شهدت أروقة النادي الأهلي المصري حالة من الاضطراب الشديد عقب خروج الفريق من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا على يد صن داونز الجنوب إفريقي، إذ بات من المتوقع أن يقر مجلس الإدارة، برئاسة محمود الخطيب، إقالة المدرب السويسري مارسيل كولر وجهازه المعاون بالكامل، مع الإبقاء مؤقتًا على المدرب العام محمد شوقي إلى حين التعاقد مع خليفة فني جديد.
أسباب القرار: تراجع الأداء والخروج القاتل
جاء قرار الإدارة بناءً على عاملين رئيسيين: أولاً، الفشل في الوصول إلى نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى منذ سنوات، بعد التعادل سلبياً في الذهاب بالقاهرة والإياب في القاهرة، وهو ما كرّس اللون السلبي لإجمالي مبارياتهما. ثانيًا، النتائج المحلية المتذبذبة، إذ يحتل الأهلي المركز الثاني في الدوري المصري بعد فترة من الهيمنة، ويواجه صعوبات في إظهار الاستقرار الفني أمام فرق القاع والمتوسطة.
"الكورة مع فايق": إقالة كولر مع فجر صلاح
كشف برنامج "الكورة مع فايق" عن توصّل إدارة الأهلي لاتفاق داخلي يقضي برحيل كولر وجميع أعضاء الطاقم الفني الأجنبي، بداية من موسم 2025–2026. وتم استبعاد شوقي فقط من هذا القرار المؤكد، نظرًا لدوره كجسر تواصل بين الإدارة والمدرب الجديد، فضلًا عن معرفته الدقيقة ببنية الفريق واللاعبين الشباب.
مناورات بديلة: عبد الحفيظ في الصدارة
في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو تغيير الجهاز الفني، تحركت الإدارة أيضًا في الكواليس لترتيب ملف الرياضة. فقد بات المدير الرياضي محمد رمضان على رأس قائمة الرحيل، حيث من المتوقع أن يخلفه سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة السابق، في منصب المدير الرياضي أو المستشار الفني، استنادًا إلى خبرته الطويلة في تنسيق الصفقات وإدارة الأزمات داخل القلعة الحمراء.
مرشحون لقيادة الأهلي الجديد
يُلمح أعضاء المجلس إلى عدد من الأسماء المرشحة لتولي المسؤولية الفنية، بينها مدربون متمرسون في إفريقيا وأوروبا:
- محمد يوسف، المدرب المصري المخضرم، الذي سبق له قيادة الأهلي إلى نهائي إفريقيا 2017.
- مينديز، المدرب البرتغالي الذي قاد فرقًا في الدوري السعودي ويمتلك خبرة قارية.
- بيدرو مارتينيز، مدربٌ أرجنتينيُّ الشباب، نشط في أندية أمريكا الجنوبية وباراجواي.
تجهيز الشروط المالية والاحترافية
أبلغت لجنة الاحتراف في الأهلي الراغبين في التقدم للمنصب بأن الشروط المتوقعة تشمل تقديم عقد يمتد لموسمين، مع متغيرات مرتبطة بتحقيق الألقاب المحلية والقارية، بالإضافة إلى تحمل جزء من الجهاز الفني الأجنبي المسؤوليات الإدارية والفنية ضمن أكاديمية النادي.
ردود فعل الجماهير والإعلام
انقسمت الأوساط الجماهيرية بين من يرى في قرار الإقالة ضرورة لاستعادة هيبة الفريق، وبين من يخشى أن يتكرر سيناريو "المدرب العابر" دون خطة طويلة الأمد. وفي الوقت نفسه، دعت وسائل إعلام رياضية مصرية إلى منح المدرب الجديد مزيدًا من الوقت، معتبرة أن تذبذب النتائج يعود جزئيًا لضغوط اللعب في موقع الصدارة دائمًا.
إرث كولر في الأهلي
على الرغم من الخروج القاري والفشل في الفوز بالدوري المصري هذا الموسم، يترك كولر إرثًا فنيًا يتمثل في نجاحه بإعادة فلسفة الضغط العالي والتوازن الدفاعي، وتحسن خط الوسط بعد توظيف لاعبين محليين بكفاءة. لكن انتقاله من "مديرٍ تقنيٍّ" إلى "مُطالَبٍ بتحقيق الإنجازات الكبرى" جعله عرضة للانتقادات بعد أي إخفاق.
خارطة الطريق للفريق قبل الموسم الجديد
من المنتظر أن تُعقد جلسة مجلس إدارة عاجلة بعد نهاية مباريات الدوري وكأس مصر لتحديد المدرب الجديد وبدء المعسكر الإعدادي الصيفي. ويشمل البرنامج أيضًا تقييمًا شاملًا لملف الانتقالات الصيفية، مع التركيز على تدعيم وسط الملعب والهجوم العاجز عن تسجيل الأهداف الحاسمة في المواعيد القارية.
خاتمة: نقطة تحول حاسمة
يشكل قرار إقالة كولر نقطةَ تحوّلٍ تاريخية في عهد محمود الخطيب، الذي يتطلع إلى إعادة الأهلي إلى منصة التتويج الإفريقي والمنافسة بقوة على الألقاب المحلية. وبينما يأمل السويسري في تجنب "العتبات الحرجة" في حياته المهنية، يستعد الأهلي لتغيير جذري قد يضعه على طريقٍ جديدٍ في الموسم المقبل.