قرار مثير للجدل
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن تنظيم نسخة موسعة من كأس العالم للأندية ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة ثلاثين فريقا من مختلف القارات بالإضافة إلى إضافة فريق إنتر ميامي الذي يلعب له النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لما يملكه من جاذبية جماهيرية هائلة تساعد في رفع مستوى الاهتمام بكرة القدم داخل السوق الأمريكية قبل استضافة كأس العالم 2026. وظهر هذا الأمر مثيرا للجدل بين المتابعين خاصة أن دمج إنتر ميامي ضمن المشاركين جنبا إلى جنب مع فرق مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي وباريس سان جيرمان وبايرن ميونخ وبوكا جونيورز والهلال دفع بالصحافة العالمية للبحث عن أسباب هذه الخطوة الفريدة.
رأي أجويرو حول القرار
كان من أبرز الأصوات التي شرحت هذه الفكرة هو أسطورة الكرة الأرجنتينية سيرخيو أجويرو الذي تحدث لصالح رؤية الفيفا ومنظمة كأس العالم للأندية حيال ضم فريق إنتر ميامي إلى البطولة. وأوضح أجويرو عبر حوار له مع الاتحاد الدولي لكرة القدم أن مشاركة ميسي في حدث ضخم مثل كأس العالم للأندية يمثل فرصة كبيرة لرفع وتيرة الاهتمام بكرة القدم في الولايات المتحدة قبل انطلاق منافسات كأس العالم 2026 في أوروبا وأمريكا الشمالية.
ميسي.. صوت الجماهير
وأضاف أجويرو “معرفة وجود ليو ميسي في إنتر ميامي جعل الفيفا يرى فيه صوتا قويا لجذب الجماهير والمشجعين من جميع أنحاء العالم لمتابعة البطولة على الأراضي الأمريكية”، لافتا إلى أن البطولة ستفتتح بمواجهة إنتر ميامي مع بطل أفريقيا الأهلي المصري يوم الرابع عشر من شهر يونيو لهذا العام. وأورد أجويرو أن الهدف من القرار ليس فقط تكريم إنجازات ميسي بل أيضا خلق حالة من التفاعل الجماهيري والإعلامي من اللحظة الأولى لتدشين النسخة الأكبر في تاريخ المسابقة.
الجانب التسويقي والرياضي

وركز أجويرو في حديثه على أن ظهور ميسي في البطولة سيكون له أثر كبير على بناء قاعدة جماهيرية أكبر لكرة القدم في الولايات المتحدة خاصة وأن الدوري الأمريكي MLS يتصاعد في المستوى في السنوات الأخيرة وقد شهد نجاحا لافتا حين ضم إليه ليونيل ميسي في فترة سابقة. وأشار إلى أن “إنتر ميامي سيحظى بفرصة ذهبية لتمثيل أمريكا في مسابقة تُجري لأول مرة بنظامها الموسع، وستكون هذه التجربة مؤلمة للبعض ممن كانوا يتوقعون أن البطولة ستقتصر على أبطال القارات فقط دون مراعاة الجوانب التسويقية والفنية المميزة لوجود ميسي”.
ردود الفعل المتباينة
وعندما سأله المحاور عن احتمال توجيه تلك الخطوة رسالة إلى نجوم كبار آخرين مثل كريستيانو رونالدو، أجاب أجويرو ضاحكا “قد يشعر البعض بالألم حين يرون ميسي حاضرا في هذه التظاهرة العالمية بينما يبقى رونالدو خارج القائمة، لكن كرة القدم متقلبة ويجب على الفيفا استثمار الفرص التسويقية والفنية معا”.
استعداد إنتر ميامي للمباراة
وعن أجواء الفريق قبل المشاركة، قال المهاجم السابق إن “إنتر ميامي في قمة جاهزيته قبل الدخول إلى الميدان العالمي، فالفريق حقق لقب الدوري الأمريكي لكرة القدم وحصل ميسي خلال الموسم الماضي على جائزة أفضل لاعب في MLS لعام 2024، ما يجعل الشعب الأمريكي متعطشا لرؤيتهم في منافسات قارية”. وأضاف “حتى الآن إنتر ميامي لم يحقق ألقابا دولية سابقة، لذا فإن فرصة خوض كأس العالم للأندية بمشاركة أقوى الفرق الأوروبية والآسيوية والأفريقية ستشكل دافعا قويا للفريق وللاعبين الشباب الذين سيكونون على موعد مع اختبار حقيقي للمهارات والفنيات أمام نجوم العالم”.
