ضغوطٌ كبيرة بعد موسمٍ خالٍ من الألقاب
دعمت إدارة النصر صفوف الفريق بلاعبين كبارٍ، أبرزهم كريستيانو رونالدو، لكن الأداء تراجع بتوالي التعادلات والهزائم الحاسمة التي أبعدته عن المنافسة على الدوري السعودي وكأس الملك والنخبة الآسيوية. وأعرب الرئيس التنفيذي ماجد الجمعان أكثر من مرةٍ عن رغبته في صفقات “من العيار الثقيل” لتصحيح المسار، ويُرجح أن تبدأ عملية الانتقال الصيفي بمغادرة عددٍ من الأجانب الذين لم يرتقِ عطاؤهم لتوقعات الجماهير والإدارة.
من بين هؤلاء يبرز اسم الجناح البرازيلي ويسلي (25 عامًا)، المنضم صيف 2024 من كورنثيانس مقابل 18 مليون يورو. إذ خاض مع النصر 20 مباراةً فقط، سجّل خلالها هدفًا واحدًا وصنع ثلاثة، بمجموع 645 دقيقة لعبٍ، غادر أربع مراتٍ أساسيًا وانطلق من دكة البدلاء في 16 لقاءً دون أن يكمل أيٌ منها كاملًا.
سباق ثلاثي في البرازيل: كورنثيانس وفلامنجو وبوتافوغو تسعى للإعارة
ذكرت شبكة “Bolavip” البرازيلية أن ثلاثة عمالقة من الدوري المحلي – كورنثيانس وفلامنجو وبوتافوغو – يراقبون وضع ويسلي عن كثبٍ استعدادًا لفتحه نافذةً لإعارته الموسم المقبل. وترجع تلك الرغبة إلى إمكانياته التقنية والسرعة التي لطالما أعجب بها المتابعون في الدوري البرازيلي، إضافةً إلى حاجة تلك الأندية لجناحٍ شابٍ يمكن أن يدفع به في المباريات المصيرية قبل انطلاق الكأس الليبرتادوريس.
لكن في تصريحات مقتضبةٍ لـ“بولافيب”، قيل إن اللاعب يرفض العودة إلى البرازيل حاليًا، ويطمح في خوض تجربةٍ أوروبيةٍ أكثر صعوبة وإمكانيةً لتطوير مستواه. ومع ذلك، فإن العروض الاحترافية محدودٌةٌ مقارنةً بطلبات الأندية البرازيلية العريقة، ما يدفعها لتقديم عروضٍ تنافسيةٍ للتأكد من بقائه أمام أعينها، ولو في نظام الإعارة.
شرط النصر: “ضمان دقائق اللعب وتطور المسيرة”

جاء في تقرير “Bolavip” أن النصر لا يعارض مبدأ الإعارة، بل مستعدٌ لتحمُّل جزءٍ من راتب ويسلي السنوي المرتفع لمراعاة ميزانيات الأندية البرازيلية المتواضعة. ولكن بشرطٍ أساسيٍ: أن ينضم إلى نادٍ يملك مشروعًا رياضيًا واعيًا ويضمن له دقائق لعبٍ كافيةً، لا مقعدًا دائمًا في الدكة.
ويعكس هذا الشرط رغبة الإدارة في الحفاظ على أصول النادي عبر استمرار تطور اللاعبين وإكسابهم ثقةً لإعادة الاستثمار فيهم لاحقًا أو بيعهم بقيمةٍ أعلى. ويقول أحد مسؤولي الكرة في النصر:
“نسعى لوضع ويسلي في بيئةٍ تناسبه تكتيكيًا وتنافسيةً، كي يعود في نهاية الإعارة أفضل مما تركنا”.
ووفقًا لما نقلته “موندو ديبورتيفو”، فإن الأندية المرشحة لجذب اللاعب تسعى لعرض مشروعٍ فنيٍّ مطردٍ – كاللعب في البطولات القارية أو المشاركة الأساسية في الدوري المحلي – لضمان إعارةٍ تحقق مصلحة النادي السعودي واللاعب ذاته.
السيناريوهات المحتملة لمستقبل ويسلي

- إعارة مضمونة الشروط: انتقالٌ مؤقتٌ لموسمٍ واحدٍ إلى أحد الأندية البرازيلية الثلاث، يتحمل بموجبه النصر جزءًا من الراتب مقابل مشاركاتٍ محددةٍ.
- عرضٌ أوروبيٌّ ثانٍ: إذا نجحت مفاوضات اللاعب مع أنديةٍ من الدوري التركي أو البرتغالي، ما يترتب عليه تفاوضٌ صعبٌ بالنظر إلى ارتفاع قيمته المادية.
- بقاءٌ ولعبٌ محدودٌ: تثبيت يسلي في صفوف النصر واستمرار إشراكه بكثافةٍ أخفٍّ لضمان التدرب مع فريقٍ قويٍّ، رغم أن ذلك قد يعوق تطوره.
ويبقى القرار النهائي بيد الإدارة الرياضية ومسؤولي الكرة بقيادة البرتغالي فيديريكو فيلار، الذين توعدوا بصفقاتٍ تدعم بناء فريقٍ قادرٍ على المنافسة مجددًا، مع تقليص الأجسام الأجنبية غير الفاعلة والسعي وراء لاعبين جددٍ يناسبون فلسفة النادي وسوق الانتقالات القادمة.
في نهاية المطاف، يُعد ملف ويسلي اختبارًا مبكرًا لمدى قدرة النصر على اتخاذ قراراتٍ انتقاليةٍ مبنيةٍ على رؤيةٍ فنيةٍ واضحةٍ، لا مجرد تصفيةٍ للأسماء الضعيفة. وفي حال نجحت الإعارة المقررة في تحقيق أهداف التطوير، فقد يتحول اللاعب البرازيلي إلى قصةٍ ناجحةٍ تُعاد الاستفادة منها، أو نقطةِ انطلاقٍ لعرضٍ أوروبيٍّ جديدٍ.