فابيو كابيلو ينتقد زلاتان إبراهيموفيتش: البداية السيئة لميلان في الكالتشيو تثير التساؤلات
في عاصفة من الانتقادات اللاذعة، وجه المدرب الإيطالي المخضرم فابيو كابيلو، البالغ من العمر 78 عاماً، انتقادات حادة تجاه الأسطورة السويدية زلاتان إبراهيموفيتش، وذلك بعد البداية المخيبة لنادي ميلان في الدوري الإيطالي (الكالتشيو) هذا الموسم. تصريحات كابيلو، الذي يُعتبر أحد أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم الإيطالية، جاءت في وقت حساس بالنسبة لنادي ميلان، الذي يواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على مستواه وسط تزايد الضغوط الجماهيرية والإعلامية.
البداية المخيبة لميلان
ميلان، الذي عاد إلى واجهة البطولات في السنوات الأخيرة بعد فترة من التراجع، كان يأمل في بداية قوية لموسم 2023-2024 في الكالتشيو. لكن على عكس التوقعات، تعثر الفريق في أولى الجولات، ما أدى إلى تراجع ثقة الجماهير في قدرة الفريق على المنافسة هذا الموسم. فبعد سلسلة من النتائج السلبية، بدأ الحديث عن المشكلات التي يواجهها الفريق، سواء على المستوى التكتيكي أو في التشكيل.
زلاتان إبراهيموفيتش، الذي كان رمزاً للنجاح في ميلان خلال مواسم سابقة، تواجد هذا الموسم في دورٍ إداري بعد اعتزاله اللعب، لكن يبدو أن الفريق يفتقد إلى بريقه الهجومي الذي كان يمثله اللاعب السويدي. ومع غياب زلاتان عن الميدان، وجد ميلان صعوبة في العثور على قائد حقيقي يقود الفريق داخل المستطيل الأخضر، ما دفع كابيلو إلى توجيه أصابع الاتهام تجاه إبراهيموفيتش.
كابيلو يطلق سهام النقد
فابيو كابيلو، الذي قاد العديد من الأندية الكبرى مثل ريال مدريد وميلان ويوفنتوس، لم يتردد في التعبير عن رأيه بشأن أسباب تراجع ميلان. في مقابلة صحفية، قال كابيلو: "ميلان يفتقد إلى الحافز والرؤية الواضحة داخل الملعب. إبراهيموفيتش كان عاملاً مؤثراً عندما كان لاعباً، لكن بعد اعتزاله، يبدو أن الفريق فقد الروح القيادية. لا يمكن لفريق أن يعتمد فقط على تاريخه، بل يحتاج إلى قائد قوي ومستمر".
انتقادات كابيلو لم تقتصر على زلاتان فقط، بل امتدت لتشمل أداء الفريق ككل. أشار المدرب السابق إلى أن ميلان يعاني من مشكلات في بناء الهجمات والضغط على الخصوم، حيث قال: "المشاكل ليست فقط في الدفاع، بل في الهجوم أيضاً. الفريق يفتقد إلى الانسجام والتنظيم. عندما كان زلاتان يلعب، كان يضيف الكثير من الهيبة والقوة الهجومية، لكن الآن يبدو أن الفريق تائه بدون قائده".
زلاتان في دور إداري: بين القائد والناقد
بعد اعتزاله اللعب نهاية الموسم الماضي، انضم زلاتان إبراهيموفيتش إلى إدارة نادي ميلان في دور استشاري، وهو ما اعتبره البعض خطوة ذكية من النادي للاستفادة من خبراته الكبيرة وشخصيته القيادية. لكن يبدو أن الانتقال من دور اللاعب إلى دور الإداري لم يكن سلساً كما كان متوقعاً. زلاتان، الذي لطالما عُرف بشخصيته القوية وقيادته للفريق في الميدان، لم يستطع حتى الآن إحداث تأثير كبير من خلف الكواليس.
كابيلو أشار إلى أن زلاتان يحتاج إلى أن يكون أكثر تفاعلاً مع الفريق، قائلاً: "إبراهيموفيتش كان قائداً رائعاً داخل الملعب، لكنه الآن بحاجة إلى أن يكون مؤثراً خارج الملعب أيضاً. الفريق يحتاج إلى شخص يستطيع توجيه اللاعبين وإعادتهم إلى الطريق الصحيح. زلاتان يمتلك الخبرة، لكن عليه أن يستغلها بشكل أفضل في دوره الجديد".
