تسعى إدارة الزعيم إلى تعزيز خطوطها الدفاعية بضم أحد أبرز الأظهرة في القارة الأوروبية قبل انطلاق التحدي العالمي في ديسمبر المقبل، حيث أفادت تقارير صحفية سعودية بأن المفاوضات مع البنية الإدارية لنادي ميلان قد بدأت رسميًا لشراء حقوق انتقال الظهير الفرنسي ثيو هيرنانديز. ويأتي هذا التحرك ضمن خطة أوسع يرسمها المسؤولون السعوديون لحضور قوي في كأس العالم للأندية 2025 المقرر إقامته في الولايات المتحدة الأمريكية بين 15 يونيو و13 يوليو، ومحاولة إحداث نقلة نوعية في تشكيلة الفريق تضمن تنافسه على اللقب العالمي.
وأوضح موقع “الرياضية” في تقرير حصري أن وفدًا رسميًا من أروقة الإدارة السعودية عقد جلسة أولية مع ممثلي ميلان من أجل تقديم عرض مبدئي لضم الظهير القوي الذي يبلغ من العمر 26 عامًا، وقد تضمن العرض المنشود دفع مبلغ مالي يتراوح بين 40 و45 مليون يورو، إلى جانب حوافز إضافية يعتمد تحقيقها على عدد المباريات الرسمية والأهداف والتمريرات الحاسمة في الموسم القادم. ومن المرتقب أن تتوصل الأطراف إلى صيغة نهائية تتيح للظهير الفرنسي الانضمام سريعًا إلى معسكر الإعداد الصيفي استعدادًا للمشاركة في الاستحقاق العالمي وتحديات دوري الأبطال الآسيوي الموسم المقبل.
ثيو هيرنانديز: موهبة هجومية دفاعية شاملة
يعتبر ثيو هيرنانديز أحد أبرز اللاعبين في مركز الظهير الأيسر على مستوى القارة العجوز منذ انضمامه إلى ميلان صيف 2019 قادمًا من أتلتيكو مدريد، بعدما تألق بشكل لافت مع صفوف ريال مدريد وخاض تجربة احترافية مع الكمار الهولندي قبل الرحيل إلى إسبانيا. يتميز بتفوقه في الانطلاق الهجومي والعودة السريعة للمساندة الدفاعية، إضافة إلى قدرته على التمرير الدقيق من عمق الجانب الأيسر وقطع خطوط التمرير للخصوم. وقد سجل 22 هدفًا وصنع 14 آخرين في 137 مباراة خاضها مع الريد آند بلاك بجميع المسابقات، وهو ما يجعله هدفًا استراتيجيًا لأي نادٍ يبحث عن التوازن بين الدفاع والهجوم في الوقت ذاته.
اهتمام سعودي في ظل منافسة أوروبية
ويأتي اهتمام الزعيم باللاعب الفرنسي في ظل حديث سابق أشار إليه موقع “AS” الإسباني في بداية مايو الجاري حينما ذكر أن المرينجي كان يرغب في إعادة الظهير إلى صفوفه نظرًا لقدرته على تلبية احتياجات العملاق الملكي في المناطق المتقدمة وعمق التشكيلة. ولكن أولويات ريال مدريد اتجهت نحو إتمام صفقة أخرى تتعلق بالتعاقد مع المدافع الألماني ألفارو كاريراس من بنفيكا البرتغالي، ما جعل خطة العودة للظهير الفرنسي تتعثر مؤقتًا. ومع ذلك فإن التقارير الأوروبية لم تستبعد ظهور مرشحين آخرين لاقتناص توقيعه، وسط منافسة محتدمة بين عدة أندية كبرى في إيطاليا وألمانيا وإنجلترا، وكل ذلك أعطى فرصة سانحة للزعيم السعودي للدخول بقوة في المفاوضات السريعة قبل إغلاق باب الانتقالات الصيفية.
استراتيجية الهلال لبناء فريق قوي
في المقابل، يُعد التعاقد مع الظهير الفرنسي خطوة تؤكد اتجاه النادي نحو ضم لاعبين مهاريين لدعم المنافسة الآسيوية مع إدراك الإدارة وأجهزة الكرة أن احترافية ثيو فاقت ما يقدمه العديد من الأسماء المتوفرة محليًا أو حتى إقليميًا. وقد اعتمدت استراتيجية جلب لاعبين أجانب تجاوزوا سن الـ30 منذ المواسم السابقة على تحقيق التوازن المطلوب بين الخبرة والقدرة على المنافسة في البطولات الكبرى، لكن الصفقة الجديدة تستهدف إضافة تركيز شبابي مع الأداء العالي الذي يقدمه ثيو منذ سنوات، بما يضمن للمجموعة لونًا هجوميًا سريعًا مع تغطية دفاعية ذكية في الكرات الثابتة والعمليات المرتدة.
