شهدت الجماهير الهلالية صدمة كبيرة عقب خسارة فريقها أمام الأهلي بهدفين مقابل ثلاثة في نصف نهائي “دوري أبطال آسيا للنخبة” مساء الثلاثاء على ملعب الإنماء بجدة، وتزامنت مع ذلك تراجع حظوظ الأزرق في مواصلة المنافسة على اللقب القاري للمرة الثالثة على التوالي. ومع انتهاء مشوار الهلال في البطولة الآسيوية، يتحول التركيز سريعاً إلى بطولة دوري روشن السعودي للمحترفين، حيث يستقبل “الزعيم” نادي الرائد ضمن الجولة الثلاثين من المسابقة.
توقيت المواجهة ومكانها
- التاريخ: الأربعاء 7 مايو 2025
- الوقت: 19:15 بتوقيت مكة المكرمة والقاهرة (20:15 بتوقيت دبي)
- الملعب: مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة المشعة) – بريدة
تجمع المباراة بين الهلال الذي يسعى لاستعادة الانتصارات بعد خروج “النخبة” الآسيوي، والرائد المحتل حالياً المركز الثامن عشر والأخير برصيد 21 نقطة، في مواجهة تبدو سهلة على الورق لأصحاب الأرض، لكنها قد تحمل مفاجآت إن لم يتعامل معها العنابي الأزرق بجدية.
موقف الهلال في الدوري
يحتل الهلال المركز الثاني في جدول ترتيب دوري روشن السعودي برصيد 62 نقطة، بفارق ثلاث نقاط خلف المتصدر الذي أكمل مبارياته، مما يجعل لقاء الرائد فرصة سانحة لتعويض النقص، والبقاء في دائرة المنافسة على لقب الدوري حتى المرحلة الأخيرة.
خلال الموسم الحالي، حقق الهلال 19 انتصاراً، وتعادل في 5 مواجهات، وتكبّد 5 هزائم، مسجلاً 60 هدفاً، ومتلقياً 25. وتعد شباكه الرابعة سجل الدفاع الأقل اهتزازاً بالدوري، فيما يتصدر لاعبوه قائمة الهدافين والمساهمين بصناعات الأهداف.
الرائد بين الخطر والفرصة
يعاني الرائد بشكل واضح هذا الموسم، إذ لم يحقق سوى 4 انتصارات، مقابل 9 تعادلات و16 هزيمة، ما جعله قاب قوسين أو أدنى من الهبوط المباشر إلى دوري الدرجة الأولى. ورغم الضغوط الكبيرة على المدير الفني، فإن لقاء الهلال يعتبر امتحاناً صعباً لجميع لاعبي “الفروسية”، ولا سيما بعد إقصاء خصمه الأهلي من المسابقة الآسيوية والذي قد يعزز ثقة الرائد في تقديم أداء منظم دفاعياً.
أبرز نقاط القوة والضعف

- القوة:
- الروح القتالية العالية، خصوصاً أمام الفرق الكبيرة.
- الاعتماد على المرتدات السريعة من الأطراف.
- الضعف:
- ضعف الرقابة الدفاعية في مناطق الجزاء.
- التغيب الواضح للثنائي المهاجم عن التهديف بانتظام.
في حال استغل الهلال هذه الثغرات كما يجب، فقد يشهد استاد الجوهرة المشعة حفلاً هجومياً ينهي آمال الرائد في البقاء.
أهمية اللقاء من منظور فني
يعرف المدير الفني للهلال، سواء كان خرّيج المدرسة الهولندية أو الأرجنتينية، أن المحافظة على وتيرة الانتصارات في الدوري بعد خيبة الأمل القارية أمر حيوي للحفاظ على معنويات اللاعبين. ومن المتوقع أن يعتمد المدرب على التشكيلة التالية:
- حراسة المرمى: حيث يستمر الثقة بالحارس الأساسي الذي حافظ على شباكه نظيفة في 14 مباراة.
- خط الدفاع: الرباعي المعتاد الذي يتميّز بالتنظيم والانطلاق السريع.
- خط الوسط: ثلاثي ديناميكي يتكون من لاعب استرجاع، وصانع ألعاب، وصانع إيقاع.
- الهجوم: ثنائي تقليدي يعتمد على المهاجم الصريح واللاعب المنطلق من الأجناب.
كما ستشهد المباراة حضور عدد من لاعبي الخبرة القادرين على تغيير مجرى اللقاء من دكة البدلاء، بالإضافة إلى النجوم الصاعدين الذين يملكون حماساً مضاعفاً لتقديم مستوى مغاير تماماً عما ظهر به الفريق أمام الأهلي.
تحديات يجب تجنّبها

- الانسياق وراء الإيقاع السريع: قد يتسبب ذلك في فتح ثغرات بين الخطوط لو نجح الرائد في خداع الرقابة الدفاعية.
- التسرع في إنهاء الهجمات: خصوصاً في الدقائق العشر الأولى، حتى لا يكرر الهلال سيناريو الهدف المبكر الذي استقبلته شباكه أمام الأهلي.
- قلة التغطية الدفاعية في الأجناب: استغلال الرائد لهذه المساحات قد يؤدي إلى مفاجآت لا تُحمد عقباها.
الإدارة تبدو مصممة على تقديم الدعم الكامل لفريقها، من خلال زيادة فرص التمارين التكتيكية ومباريات المحاكاة أمام فرق تلعب بأسلوب دفاعي متكتل.
رهانات الجماهير والإعلام
تعيش جماهير الهلال حالة من الانقسام؛ إذ يتوقّع قسمٌ كبير أن يسدّ فريقهم الثغرة عبر مباراة الرائد، بينما يخشى آخرون من تكرار سيناريو الموسم الماضي حين تعثّر أمام أحد فرق القاع. وعلى صفحات الصحف والمواقع الرياضية مثل “ماركا” و“موندو ديبورتيفو”، حظي اللقاء بتغطية واسعة وتحليلات فنية استعرضت نقاط القوة والضعف للفريقين، مع تسليط الضوء خاصة على جاهزية نجوم الهلال للموسم الحاسم في الداخل والقارة.
ختام المرحلة
لن تكون مهمة الهلال سهلة أمام الرائد، رغم الفوارق الواضحة على الورق. فالحالة النفسية للاعبين بعد وداع البطولة الآسيوية “للنخبة” بحاجة إلى استنهاض سريع للبقاء في سباق الألقاب المحلية. وسيكون حضور الجماهير في الجوهرة المشعة دافعاً إضافياً للفريق الأزرق لإنقاذ الموسم المحلي، قبل التفرغ لكل الاهتمامات الصيفية، سواء بالتحضير للموسم المقبل أو ترميم الصفوف في الانتقالات. ومن المؤكد أن نتيجة هذه المواجهة ستشكل دفعة معنوية أو قيداً جديداً يثقل كاهل الهلال في أسابيع...