تحديات ميلان التكتيكية والفنية
من الناحية الفنية، يبدو أن ميلان يعاني من بعض المشكلات التكتيكية التي أثرت على أدائه في الجولات الأولى من الكالتشيو. الفريق يعتمد على تشكيلات متعددة، لكن بدون وجود هوية واضحة للعب، ما أدى إلى تراجع نتائجه أمام فرق أقل قوة. كما أن الأداء الهجومي لم يكن بالشكل المطلوب، حيث يعاني الفريق من عدم استغلال الفرص بشكل فعال وغياب الفعالية في الثلث الأخير من الملعب.
كابيلو أوضح أن هذه المشكلات الفنية يجب أن تُحل بسرعة إذا أراد الفريق العودة إلى المنافسة. وقال: "ميلان لديه لاعبين جيدين، لكن لا يبدو أنهم يلعبون كوحدة واحدة. المدرب يحتاج إلى إعادة ترتيب الأوراق والتفكير في كيفية تحقيق الانسجام بين الخطوط. الهجوم والدفاع يجب أن يعملا معًا، وليس بشكل منفصل".
كما أشار كابيلو إلى أن الفريق يحتاج إلى العمل على الجانب النفسي للاعبين، موضحًا: "من المهم أن يكون هناك دعم نفسي للاعبين. الفريق يبدو أنه يعاني من الضغوطات، ويجب أن يتعلم كيفية التعامل معها. النجاح في كرة القدم ليس فقط مسألة تكتيكات، بل هو أيضًا مسألة نفسية".
مستقبل إبراهيموفيتش في إدارة ميلان
إبراهيموفيتش، الذي اعتاد أن يكون نجم الفريق داخل الملعب، يواجه الآن تحدياً مختلفاً في دوره الجديد. القيادة من المدرجات تختلف تماماً عن القيادة في الميدان، ويبدو أن زلاتان يجد صعوبة في التكيف مع هذا الدور الجديد. رغم ذلك، فإن خبراته كلاعب لا تزال تشكل عنصراً مهماً يمكن للنادي الاستفادة منه.
الأسئلة الآن تدور حول ما إذا كان إبراهيموفيتش سيستمر في دوره الإداري لفترة طويلة، أو إذا كان سيجد صعوبة في التأقلم مع متطلبات هذا الدور الجديد. بعض التقارير تشير إلى أن زلاتان قد يكون بحاجة إلى وقت أطول للتكيف مع دوره الجديد، بينما يرى آخرون أنه قد يعود إلى عالم التدريب في المستقبل.
كابيلو، الذي يعرف زلاتان جيدًا من فترته السابقة في ميلان، علّق قائلاً: "إبراهيموفيتش دائمًا ما كان شخصًا يتمتع بشخصية قوية، وسيحتاج إلى أن يجد طريقه كقائد إداري. لكن يجب أن يدرك أن الإدارة تختلف عن اللعب. عليه أن يكون مستعدًا لتقديم الدعم من الخارج بنفس الحماس الذي كان يقدمه داخل الملعب".
الجمهور بين الأمل والإحباط
جماهير ميلان، التي لطالما ارتبطت بإبراهيموفيتش كرمز للقوة والنجاح، تجد نفسها الآن في حالة من الانقسام. البعض يرى أن زلاتان لم يُعطَ الفرصة الكاملة للتأثير في دوره الإداري، بينما يعتقد آخرون أن الفريق بحاجة إلى حلول فنية أعمق من مجرد وجود أسطورة على مقاعد الإدارة.
ومع استمرار الفريق في تقديم أداء باهت في الجولات الأولى من الكالتشيو، تتزايد الضغوط على إدارة النادي لإيجاد حلول سريعة. الجماهير تتطلع إلى تحسين النتائج والعودة إلى المنافسة، حيث أن نادي ميلان لا يستطيع تحمل موسم آخر من التراجع بعد النجاحات التي حققها في السنوات الأخيرة.
خاتمة: هل يعود زلاتان للتألق بطريقة مختلفة؟
في نهاية المطاف، تبقى التساؤلات حول قدرة زلاتان إبراهيموفيتش على التأثير في دوره الجديد قائمة. الأسطورة السويدية الذي طالما أذهل الجماهير بأهدافه ومهاراته، يواجه الآن تحديًا جديدًا يتمثل في قيادة الفريق من خلف الكواليس. وبينما تنتقده شخصيات كبيرة مثل فابيو كابيلو، تبقى الفرصة أمام زلاتان لإثبات نفسه كقائد إداري قادر على إعادة ميلان إلى طريق النجاح.
يبقى أمام إبراهيموفيتش الكثير لإثباته في هذا الدور الجديد، وربما يحمل المستقبل مفاجآت غير متوقعة. فهل يستطيع زلاتان، الذي اعتاد أن يكون البطل داخل الملعب، أن يصبح البطل أيضًا خارجه؟ أم أن دوره الجديد سيبقى محط جدل وانتقادات؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف لنا الحقيقة.
