
في حديث حصري على قناته الرسمية على يوتيوب، كشف النجم الإيفواري الأسبق يايا توريه عن كواليس مسيرته مع برشلونة خلال الفترة الذهبية من 2007 إلى 2010، فترة حملت في طياتها الكثير من البطولات والنجاحات التي لا تُنسى. جاء الحوار مع ريو فيرديناند، النجم الإنجليزي السابق في مانشستر يونايتد، ليقدم للمشاهدين لمحة عن الروح الكروية والأسرار التي كانت تكمن وراء نجاحات الفريق الكتالوني.
رحلة الانضمام إلى برشلونة: حلم يتحقق
بدأ يايا توريه حكايته قائلاً:
“طالما كنت أردد لنفسي أن أسلوب برشلونة، المبني على فلسفة ‘تيكي تاكا’ الفريدة، هو الأنسب لي. منذ انتقالي إلى أوروبا، كان حلمي أن ألعب معهم، وبالفعل انضممت إلى الفريق وأنا في السادسة والعشرين من عمري.”
هذه الكلمات تُظهر كيف أن الانضمام إلى صفوف برشلونة لم يكن مجرد انتقال مهني، بل كان تحقيق حلم طالما راوده الشاب التوريه، الذي وجد في نظام برشلونة الأسلوب الأمثل لصقل موهبته وسط نخبة من نجوم كرة القدم.
التدريبات مع أساطير الأكاديمية: إنييستا وتشافي في المقدمة
تطرق يايا توريه إلى تفاصيل التدريبات مع نجوم برشلونة الذين أصبحوا رموزًا في عالم الكرة و الدوري الاسباني. قال:
“لم يفقد إنييستا وتشافي الكرة أبدًا في التدريبات، كانا مثالاً للتواضع والبساطة رغم عظمتهما الفنية. كنت أضحك على بساطة ملابسهما وكفاءتهما الفائقة؛ فهما مثال حي على أن العبقرية تأتي من البساطة والتركيز.”
هذا الوصف يعكس تأثير هذين اللاعبين في خلق بيئة تدريبية تحفز الجميع على السعي لتحقيق الكمال، حيث كان التركيز على التفاصيل الدقيقة في لعبة التمرير والسيطرة على الكرة هو ما يميز فلسفة برشلونة.
تحديات رونالدينيو: تحذير أو مزاح؟

لم تغب عن حديث توريه ذكر رونالدينيو، الذي كان له طابعه الخاص في ملاعب برشلونة. يقول توريه:
“عندما بدأت التدريبات مع برشلونة، ظهر رونالدينيو كشخص عادي في البداية، لكنه في أحد الأيام اقترب مني ونبهني قائلاً: ‘أتتوخى الحذر، وإذا اقتربت مني أكثر سأجعلك أضحوكة’. في البداية ظننته يمزح، لكن كل مرة كنت أقترب منه كان يثير جنوني.”
تصريحات توريه عن رونالدينيو تكشف عن جانب إنساني وشخصي في التعامل مع أحد أساطير اللعبة، إذ يُظهر كيف كان النجم البرازيلي يتصف بلمسة فكاهية وتحذيرية في آنٍ واحد، مما يضفي جوًا من التحدي والإثارة داخل المعسكر التدريبي.
معاناة ميسي وتأثير موهبته على التدريبات
من بين أكثر اللحظات التي لا تُنسى في حديث توريه كانت روايته عن تأثير موهبة ليونيل ميسي في التدريبات. يقول توريه:
“لقد جعلنا ميسي نعاني في التدريبات، كان الجميع يحميه في الملعب لأننا كنا ندرك مدى موهبته الفريدة. كنا نشعر بالسعادة عندما يضغط علينا المنافسون؛ فقط كنا نمرر الكرة له فورًا، وهذا كل شيء.”
هنا يسلط الضوء على القوة الكامنة في موهبة ميسي، التي كانت تبدد أي محاولات للتنافس في التدريبات؛ إذ أن اللعب حوله أصبح جزءًا من الاستراتيجية الجماعية التي تبناها الفريق. هذا الوصف يُبرز أيضًا كيف أن وجود نجم مثل ميسي يُحدث تأثيرًا نفسيًا وفنيًا على زملائه، مما يجعلهم يضطرون إلى إعادة ترتيب أولوياتهم داخل الملعب.
دور الكواليس في تشكيل أسلوب برشلونة

تُبرز تصريحات يايا توريه الجانب الخفي وراء نجاحات برشلونة، حيث أن الروح الجماعية والبيئة التدريبية الفريدة كانت العامل الأساسي في تشكيل أسلوب اللعب الذي أصبح يُعرف بـ”تيكي تاكا”. إذ أن التعاون بين اللاعبين وتبادل الأفكار والتعلم من بعضهم البعض كانت عناصر أساسية ساعدت الفريق على تحقيق بطولات محلية وأوروبية. تحدث توريه عن الأجواء داخل غرفة الملابس والتدريبات التي كانت تسودها روح التنافس البنّاء، حيث كان كل لاعب يسعى ليكون الأفضل دون أن يفقد روح الفريق.
خطوات برشلونة القادمة: تحديات جديدة في أفق دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني
على صعيد آخر، يستعد برشلونة لمواجهة تحديات جديدة؛ إذ سيخوضون مباراة مواجهة بوروسيا دورتموند مساء يوم الأربعاء المقبل ضمن ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل أن يلتقوا مع ليجانيس يوم السبت القادم في الدوري الإسباني. تُعد هذه المباريات بمثابة اختبار حقيقي لأسلوب اللعب الذي تعتمده الأكاديمية، واستمرار تأثير تلك التجارب الكروية التي عاشها توريه وزملاؤه.
ختاماً: دروس من الماضي لتشكيل مستقبل مشرق
من خلال حديثه العفوي والصريح مع ريو فيرديناند، استطاع يايا توريه أن يُعيد للذاكرة ذكريات فترة ذهبية في تاريخ برشلونة، ويُبرز الدروس التي يمكن أن يستفيد منها النادي في المستقبل. فقد كانت التجارب التي عاشها توريه مع أساطير مثل إنييستا وتشافي ورونالدينيو وميسي، سبباً في صقل شخصيته الكروية وتعلمه كيفية التعامل مع الضغوط والتحديات. إن هذه الذكريات تُعتبر ركيزة أساسية في بناء مستقبل النادي الكتالوني، الذي يسعى إلى الحفاظ على أسلوبه المميز وتطويره ليستمر في المنافسة على أعلى المستويات.
وفي النهاية، تُظهر قصة يايا توريه كيف أن الكواليس وراء الملاعب تحمل في طياتها الكثير من الأسرار والدروس، والتي تُعدّ مصدر إلهام للأجيال القادمة من لاعبي كرة القدم. وبينما يواصل برشلونة رحلته في تحقيق النجاحات والبطولات، يبقى ما تقوله التصريحات بمثابة تذكير دائم بأن النجاح لا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة للعمل الجماعي والتعلم من التجارب، مهما كانت مريرة أو ممتعة.