يترقب جمهور النادي الأهلي مفاجآت كبيرة في سوق الانتقالات الصيفي لعام 2025، وذلك بعد إعلان رحيل صانع الألعاب جابري فيجا نحو صفوف بورتو البرتغالي. وفي تطور مفاجئ كشف الإعلامي خالد الزهراني المقرب من أسوار النادي عبر حسابه على منصة «إكس» عن نية إدارة الأهلي العمل على الاستغناء عن متوسط الميدان الإيفواري فرانك كيسييه خلال الميركاتو الصيفي الحالي. تأتي هذه الخطوة في ظل سعي الأهلي لإعادة بناء صفوفه وتعويض نخبة اللاعبين الأجانب الذين قد يرحلون عن الفريق، بهدف المنافسة بقوة على الألقاب المحلية والقارية في الموسم المقبل 2025-2026.
خطة التخلص من الأسماء الزائدة
تتضح رؤية الإدارة الأهلاوية حول أهمية استغلال الأصول المالية بأقصى قدر ممكن قبل انتهاء الفترة التي تشهد دعماً قوياً من المسؤولين في السعودية لجلب نجوم عالميين كبار إلى الدوري المحلي. وبحسب تغريدة خالد الزهراني التي تضمنت صورة لكيسييه مع تعليق «هدفنا القادم ✔️»، فقد أصبح متوسط الميدان الإيفواري ثاني الأسماء الأجنبية التي تستهدف مغادرة «راقي جدة» بعد جابري فيجا الذي اقترب من إبرام رسمية انضمامه إلى بورتو. ويجري حالياً إعداد تقرير مفصل من قِبل ماتياس يايسله، المدير الفني، لتقديم توصياته حول إمكانية بقاء أو بيع كيسييه وفقاً لحاجة الخطة الفنية للفريق.
خلفية انتقال فيجا وارتباطه ببورتو

تنتهي منافسات الموسم الجاري للأهلي بعد مشاركة الفريق في بطولة كأس العالم للأندية 2025، حيث نجح «راقي جدة» في تحقيق مجد قاري تاريخي للفريق بالتتويج بلقب دوري أبطال آسيا للمرة الأولى في تاريخه، إحدى المحطات التي رفعت سقف الطموحات وانتظار العروض المميزة. وفي غضون ذلك، تلقى جابري فيجا عرضاً قوياً من بورتو البرتغالي، وأكد رئيس النادي البرتغالي أندريه فيلاش بواش أن الصفقة في مراحلها النهائية، مشيراً إلى تنازل اللاعب عن 90% من راتبه لصالح الانضمام إلى الفريق الأزرق والأبيض. ويتوقع أن يحصل الأهلي على مبلغ يتراوح بين 15 و17 مليون يورو، بالإضافة إلى نسبة من إعادة بيعه مستقبلاً، وهو ما يحقق عائدات مالية مهمة للنادي قبل بداية الموسم المقبل.
سبب تفكير الأهلي ببيع كيسييه
يُعَدّ فرانك كيسييه أحد أبرز صفقات الأهلي الصيف الماضي قادماً من برشلونة الإسباني، حيث وقع عقداً يمتد حتى 30 يونيو 2026 مقابل 12.5 مليون يورو. وخلال تعاقده مع الفريق قدم مستويات مميزة، إذ شارك في 77 مباراة رسمية بجميع المسابقات وسجل 14 هدفاً وصنع 9 آخرين. وبرغم ذلك يبدو أن هناك تغيراً في نظر الإدارة الفنية بقيادة ماتياس يايسله حول مدى حاجة الفريق إلى استمرار كيسييه في مشروع الموسم القادم، خاصة في ظل احتمالية انتهاء حق الدعم الخاص بالأندية السعودية للتعاقد مع لاعبين أجانب على غرار ما كان يحدث خلال السنوات السابقة. بخروج فيجا نحو أوروبا، تفضل الإدارة الاستعانة ببعض المكاسب المالية لتعزيز صفوف الفريق في مراكز أخرى أو التعاقد مع وجوه شابة أقل تكلفة وخياراً طويل الأمد.
