
يواصل الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، بقيادة المدرب السويسري مارسيل كولر، تدريباته اليومية المكثفة استعدادًا لملاقاة فريق شباب بلوزداد الجزائري في الجولة الثالثة من دور المجموعات لبطولة دوري أبطال إفريقيا. يشهد النادي الأحمر هذه الفترة تركيزًا قويًا على الجانب البدني والفني من أجل تحقيق انتصار حاسم يعزز آماله في التأهل إلى مراحل متقدمة من البطولة القارية، التي تعد من الأهداف الأساسية للفريق هذا الموسم.
التدريبات اليومية: تعزيز الجاهزية البدنية والتكتيكية
يتعامل الجهاز الفني للأهلي مع الفترة الحالية بحذر شديد، بعد النتائج السلبية الأخيرة التي شهدها الفريق في منافسات كأس العالم للأندية “كأس الإنتركونتيننتال”، حيث خسر الفريق أمام فريق باتشوكا المكسيكي في مباراة مؤلمة أثرت على معنويات اللاعبين والجهاز الفني. لهذا السبب، يولي كولر وزملاؤه في الجهاز الفني أهمية كبيرة لاستعادة الروح القتالية والتصحيح التكتيكي للفريق، حيث يعمل على رفع مستوى التركيز البدني والفني للاعبين خلال التدريبات اليومية.
تشمل التحضيرات في الأيام الأخيرة التركيز على رفع المعدلات البدنية للاعبين من خلال تدريبات مكثفة، تتضمن تمارين خاصة باللياقة والسرعة، إلى جانب تكتيك اللعب الجماعي والتمريرات السريعة. هذا بالإضافة إلى تعزيز المهارات الفردية، حيث يتم العمل على تحسين تحركات اللاعبين في الملعب، وخاصة في الخطوط الأمامية التي تحتاج إلى تجانس أكبر بين اللاعبين مثل محمد شريف وشيكابالا. في الوقت ذاته، يتم تخصيص جزء من التدريبات لتحسين أداء الخط الدفاعي والتكتيك المتبع لمواجهة الهجمات المرتدة من الخصم.
الدور المنتظر للاعبين الأساسيين في المباراة
رغم أن الأهلي يواجه تحديات كبيرة على صعيد النتائج، إلا أن كولر يثق في قدرة لاعبيه على العودة القوية. ويتوقع أن يكون للأسماء الرئيسية في الفريق دور كبير في المباراة المقبلة. حسين الشحات، الذي يُعد من أبرز لاعبي الأهلي هذا الموسم، يسعى لتحقيق تأثير كبير في المباراة سواء على المستوى الدفاعي أو الهجومي، خصوصًا مع قدرته على تمويل الكرات للمهاجمين. كما سيكون للثنائي علي معلول ومحمد هاني دور حيوي في الظهيرين في بناء الهجمات السريعة والعودة للدفاع في ذات الوقت.
أما في خط الوسط، فيتوقع أن يكون عمرو السولية وحمدي فتحي في طليعة اللاعبين الذين سيقودون الفريق في هذه المباراة الحاسمة، حيث سيعتمد كولر عليهما بشكل رئيسي في التغطية الدفاعية وتمويل الهجمات الهجومية. في المقابل، قد يكون للمهاجم محمد شريف دور حاسم في هذا اللقاء، خصوصًا في ظل تذبذب مستواه في الفترة الماضية، حيث يتطلع لتقديم أداء قوي يثبت به قدراته الهجومية.
الخصم: شباب بلوزداد الجزائري
أما على الجانب الآخر، يدخل شباب بلوزداد المباراة بمعنويات مرتفعة بعد أدائه المتميز في المباريات السابقة، خصوصًا في دور المجموعات في دوري أبطال إفريقيا. الفريق الجزائري يملك مجموعة من اللاعبين المميزين الذين يمكنهم تهديد دفاع الأهلي بشكل حقيقي، خاصة من خلال الهجمات المرتدة السريعة التي يُجيدها الفريق بقيادة مدربه الشاب. يعتمد بلوزداد على عدة لاعبين من أصحاب الخبرة، مثل مهاجم الفريق الذي سجل العديد من الأهداف الحاسمة في المباريات السابقة، ويشكل مصدر تهديد حقيقي لدفاعات الأهلي.
شباب بلوزداد أيضًا يملك أسلوب لعب تكتيكي منظم يعتمد على الضغط العالي على الخصم في حالة فقدان الكرة، وهو ما قد يشكل تحديًا كبيرًا للفريق الأحمر، الذي سيتعين عليه أن يكون أكثر دقة في استعادة الكرة والانتقال للهجوم بسرعة في ظل المساحات التي يمكن أن يتركها دفاع بلوزداد أثناء الهجمات المرتدة.
التوقعات: مباراة مليئة بالتحدي والإثارة
من المقرر أن تُقام المباراة بين الأهلي وشباب بلوزداد يوم الأحد المقبل، الموافق 22 ديسمبر، على أرضية ستاد القاهرة الدولي، في تمام الساعة السادسة مساءً بتوقيت القاهرة. هذه المباراة تحمل أهمية كبيرة لكلا الفريقين، حيث يسعى كل منهما لتحقيق الفوز لضمان فرصة التأهل إلى الأدوار المتقدمة من دوري الأبطال.
بالنسبة للأهلي، يسعى إلى تحقيق ثلاث نقاط غالية على أرضه، بعد النتائج المخيبة في المباريات الماضية في البطولة. وسيكون الفوز بمثابة دفعة معنوية كبيرة، تعيد الثقة للاعبين والجماهير في الفريق. كما أن الانتصار سيمنح الفريق دفعة قوية في باقي المباريات المقررة، مما سيسهم في تأمين صدارة المجموعة أو التأهل كأحد أفضل الوصيفين في حال تعثره في مباريات أخرى.
أما شباب بلوزداد، فسيحاول الاستفادة من أي ثغرات في خط دفاع الأهلي لمباغتته في هذه المباراة، التي تُعد واحدة من الفرص الكبيرة له لإثبات نفسه على الساحة القارية. وعلى الرغم من قوة الأهلي، فإن فريق شباب بلوزداد سيقاتل من أجل تحسين مركزه في المجموعة، لذا يتوقع أن تكون المباراة مليئة بالإثارة والتكتيك من الفريقين.
آمال الأهلي: التأهل والعودة للمنافسة
لا شك أن التأهل للدور التالي من دوري أبطال إفريقيا يشكل هدفًا رئيسيًا للأهلي هذا الموسم، خاصة في ظل تطلعاته لاستعادة الهيمنة على البطولة القارية، التي يعد الأكثر تتويجًا بها في تاريخ الأندية الإفريقية. لذا فإن الجهاز الفني بقيادة كولر سيعطي كل ما لديه من أجل رفع مستوى الفريق والاستعداد للمباراة المقبلة بأعلى درجات الجاهزية، أملاً في تجاوز شباب بلوزداد والعودة لتحقيق الانتصارات التي تضمن التأهل إلى الأدوار المتقدمة.
ختامًا: مباراة حاسمة ومستقبل مشرق
مع بقاء الفريق على أمل العودة إلى مستواه المعهود، تبقى المباراة ضد شباب بلوزداد بمثابة نقطة انطلاق جديدة في مسيرة الأهلي في دوري أبطال إفريقيا. إذا تمكن الفريق من تحقيق الفوز، فسيكون ذلك بمثابة تصحيح للمسار وضمان لبقية مشوار الفريق في البطولة.