التحدي القادم لإنتر ميامي
وأكد أجويرو أن الهدف الكبير للمدرب خافيير ماسكيرانو ولاعبيه هو تقديم عرض قوي في مرحلة المجموعات ومحاولة التأهل لأدوار خروج المغلوب لإظهار قوة الكرة الأمريكية في مواجهة أندية عريقة لها باع طويل في المسابقات القارية.
منظومة الفريق الهجومية
واسترسل أجويرو قائلا “منذ قدوم ميسي إلى إنتر ميامي اعتمد الفريق على منظومة هجومية متكاملة تسمح للاعبين بإظهار أفضل ما لديهم، فلديهم قوائم تضم لاعبين ذوي خبرة محلية وقارية، وسيلعبون ضمن مجموعة تضم فرقا من قارات مختلفة وفق نظام مُقنن لتوزيع المنتخبات على ثماني مجموعات لتضمن أكبر قدر ممكن من التنافس”.
التأثير الإعلامي والجماهيري

وأشار إلى أن الفيفا أقر بأن مشاركة إنتر ميامي تسهم في رفع سقف الاهتمام الإعلامي وتزيد من تغطية البطولة على القنوات العالمية ومختلف المنصات الرقمية. ووسّع أجويرو حديثه إلى ضرورة توسيع قاعدة المتابعين في القارة الأمريكية من خلال الاستعانة بنجوم مشهورين لجذب المشجعين من مختلف الأجيال.
تفاصيل البطولة الجديدة
يذكر أن نسخة كأس العالم للأندية القادمة ستشهد لأول مرة مشاركة ثلاثين فريقا يتوزعون على ثماني مجموعات، وسيخوض إنتر ميامي مباراته الافتتاحية يوم 14 يونيو ضد الأهلي المصري بطل أفريقيا في العاصمة الأمريكية واشنطن. وسوف يتأهل أبطال المجموعات الثماني إلى دور الستة عشر الذي سيبدأ بعدها بيومين قبل أن يتواصل العقد حتى النهائي المقرر إقامته في منتصف يوليو.
تاريخ البطولة وتطورها
وتعد هذه النسخة الأكبر في تاريخ المسابقة التي انطلقت للمرة الأولى عام 2000 وتطورت مرارا حتى استقرت في السنوات الأخيرة على تخصيص مقاعد للأبطال القارية الخمس بالإضافة إلى بطل البلد المضيف، لكن هذه المرة تم توسيع القاعدة لتشمل أكثر من ذلك بحضور فرق أوروبية رائدة وأندية آسيوية وأفريقية وأندية محلية ومن بينها إنتر ميامي بخاصة وجود ميسي.
ردود فعل متنوعة
وتلقى قرار إضافة إنتر ميامي ترحيبا من قطاعات كبيرة من الجماهير الأمريكية والعالمية باعتبارها فرصة تاريخية لمشاهدة ميسي متألقا في منافسة رسمية تتخطى حدود الدوري الأمريكي. ولكن في الوقت نفسه أثار القرار مقاومة من بعض الاتحادات الأهلية في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية التي اعتبرت أن المقاعد التقليدية للأبطال يجب أن تُحفظ لأبطال القارات دون مزيد من الإضافات خارج مسار التأهل عبر البطولات الإقليمية التي تُقام سنويا.
الخاتمة: خطوة إيجابية
في الختام، يرى سيرخيو أجويرو أن مشاركة إنتر ميامي ومسي في نسخة موسعة من كأس العالم للأندية يمثل تطورا إيجابيا للرياضة العالمية ويساعد في تعميق حضور الكرة في الولايات المتحدة قبل كأس العالم 2026. وقد ختم أجويرو بالقول “ميسي هو أحد اللاعبين الذين تتمنى الجماهير أن تراهم في كل مسابقة، لذا لا أعتقد أن أي متابع حقيقي لكرة القدم سيشتكي من رؤيته في ملعب كبير أمام الأهلي المصري أو أي نادٍ آخر، بل سيعتبرونها مغامرة رائعة للاحتفال بأسلوب اللعب السحري الذي يقدمه”.