
شهدت قمة دوري أبطال أوروبا بين مانشستر سيتي وريال مدريد أحداثًا مثيرة، لم تقتصر فقط على الأداء داخل المستطيل الأخضر، بل امتدت إلى المدرجات أيضًا، حيث رفعت جماهير الفريق الإنجليزي لافتة مستفزة تستهدف نجم ريال مدريد، فينيسيوس جونيور. لكن الرد لم يأتِ عبر التصريحات أو الجدل الإعلامي، بل كان على أرض الملعب، حيث قدم النجم البرازيلي أداءً استثنائيًا وساهم في فوز فريقه بنتيجة 3-2 في مواجهة تاريخية.
اللافتة التي أثارت الجدل
مع اقتراب انطلاق المباراة، رفعت جماهير مانشستر سيتي صورة عملاقة لنجم فريقهم الإسباني رودري، وهو يقبل جائزة الكرة الذهبية التي حصدها قبل أشهر، في إشارة واضحة إلى الجدل الذي أثير حول فوزه بالجائزة. وكتبت الجماهير على الصورة عبارة “توقف عن البكاء بحرقة”، في رسالة غير مباشرة إلى لاعبي ريال مدريد وجماهيرهم، الذين اعتبروا أن فينيسيوس كان الأحق بهذه الجائزة.
أثار اختيار رودري للفوز بالكرة الذهبية الكثير من الجدل، حيث رأى العديد من المتابعين والنقاد أن فينيسيوس قدّم موسمًا استثنائيًا قاد خلاله ريال مدريد لتحقيق إنجازات كبيرة، وكان من بين أبرز المرشحين للجائزة. ولكن في النهاية، ذهب اللقب إلى نجم مانشستر سيتي، وهو ما اعتبره البعض قرارًا غير منصف بحق فينيسيوس.
رد فينيسيوس: اللافتة زادتني حماسًا
بعد المباراة، سُئل فينيسيوس جونيور عن رأيه في اللافتة التي رفعتها جماهير السيتي، فجاء رده واثقًا وعفويًا، حيث قال: “رأيتها، رأيت اللافتة. عندما تقوم جماهير الفرق المنافسة بمثل هذه التصرفات، فإنها تمنحني قوة إضافية لتقديم أفضل ما لدي.”
ويبدو أن اللافتة جاءت بنتائج عكسية على جماهير مانشستر سيتي، حيث قدّم فينيسيوس واحدة من أفضل مبارياته في البطولة، وكان أحد العناصر الأساسية في قلب تأخر ريال مدريد مرتين، ليحقق الفريق الملكي فوزًا دراماتيكيًا في الدقائق الأخيرة.

تفاصيل المواجهة: ريمونتادا مدريدية مذهلة
جاءت المباراة مليئة بالإثارة والتقلبات، حيث تقدّم مانشستر سيتي في مناسبتين، الأولى عبر النجم النرويجي إيرلينغ هالاند الذي افتتح التسجيل في الشوط الأول، لكن ريال مدريد لم يتأخر في الرد، حيث أدرك النجم الفرنسي كيليان مبابي التعادل سريعًا.
وفي الشوط الثاني، عاد هالاند ليسجل هدفه الثاني، ليعيد التقدم لفريقه. لكن الرد الملكي جاء هذه المرة عن طريق إبراهيم دياز، لاعب مانشستر سيتي السابق، الذي سجّل هدف التعادل بطريقة رائعة.
ومع اقتراب المباراة من نهايتها، كانت كل المؤشرات تشير إلى أن اللقاء سيتجه إلى الأشواط الإضافية، لكن الإنجليزي الشاب جود بيلينغهام فاجأ الجميع بتسجيل هدف قاتل في الدقيقة 90+4، ليقود ريال مدريد إلى فوز مثير وخروج مانشستر سيتي من البطولة بشكل درامي.
فينيسيوس الأفضل في المباراة
بعد الأداء المذهل الذي قدّمه، تم اختيار فينيسيوس جونيور “أفضل لاعب في المباراة”، حيث كان مصدر إزعاج دائم لدفاع مانشستر سيتي بسرعته الفائقة ومراوغاته المذهلة. بالإضافة إلى ذلك، ساهم بشكل كبير في صناعة اللعب، وخلق العديد من الفرص لزملائه، مما جعله واحدًا من أبرز نجوم اللقاء.
رد فعل غوارديولا: “لم أشاهد اللافتة”
من جانبه، علّق مدرب مانشستر سيتي، بيب غوارديولا، على المباراة، حيث عبّر عن إحباطه بسبب فقدان فريقه للتقدم مرتين، لكنه في الوقت ذاته رفض التعليق على اللافتة، قائلًا: “لم أشاهدها، كنت مركزًا على المباراة فقط. في النهاية، لم نتمكن من تحقيق الفوز، وهذا ما يهمني أكثر.”
وأضاف غوارديولا: “لقد قدمنا مباراة جيدة، ولكن عندما تواجه فريقًا مثل ريال مدريد، عليك أن تكون في قمة تركيزك طوال الدقائق التسعين. للأسف، لم نتمكن من الحفاظ على تقدمنا، وهو أمر محبط للغاية.”

هل أثبت فينيسيوس أحقيته بالكرة الذهبية؟
بعد هذا الأداء المذهل، عاد الجدل مجددًا حول استحقاق فينيسيوس جونيور لجائزة الكرة الذهبية، حيث يرى العديد من المحللين والجماهير أنه لو استمرت الترشيحات إلى ما بعد هذه المباراة، لكان من الصعب تجاهله كأفضل لاعب في العالم.
فينيسيوس، من جانبه، لم يتحدث كثيرًا عن هذا الموضوع، لكنه أثبت على أرض الملعب أنه لاعب من طراز عالمي، وقادر على حسم المباريات الكبيرة بأدائه المميز. وبينما يستمر الجدل حول الجائزة، فإن النجم البرازيلي يواصل إثبات نفسه كأحد أفضل اللاعبين في العالم حاليًا، وربما يكون الأوفر حظًا لحصد الجائزة في المستقبل القريب.
خاتمة
بصرف النظر عن الاستفزازات أو التصريحات، أثبت فينيسيوس جونيور مرة أخرى أنه لاعب كبير قادر على تحويل أي تحدٍ إلى دافع لتحقيق النجاح. فبدلًا من أن تؤثر عليه اللافتة سلبًا، استغلها ليقدّم أداءً مبهرًا قاد فريقه إلى فوز مثير على حامل اللقب، ليُسكت منتقديه بالطريقة التي يجيدها: كرة القدم.