شهدت مباراة ديربي دوري روشن السعودي بين الهلال والنصر أحداثاً مثيرة أثارت موجة من الانتقادات والتساؤلات حول أداء جهاز التدريب في نادي الهلال، خاصةً بعد خسارته بثلاثية أمام النصر على ملعب المملكة أرينا ضمن جولة الديربيات في الأسبوع 26 من الموسم 2024-25.
مباراة ديربي هامة... وماذا حدث؟
تلقى الهلال خسارة ثقيلة بنتيجة (1-3) أمام النصر، حيث جاء هدف علي البليهي لتسجيل النصر على ملعبه، بينما ساهم اللاعبون علي الحسن وكريستيانو رونالدو في إحراز الثلاثية، من ضمنها هدفين لسوبر نجم النصر العالمي. وقد أدى هذا الأداء إلى تجمد رصيد الهلال عند 57 نقطة، فيما تمكن النصر من الاقتراب من القمة برصيد 54 نقطة، في وقت يتزعم فيه الاتحاد المركز الأول بـ 61 نقطة.
رسالة الدعيع: نقد صريح من قلب الحدث
في برنامجه "دورينا غير"، خرج محمد الدعيع بتصريحات حادة تجاه المدرب البرتغالي جورج جيسوس. وأوضح الدعيع أن جيسوس يتحمل المسؤولية الكاملة عن نتيجة المباراة، معتبراً أن المدرب لم يعد يتمتع بالحماسة والاندفاع الذي كان يعرفه في السابق. وأشار الدعيع إلى أن الفريق كان يتقدم بنتيجة كبيرة في الشوط الأول، إلا أن تباطؤ ردة فعل المدرب في إدارة الشوط الثاني أدّى إلى تراجع الأداء وخسارة المباراة.
كما لم يخلُ كلام الدعيع من لُوم بعض اللاعبين دفاعيًا، حيث أشار إلى أن حسان تمبكتي وعلي البليهي لم يوفرا المستوى المطلوب في الدفاع، فيما بدا المدرب في المباراة هادئًا بشكل غير معتاد، في وقت كان من المفترض أن يكون الهدوء مقتصراً على اللاعبين وليس على الجهاز الفني.
توقعات مستقبلية للاتحاد البرازيلي

وفي تصريحات أخرى، توقّع الدعيع أن الاتحاد البرازيلي قد يعيد النظر في تقييمه لجورج جيسوس كمرشح لتولي تدريب المنتخب الأول للبرازيل. يأتي هذا التوقع في ظل تقارير متداولة تشير إلى أن جيسوس، الذي ظهر مؤخرًا برفقة كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، يُعدّ أحد المرشحين الأقوياء لتولي هذا المنصب خلفاً لدوريفال جونيور.
هل هو تكتيك أم ضعف في الأداء؟
لم تخلُ تصريحات الدعيع من إشارة مباشرة إلى أسلوب التدريب والتكتيك المستخدم، حيث تساءل قائلاً: "هل هذا تكتيك مدرب وأنت تنافس على الدوري؟ الشوط الثاني لعبة المدربين، ما رأيناه سواءً مع الأهلي أو مع ضمك مسبقًا." وقد أعاد الدعيع إلى ذكر موقف سابق من مسيرته كلاعب، حيث أشار إلى تجربته مع المدرب جيريتس، الذي بالرغم من تلقيه عرضاً من منتخب المغرب، كان يتمتع بأسلوب تدريبي مختلف.
واقع الهلال وكابوس السقوط أمام الكبار
إن خسارة الهلال أمام النصر لم تكن مجرد نتيجة على الورق، بل كانت بمثابة رسالة تحذيرية لكل من يعتقد أن الفريق يستطيع الاستمرار في الأداء المتواضع أمام الفرق الكبيرة. ففي موسم 2024-25، الذي يشهد تنافسًا شديدًا على المراكز المتقدمة، يُعد الأداء الثابت والعزيمة على تحقيق النتائج من أهم العناصر التي يجب أن يتمتع بها الفريق.
التأثير على مستقبل الجهاز الفني وتقييم الأداء
تصريحات الدعيع تأتي في وقت حساس للغاية، إذ يعكس النقد اللاذع حالة من الإحباط وعدم الرضا لدى بعض أساطير النادي والجماهير عن أداء الجهاز الفني. يعتقد الدعيع أن ما حدث في مباراة النصر لم يكن معزولاً، بل هو نتيجة لعدم تحقيق التوازن بين الجانب الهجومي والدفاعي، وعدم اتخاذ القرارات التكتيكية السليمة في الوقت المناسب.
دروس وعبر لمستقبل الدوري

من جهة أخرى، تُعد هذه التصريحات بمثابة درس لكل الفرق المشاركة في الدوري السعودي، حيث أن التنافس الشرس يتطلب أن يكون لدى الجهاز الفني واللاعبين نفس المستوى من الحماس والتكتيك. وفي ظل التحديات المتزايدة والانتقالات المحتملة التي قد تحدث في المستقبل، يجب على جميع الأندية العمل على تطوير أدائها وتعزيز الروح القتالية داخلياً.
خاتمة
في نهاية المطاف، يبقى السؤال معلقاً: هل ستستجيب إدارة الهلال لتصريحات الدعيع وتتخذ الإجراءات اللازمة لتصحيح المسار؟ أم أن هذه التصريحات ستُعتبر مجرد لحظة غضب عابرة تنتهي مع مرور الوقت؟ ما هو مؤكد أن مباراة النصر كانت بمثابة نقطة تحول في مسار الفريق، وأن الأزمات الفنية والتكتيكية لن تُحل إلا بإعادة تقييم جذرية للأسلوب التدريبي والقرارات الفنية.
بهذا نكون قد استعرضنا جوانب متعددة من أزمة الأداء التي يعيشها الهلال، وكيف أن تصريحات محمد الدعيع تُلقي الضوء على ما يحتاجه الفريق من تعديلات جذرية للوصول إلى المستوى الذي يليق بتاريخه وإمكاناته.