من المعجزات إلى الكوابيس… كيف ضاع النصاب؟
• 30 مارس 2025: حقق أياكس فوزًا لامعًا 2-0 على مضيفه PSV في “فيليبس ستاديون”، واقتنص الصدارة بفارق تسع نقاط، وسط تفاؤل عارم بأول لقب منذ 2019. هدفا أنتوني ونيريس كانا كافيين لرفع معنويات لاعبي المدرب فرانشيسكو فاريولي.
• 13 أبريل 2025: بدا أن الطريق معبد أمام “الأتشي”، عندما قلب تأخره أمام ويليم II بهدف إلى 2-1 عطفًا على ثنائية البديلين أوليفر إدفاردسن وفوت فيخورست. بعد المباراة، قال فاريولي: “واجهنا دفاعًا منظمًا، لكن التصميم كان حاضرًا بقوة في الشوط الثاني، وهذه نتيجة مهمة”.
• المفاجأة الأولى (19 أبريل 2025): سقط أياكس في فخ التعادل 1-1 على أرضه أمام فورتونا سيتارد، بعد أن أضاع لاعبوه ركلة جزاء حاسمة قبل خمس دقائق من النهاية، ما أغاظ جماهير “يوهان كرويف أرينا”.
• الصدمة الثانية (26 أبريل 2025): خسر الفريق أمام أوتريخت بنتيجة 0-2 رغم سيطرة استحواذ بلغت 65%، عقب أخطاء دفاعية قاتلة وحارس المرمى الذي فشل في التصدي لتسديدة من خارج الصندوق.
• التعثر الثالث (3 مايو 2025): اكتفت “الجيالوروسي” بالتعادل 2-2 مع توينتي إيندهوفن بعد تقدمه بهدفين نظيفين، إلا أن ضياع التركيز قبل ربع ساعة من النهاية سمح لمنافسه بالعودة.
• القمة المروعة (10 مايو 2025): اختتم أياكس سلسلة التعثرات بسقوط ثقيل 1-3 أمام منافس قاع الترتيب، ألمايري سيتي، في مباراةٍ شهدت طرد مدافعه البارز وركلة جزاء مهتزة في الوقت بدل الضائع.
هذه النتيجة أمام ألمايري كانت القشة التي قصمت ظهر البعير: فقد انتزع PSV الصدارة بفارق نقطة واحدة قبل الجولة الختامية، مُسدلًا الستار على حلم أياكس بالفوز بلقب “الإريديفيزي” للمرة السابعة والثلاثين في تاريخه.
أمثلة سابقة.. دروس من التاريخ الكروي

موسم أياكس 2024–2025 ربما سيُذكر مثلما يُذكر:
1. نيوكاسل يونايتد 1995–1996:
فقد “ماغبايز” تقدمه في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد تراجعٍ دراماتيكي، ليتفوق مانشستر يونايتد في النهاية.
2. إنتر ميلانو 2001–2002:
تذمّر رونالدو البرازيلي أمام الجماهير وهو يبكي في الأوليمبيكو بعد خسارة اللقب لصالح يوفنتوس.
3. ريال مدريد “جالاكتيكوس” 2003–2004:
تراجع من المركز الأول إلى الرابع بخسارته ست مباريات من سبع.
4. ستيفن جيرارد وأنفيلد 2014–2015:
زلة قائد ليفربول الشهيرة أمام كريستال بالاس حرمت “الريدز” من اللقب بعد 24 عامًا.
5. باير ليفركوزن “نيفركوزن”:
لقبٌ مهدر في نهائي دوري الأبطال عام 2002، ثم سيناريو الدوري الألماني في 2022–2023.
6. بوتافوجو 2023:
انهيارٌ غير مسبوقٍ في البرازيل قبل أن ينتفض ويرفع لقب الدوري وكأس ليبرتادوريس.
أسباب الانهيار الجماعي

- ضغط المباريات المتراكمة: خوض 3 بطولات دفعة واحدة أثقل كاهل اللاعبين، خصوصًا مع إصاباتٍ في خط الوسط والدفاع.
- غيابات قيادية: افتقاد القائد الدافع دافي كلاسن (المُعتمد على خبرته) للإصابة في آخر ست جولات.
- تراجع اللياقة البدنية: الإحصائيات أظهرت تناقص متوسط مسافات الجري بنسبة 12% مقارنةً بأكتوبر–ديسمبر.
- ابتعاد البدلاء: أداء هامشي لخبرة “البدلاء الكبار” مثل إدفاردسن وفاته تغني عن التوازن التكتيكي بعد الشوط الأول.
- تأثير الضغط النفسي: تصريحات فاريولي قبل الأوان عن “5 مباريات نهائية” وضعت توقعاتٍ عاليةً هددت استقرار اللاعبين.
- تفوّق PSV الانضباطي: فريق أيندهوفن لم يتأثر بأي تعثر، وحافظ على ثبات الأداء عبر تبديلاتٍ ناجحةٍ من المدرب روغر شميدت.
لحظة الحساب والدرس المرير
مع انطلاقة الجولة الأخيرة، سيخوض أياكس مواجهةً أو لقاءين حاسمين، لكن فارق الأهداف ضده بعد خسارته أثبت أن الفريق لم يتعلم من التاريخ الكروي. على جماهير أمستردام والتحليلين أن يسألوا عن الفرق التي أهدرت الألقاب، فالاسم قد يُنسى بعد فوزٍ هنا “أو ألقابٌ مثقوبة” هناك، لكن الخطيئة الجماعية في مباراةٍ أو مباراتين تبقى عالقةً في الذاكرة أكثر من الانتصارات العريضة.
وسط احتفالات محايدين وهتافات PSV الفخورة، يظل أياكس مثالاً صارخًا على أن تقدّم +9 نقاط ليس ضمانًا للتتويج، وأن الجنون – في كرة القدم كما في الحياة – يحدث حينما تتوقف العقلانية والهدوء. وهكذا، يكتب الموسم نفسه فصلاً جديدًا في سجلّ “العملاق الذي أخفق في الرمق الأخير”، ليتحوّل من قصة انتصارٍ متوقعة إلى واحدة من أكبر مفاجآت العام على مستوى أوروبا.