التحديات المالية والفنية في سياسة الانتقالات
تشير تصريحات مسؤولي الأهلي الأخيرة إلى أنهم يضعون في حساباتهم أن سوق الانتقالات القادم سيشهد تغيرات واضحة في آليات الدعم المالي للأندية. ففي ظل التطور السريع لبيئة الاحتراف في المنطقة، يسعى النادي لضبط ميزانيته تجنباً لأي خسائر محتملة ترهق خزينة القلعة الحمراء، حيث كان يُعَدّ ضم اللاعبين الأجانب النجوم هدفاً أساسياً في السنوات الماضية، بينما يتحول الأمر هذه المرة إلى موازنة بين الاستمرار في المنافسة بجودة والالتزام بالقدرة المالية. ومن هذا المنطلق، يأتي التفكير في بيع كيسييه كخطوة لتخفيف فاتورة الرواتب المرتفعة، وتمهيداً لتفاوض أفضل مع لاعبين جدد قادرين على تقديم مستوى متميز بتكلفة أقل.
دور التقرير الفني في الحسم
يعتمد ماتياس يايسله في تقييمه للاعبين على عناصر فنية عديدة، من بينها الملاءمة التكتيكية لأسلوبه في الملعب ومدى التعاون مع بقية عناصر خط الوسط. ومن المتوقع أن يسلم المدير الفني تقريراً مفصلاً لإدارة النادي خلال الأيام القليلة المقبلة يتضمن رؤيته حول مدى حاجة الفريق لخدمات كيسييه مستقبلاً، خصوصاً في ظل رغبة النادي بتغيير الخطط والاستعانة بخيارات بديلة. وقد يكون تقرير يايسله حاسماً في توصية الاستغناء عن الإيفواري أو الإبقاء عليه، مع الأخذ في الحسبان أن نسبة مشاركاته وتأثيره في الموسم الماضي كانت إيجابية، لكنه بات يشكل عبئاً مالياً كبيراً على النادي مقابل متطلبات أخرى في سوق الانتقالات.
توقعات بشأن وجهة كيسييه المقبلة

لا يستبعد بعض المراقبين رحيل كيسييه باتجاه دوري احترافي آخر يمنحه فرصة جديدة مع تكاليف مادية ملائمة لظروف النادي المستقبلية. وقد يكون الدوري الأوروبي المتوسط أو إحدى الدوريات الخليجية وجهة محتملة في حال تلقى عرضاً مغرياً يضمن له راتباً مماثلاً لما يتقاضاه في الأهلي، أو بصفقة انتقال تجمع بين العرض المادي والضمانات الفنية لإشراكه بصفة أساسية. في المقابل، هناك إحتمال أن يعرض الأهلي كيسييه على أحد الأندية السعودية الأخرى في صفقة تبادل أو مقابل مالي بقيمة أقل من السعر الذي تم التعاقد معه قبل عامين، بما يضمن خروجاً سلساً من دون تحميل النادي خسائر كبرى.
أثر البيع المحتمل على مشروع الأهلي الموسم المقبل
في حال حسم إدارة الأهلي قرارها بالاستغناء عن كيسييه رسمياً، فإن ذلك سيفتح باباً لاستغلال المبلغ في التعاقد مع عناصر جديدة تجعل الفريق أكثر توازناً، سواء على صعيد عمق التشكيلة أو تنويع خيارات منتصف الميدان. ويأمل «راقي جدة» في ضم لاعبين تتناسب أجورهم مع خطط النادي الاستراتيجية، وأولويات المدرب الفني الذي يبحث عن مرونة فنية في الانتشار التكتيكي. كما أن بيع كيسييه يعني تهيئة موازنة أكبر لتعويض خروج الأسماء الأخرى المحتمل رحيلها أو الاستغناء عنهم، وهي خطوة ستعيد تشكيل هوية الفريق بما يتوافق مع التوجه الجديد الإداري والفني للنادي.
خاتمة
بينما يستعد الأهلي للمرحلة المقبلة التي تحفل بالتحديات على أكثر من صعيد، يبقى ملف صفقات اللاعبين الأجانب في صلب اهتمامات إدارة النادي. ويمثل رحيل فرانك كيسييه إشارة واضحة إلى الاستراتيجية المتغيرة في سوق الانتقالات، وتركيزاً على توازن مالي وفني في آن واحد. ويتعين على المجلس التنفيذي للفريق أن يتخذ قرارات سريعة ومدروسة تضمن الحفاظ على تنافسية الكرة الأهلاوية محلياً وقارياً، مع تلبية تطلعات جماهير «الراقي» التي تأمل بأن يكون الموسم الجديد حافلاً بالألقاب والتجديد المنشود.