المعركة من أجل الوصافة لا تحتمل جديد الإصابة
تنطلق مباراة الهلال والوحدة في الساعة التاسعة مساءً بتوقيت مكة المكرمة على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية بالقصيم، وهي المواجهة التي تحولت إلى “نهائي مصغر” للزعيم بعد حسم اللقب لصالح أتلتيكو مدريد السعودي، إذ يسعى الهلال إلى إنهاء الموسم في المركز الثاني لضمان بطاقة التأهل إلى دوري أبطال آسيا للموسم المقبل. وأي غيابٍ في خط الظهير الأيسر – خصوصًا بعد عجز كايو سيزار عن المشاركة لمدة شهر ونصف إثر إصابةٍ في العضلة الخلفية – يعني إرباكًا خطيرًا في خط الدفاع وأدوار الارتداد الهجومي التي يُعوّل عليها دياز.
نزلة معوية تبعد لودي عن مران الختام
أكد المركز الإعلامي للهلال اليوم أن رينان لودي عانى من “انقلاب مفاجئ في المعدة” اضطره للجوء إلى عيادة النادي الطبية، حيث تم تشخيص حالته على أنها نزلة معوية حادة تستلزم الراحة لمدة 48 ساعة على الأقل. وبذلك، انقطع الظهير البرازيلي عن المران الختامي للفريق قبل مواجهة الوحدة، واضطر الجهاز الفني إلى إعادة حساباته لاختيار بديلٍ قادرٍ على أداء مهام الارتداد والتمرير العرضي والارتقاء في الكرات الثابتة دفاعًا وهجومًا.
عضوية متسعة في “مستشفى الهلال”

يُضاف غياب لودي إلى قائمةٍ من المصابين طال شروخها الأسماء الأساسية في تشكيلة الزعيم، ما خلق ما يشبه “مستشفى متنقلة” في ملعب النادي:
- ياسر الشهراني: خضع لجراحةٍ في الركبة أبعدته لنهاية الموسم بعد معاناته من تمزق في الرباط الصليبي.
- كريم كانسيلو: ما يزال يعالج إصابةً عضليةً في الفخذ، وغاب عن المباريات الحاسمة منذ الأسابيع الماضية.
- حمد اليامي: الظهير الأيمن الشاب يواصل التعافي من تمزق في العضلة الخلفية تعرض له قبل شهرين.
- كايو سيزار: أعلن النادي أمس غيابه لمدة شهرٍ ونصف بعد إصابةٍ في العضلة الخلفية خلال مباراةٍ سابقة، وهو ما حرم الهلال من البديل التكتيكي لرينان لودي.
هذا الكم من الإصابات تسبّب في هبوط مستوى الأزرق في الأسابيع الأخيرة، وتسبب في فقدان اللقب ودفع دياز لإجراء تغييراتٍ تكتيكيةٍ جذريةٍ بمزيجٍ من الارتداد الدفاعي واللعب بخطٍّ من ثلاثة مدافعين أحيانًا.
مسيرة لودي مع الزعيم: لمسة هجوم تليق بملك الظهر
منذ انضمامه لصفوف الهلال في يناير 2024 قادمًا من أولمبيك مارسيليا مقابل 23 مليون يورو، استطاع رينان لودي أن يثبت جدارته في قلب دفاع الهلال وامتداده الهجومي عبر الجناح الأيسر:
- في الموسم الجاري خاض لودي 36 مباراةً في جميع المسابقات، سجّل فيها أربعة أهدافٍ وصنع تسعة تمريرات حاسمة، مسهمًا في بناء الكثير من الهجمات المنظمة والمرتدات السريعة.
- إجمالًا وصل رصيده مع الهلال إلى 50 مباراةً، أربعة أهدافٍ و10 تمريرات حاسمة، الأمر الذي يعكس قدرته على إضافة جرعاتٍ من الإبداع عند الارتقاء للعمق وتقديم الكرات العرضية المتقنة.
غيابه في هذه المرحلة لا يؤثر فقط على الأرقام الفردية، بل على بنية الفريق التكتيكية التي اعتمدت على تضافر جهود الظهيرين الأيسر والدفاع المركزي للانسجام مع منتصف الملعب، خاصة في ظل غياب القائد ياسر الشهراني.
من سينوب عن لودي؟ الخيارات الضيقة تُربك دياز

يواجه رامون دياز حيرةً كبرى في اختيار خليفةٍ مؤقتٍ لبادرة لودي على الجانب الأيسر، بين:
- أندريه كونيانغا: الظهير الاحتياطي الذي لم يمنح الكثير من الفرص هذا الموسم، لكن قد يمنحه ظرف الإصابات فرصة لإثبات ذاته.
- تبديل شكل الدفاع: يمكن إعادة تجربة اللعب بثلاثة مدافعين مع دفع أحد اللاعبين المهاريين في الظهير الأيسر كحمزة هوساوي أو حتى تجربة تكتيك 4-4-2 مع جبهتين مصغرتين.
- الإقتراض التكتيكي: إشراك لاعب وسطٍ كجودة الهندي أحمد الموسى كظهيرٍ أيسرٍ مؤقتٍ مع تحجيم دوره الهجومي، للحفاظ على التوازن الدفاعي.
أيًّا كان القرار، فإن البديل سيواجه اختبارًا قاسيًا أمام ثنائي هجوم الوحدة السريع والمتنوّع، ما يُجبر دياز على تعزيز التوازن عبر وسط ميدانٍ أكثر إحكامًا.
تداعيات الإصابة على مشوار الهلال الآسيوي
رغم الآمال المعلقة على تحقيق كأس الاتحاد الآسيوي الموسم المقبل، فإن موجة الإصابات قد تعيد سيناريو الموسم الحالي، حيث أجهض غياب النجمين الشهراني وكانسيلو أي محاولةٍ لاستعادة هيبة الزعيم القارية. وبينما يتبقى للهلال مباراة وحيدة تالية أمام الشباب في ختام الدوري، فإن قدرة دياز على إدارة الأزمة باتت محل اختبارٍ إعلاميٍ وجماهيريٍ واسع.
في الختام
مع ساعاتٍ تفصل الهلال عن لقائه المصيري مع الوحدة، يبرز غياب رينان لودي كبدايةٍ حادةٍ لفصلٍ جديدٍ من تحدي “مستشفى الهلال”. فما إن تكشف سطور التشكيلة الرسمية، حتى ستظهر أولى انعكاسات إصابته على أداء الزعيم، وسط تساؤلاتٍ عن مدى قدرة بديله على المحافظة على الانتظام التكتيكي والضغط العالي الذي طالما اشتهر به الفريق الأزرق هذا الموسم.