
تفاصيل العقد الجديد ومساره مع الزمالك
كان من المقرر أن ينتهي عقد “الونش” الحالي مع الزمالك في نهاية الموسم الجاري، لكن الإدارة تفضلت بتوقيع عقد جديد يحمل في طياته وعوداً بمستقبل مشرق مع النادي الذي انضم إليه في عام 2016 قادماً من طلائع الجيش. وأكد الزمالك عبر صفحاته الرسمية على موقع “فيسبوك” أن التجديد يأتي في إطار رؤية طويلة المدى للبقاء في صدارة المنافسة المحلية والقارية، وقد جاء هذا القرار لتأكيد التزام النادي بالمواهب الشابة التي أثبتت جدارتها عبر السنوات.
يُعد “الونش” من أبرز العناصر الدفاعية التي أضافت قيمة كبيرة للنادي، لما يمتلكه من قدرات فنية وبدنية تساعد في استقرار خط الدفاع، وهو ما دفع إدارة الزمالك إلى تجديد عقده قبل أن تتصاعد الشائعات حول احتمال انتقاله إلى منافسه التقليدي، النادي الأهلي.
الشائعات والتقارير حول انتقال محتمل

في الفترة الأخيرة، انتشرت تقارير إعلامية تفيد بأن الأهلي كان يدخل في مفاوضات مع المدافع الدولي في إطار صفقة انتقال حر خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. هذا التنازع على شخصية “الونش” جعل الأضواء تتجه نحو جماهير الزمالك، التي خافت أن يشهد النادي انقسامًا داخليًا بفقدان هذا المدافع الحيوي لصالح النادي المنافس التقليدي.
كما أن التقارير الصحفية لم تكن لتغفل اسم أحمد سيد، المعروف بـ”زيزو”، الذي جاء في أخبار “صدمة زيزو” مؤخرًا، لما رافق تصريحاته الإعلامية التي استهدفت إدارة النادي الأبيض. تلك التصريحات أثارت موجة من الجدل داخل النادي، ما دفع الإدارة لاتخاذ إجراء صارم بإحالته إلى التحقيق على خلفية تصريحاته الهجومية والتي رآها البعض بمثابة إساءة إلى النادي وإدارته.
لماذا تجديد عقد “الونش” خطوة ذكية للزمالك؟
تعكس خطوة تجديد عقد محمود حمدي رؤية الإدارة البيضاء نحو إعادة تجديد الفريق وتعزيز استقراره في ظل المنافسة المحتدمة على الألقاب المحلية والقارية. ففي وقت يشهد فيه سوق الانتقالات ارتفاعًا ملحوظًا في قيمة العقود، يُعد هذا التجديد بمثابة رسالة قوية لكل من يتطلع للانتقال إلى النادي، وهو ما يعزز من وضع الزمالك كمنافس قوي لا يُستهان به.
كما أن تجديد العقد يُمكن النادي من تجنب فقدان أحد أركان دفاعه الأساسيين، ويُظهِر تقدير الإدارة للإنجازات التي حققها “الونش” مع النادي منذ انضمامه عام 2016. ومع تزايد التكهنات حول انتقال لاعبين آخرين إلى المنافس التقليدي، يكون إبقاء الموهبة تحت سقف الزمالك خطوة استراتيجية لضمان استمرارية الأداء العالي وبناء فريق قادر على مواجهة التحديات في دوري أبطال أفريقيا والأحداث المحلية.
تأثير التجديد على المنافسة الداخلية والخارجية
إن قرار تجديد عقد “الونش” يأتي في وقت يشهد فيه النادي الأبيض تحولات كبيرة في صفوفه، مع رغبة الإدارة في استقطاب وتطوير اللاعبين الموهوبين مع الحفاظ على العناصر المجربة التي أثبتت جدارتها على مدار المواسم الماضية. في هذا السياق، قد يُشكل بقاء “الونش” حجر زاوية في خطط النادي الدفاعية، ويُرسخ صورة النادي كوجهة مثالية للمدافعين الذين يسعون للعب في فريق يتبنى سياسة الاستقرار والتجديد.
ومن ناحية أخرى، تبرز هذه الخطوة أهمية تعديل الاستراتيجيات في سوق الانتقالات بمصر؛ إذ أصبحت الأندية تضع نصب أعينها الحفاظ على المواهب الداخلية وتفادي الإفراج عنها مقابل عروض مغرية من الأندية المنافسة. ويُعتبر هذا التجديد مثالاً يحتذى به في كيفية إدارة الأزمات الانتقالية، حيث تم إنقاذ صفقة كان من الممكن أن تضع الزمالك في وضع تنافسي صعب أمام الأهلي الذي يُحاول تضخيم صفوفه بالتعاقد مع لاعبين من الطراز العالمي.
الخلاصة والآفاق المستقبلية

بإنهاء عقد مدافع الفريق “الونش” حتى عام 2028، يؤكد الزمالك التزامه بتعزيز هوية الفريق والمحافظة على العناصر القيادية التي تقود النادي نحو المزيد من الإنجازات. ويُظهر هذا القرار إصرار الإدارة على الاستفادة من خبرات اللاعبين المجربين مع استقطاب المواهب الجديدة، وهو ما يمثل توازنًا استراتيجيًا بين التجديد والتمسك بالأسس القوية.
في ظل ضغوط السوق والانتقالات المتلاحقة في كرة القدم المصرية والإقليمية، يُعد تجديد عقد “الونش” خطوة إيجابية تحمل في طياتها إشارات إلى المستقبل، حيث يسعى النادي الأبيض إلى تعزيز استقراره الرياضي والمالي بهدف المنافسة على الألقاب وتحقيق النجاحات المستدامة. كما أن هذا القرار يُعد بمثابة الرد على تقارير انتقالية أثارت المخاوف بين الجماهير، مؤكداً أن الزمالك سيظل يحتفظ بأعز أركانه الدفاعية، ليبقى في طليعة الكبار في كرة القدم المصرية والقارية.
بهذه الخطوة المُحورية، يرسم الزمالك ملامح جديدة لمستقبل فريقه ويُثبت أن السياسة الإدارية المدروسة والصارمة قادرة على مواجهة تحديات سوق الانتقالات ومنافسة الأندية الكبرى على المستوى المحلي والإقليمي.