كيف سيغير ثيو توازن الفريق؟
سيتيح وجوده بجانب الأسماء المحلية مثل سالم الدوسري وهتان باهبري وتيسير الجاسم، إضافةً إلى الرباعي الأجنبي الحالي، بناء جدار دفاعي صلب يمتاز بميزة اللعب بطول ملعبه كاملًا دون خسارة التوازن إذا تطلبت الخطة الفنية التفاف الظهير الأيسر نحو العمق وتقديم الدعم للمهاجمين عند الهجمات المرتدة. كما أن الاشتراك المنتظر للاعب الفرنسي في دوري الأبطال الآسيوي سيكون بمثابة تحضير مميز للتعرف على طريقة لعب الفرق الآسيوية ومراقبة أنماط المنافسين قبل خوض المعترك العالمي في الولايات المتحدة.
تفاصيل العقد والوضع المالي
وحول ظروف الصفقة المحتملة، يُذكر أن الظهير الفرنسي يمتد عقده مع النادي الإيطالي حتى صيف 2026 براتب سنوي يصل إلى 6.5 مليون يورو صافيًا، وهو ما يعني أن النادي السعودي مُجبر على تقديم عرض مالي يساوي أو يفوق المخصص السنوي لأنديته الكبرى للتعاقد مع لاعبين من هذا المستوى، علمًا بأن الأندية الأوروبية الكبرى تميل في الوقت الحالي إلى الاحتفاظ بأبرز نجومها لأطول مدة ممكنة أو فرض شروط جزائية باهظة في حال الرحيل قبل نهاية العقد. ومع ذلك يبدو أن أحد الأسباب الرئيسية وراء قبول ميلان بالتفاوض هو حاجته إلى تحصيل مبلغ مالي مناسب؛ في ظل سعي إدارة النادي الإيطالي لضبط ميزانية الرواتب والتعاقدات بعد سلسلة من التعاقدات المكلفة في السنوات الماضية.
الجدول الزمني المتوقع
وبخصوص الجدول الزمني المتوقع لحسم الملف، فإنه وفق المصادر ذاتها من “الرياضية” فإنه من المتفق عليه أن الصفقة ستُنجز قبل نهاية يونيو 2025 حتى تكتمل عملية قيده في كشوفات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) استعدادًا للمشاركة في مونديال الأندية، إذ يريد نادي العاصمة السعودية أن يكتمل استقدام ثيو قبل إعلان قائمة البطولة النهائية. وسيكون تجهيز اللاعب من خلال برنامج تأهيلي خاص يبدأ مع بداية المعسكر الصيفي في مركز إعداد اللاعبين الجديد في الرياض، حيث سيخوض تجارب فنية وتكتيكية مع الجهاز الفني بقيادة خافن ماتاريللا أو أي مدرب يُعلن عنه في الساعات القادمة، ليكون جاهزًا لمواجهة تحديات أندية أمريكا الجنوبية وأفريقيا التي ستشارك في النسخة المقبلة.
توقعات الجماهير والتحليل الفني
في المقابل، يراهن جمهور الزعيم أن توفر أسماء من الوزن الثقيل في تشكيلة الفريق سيزيد من فرصه في المنافسة على اللقب العالمي، إذ سيكون الظهير الفرنسي المعني إضافة حقيقية لنظام الدفع الرباعي في الخطوط الخلفية وإسناد جناح أيمن هجومي مثل بانيجا أو بولغا، وهو ما يُدخل اللاعبين المنافسين في حيرة عند مراقبة تحركاته وافتكاك الكرات قبل الوصول إلى منطقة جزاء الفريق. كما يتوقع المحللون أن سحابة جماهيرية سترافق تمكينه من تسهيل انتقاله للمملكة، انطلاقًا من قوة التواصل الاجتماعي والإعلامي الذي يشهده الدوري السعودي حاليًا، مما يبدأ تسويقًا عالميًا لإسم الظهير الفرنسي قبل وصوله رسميًا.
ختامًا: مستقبل مفتوح على العالمية
ختامًا، تبدو فرصة الزعيم في الحصول على الخدمات الفنية للظهير الفرنسي حال مناخها ملائمًا ماليًا وفنيًا مع البنية الإدارية لميلان، خصوصًا في ظل إمكانية التفاوض مع وكيل اللاعب مباشرةً على شروط العقد الجديد والتركيز على المواصفات الفنية التي يحتاجها الفريق. وستكون الأيام المقبلة حاسمة في مسار الصفقة، سواء بإعلان رسمي عن توقيع الظهير القوي أو بتصريحات متبادلة حول المفاوضات الجارية، لكن الشيء المؤكد أن طموحات الزعيم السعودي الخارجيّة لن تقف عند حدود القارة الآسيوية، بل تمتد إلى التحدي العالمي الذي ينتظر بداياته في أمريكا قبل منتصف العام، حيث يسعى النادي إلى رفع العلم السعودي عالياً عبر منصة المونديال الأندية.
