من الجهاز الفني السعودي بقيادة المدرب الجديد، الذي يسعى لإعادة بناء هيكل الفريق على أسس سرعة انتقال الكرة وتنوع الخيارات الهجومية.
وفق ما ذكر الصحفي المتخصص في سوق الانتقالات، فإن إدارة النصر بدأت أولى خطواتها الرسمية من خلال التواصل المباشر مع وكلاء جناح الشياطين الحمر تمهيدًا لعرض رسمي في غضون الأيام المقبلة.
سبق أن دخل اللاعب في خلافات مع المدرب الحالي في مانشستر يونايتد، والتي تبدو عاملاً محفزًا لاستكشاف تجارب جديدة تسمح له بإثبات نفسه في بيئة تنافسية مختلفة. وقد يحقق الانتقال فرصة فريدة للاستفادة من إمكاناته في أكثر من مركز هجومي.
أسباب الفشل مع ماني وفرص السوق المحلية

رفض ساديو ماني الاستمرار في النادي السعودي أثار تساؤلات حول العوامل التي تحد من جاذبية الدوري لأولئك النجوم الكبار رغم العروض المالية الضخمة.
في هذا السياق، يرى محللون أن هناك عوامل فنية ومعنوية تفرض نفسها على خيارات اللاعبين، من بينها الرغبة في البقاء ضمن أندية أوروبية تنافس نهاية الكأس المحلية أو تخوض بطولات على غرار دوري أبطال أوروبا، وهو ما يجعل بعض الصفقات مرتفعة المخاطر بالنسبة للنادي السعودي.
في المقابل، لا يخلو سوق اللاعبين المحليين من أسماء تتمتع بإمكانيات لافتة وطاقات شابة كانت محل متابعة منذ نهاية الموسم الماضي، ويعتبرها مسؤولو النصر بدائل محلية قابلة للتطوير على المدى الطويل.
وتتماشى هذه السياسة مع توجه لتقليل الاعتماد على النجوم المستوردة وتخصيص مساحة أكبر للاعبين السعوديين لتبوؤ أدوار بارزة، تشكل قاعدة أساسية عند إعادة بناء التشكيل.
رؤية فنية تكتيكية لاستغلال جارناتشو

من منظور تكتيكي، يتميز اللاعب المرشح بقوة في المراوغة والدقة في التمرير القصير، بالإضافة إلى القدرة على اجتياز الدفاعات بفضل مهاراته الفردية الرفيعة، مما يجعله مناسباً لتنفيذ خطة المدرب التي ترتكز على الضغط المرتد والتحرك بدون كرة.
كما سيُعزز من خيارات استغلال المساحات خلف الظهيرين، وسيمنح الخط الأمامي مرونة في تبديل المراكز بين الجناحين.
السباق مع الوقت وختام المفاوضات
تبقى أمام النصر أسابيع قليلة قبل غلق نافذة الانتقالات وشحن ملفات تسجيل اللاعبين الجدد للاستفادة منهم في معسكر الإعداد الخارجي.
وعليه فإن حسم ملف جناح مانشستر يونايتد سيكون بمثابة مؤشر لمزاج إدارة النادي وقدرتها على قلب المعادلات سريعًا وإعادة صياغة هوية الفريق على مستوى الأسماء والأنماط التكتيكية.
وفيما يلي المرحلة الأخيرة من المفاوضات، ستحسم وجهة الجناح بين البقاء في أوروبا أو خوض تجربة جديدة في الدوري السعودي وسط تحديات الجماهير المنتظرة لعودة الساحات الآسيوية أكثر إشراقًا مع فارس نجد، وإثبات جدارة هذه الصفقات في إحراز البطولات بعد طول انتظار.