يشهد الموسم الجاري تألقاً لافتاً من مهاجم سبورتينج لشبونة السويدي فيكتور جيوكيريس (26 عاماً)، الذي بات المحرك الأساسي لهجوم النادي البرتغالي والعامل الحاسم في معظم انتصاراته. منذ انتقاله من كوفينتري سيتي الإنجليزي صيف 2023، نجح جيوكيريس في تحطيم الأرقام التهديفية التقليدية، ليجذب أنظار كبار أندية أوروبا التي تضعه ضمن أولويات صفقاتها الصيفية المقبلة.
مسيرة احترافية متصاعدة
انطلقت رحلة جيوكيريس الاحترافية في الدوري السويدي قبل انتقاله إلى إنجلترا مطلع 2022، حيث لمع نجمه مع نادي برومابويكارنا، وأسهم بفعالية في احتلال الفريق مراكز متقدمة. رغم محدودية خبرته في الملاعب الكبرى آنذاك، أثبت السويدي قدرته على إحراز الأهداف من مسافاتٍ بعيدة وانفراداتٍ صريحة.
عند انضمامه إلى كوفينتري سيتي، وجد نفسه مطالباً بالتأقلم مع أسلوب الدوري الإنجليزي الصعب والمواجهات الثنائية القوية، لكنه نجح في ترك بصمةٍ مميزة بتسجيله 16 هدفاً خلال الموسم المنصرم، ما مهد الطريق أمام سبورتينج لشبونة لضمه مقابل مبلغٍ لم يتجاوز 8 ملايين يورو، بحسب صحيفة "أبولا" البرتغالية.
أرقام لا تُصدَّق في كل المسابقات
يقف رصيد جيوكيريس اليوم عند 48 هدفاً في 47 مباراة رسمية مع سبورتينج لشبونة في الدوري والكأس ودوري المؤتمر الأوروبي، محققاً متوسطاً يقترب من هدفٍ لكل مباراة، وهو معدلٌ نادرٌ لا يتوفر إلا لأعظم المهاجمين في القارة. وعند إضافة أهدافه مع المنتخب السويدي في التصفيات واللقاءات الودية، يرتفع العدد إلى 57 هدفاً في 53 مباراة شاملة الموسم الحالي.
منح تسديدةه القوية وذكاءه في التحرك بين المدافعين الفرصة لزيادة حصيلته التهديفية بشكل مذهل. وقبل أيام، نجح في تسجيل 16 هدفاً خلال آخر تسع مباريات خاضها، ما يجعل كل مباراة تبدو مناسبةً أخرى لتسجيل رقمٍ جديدٍ في سجله.
بالإضافة إلى ذلك، صنع جيوكيريس 11 فرصة تسجيلٍ حاسمة لزملائه في سبورتينج لشبونة، مبرزاً دوره كصانع لعبٍ ثانٍ يسيطر على المساحات البينية بين الخطوط. هذا التنوع في مساهماته الهجومية يجعله لاعباً لا غنى عنه في منظومة المدرب روي فيتوريا.
تأثيره على سبورتينج لشبونة

صعود سبورتينج لشبونة على سلم ترتيب الدوري البرتغالي يعود في جزء كبير منه إلى معدّلات تسجيل جيوكيريس العالية. فقبل مجيئه، اعتمد الفريق على مجموعات هجومية متفرقة دون مهاجم صريح يقود الخط الأمامي، ما كان يصعب الضغط على المنافسين في الكرات الثابتة والحالات الانفرادية.
مع جيوكيريس، اكتسب زملاؤه الثقة في تقديم التمريرات الطولية العابرة للمدافعين لاستثماره بسرعته، أو اللعب على الكرات العرضية التي يثبت فيها تفوقه في الالتحامات الهوائية. وقد انعكس ذلك على تماسك هجوم سبورتينج واستمرارية استحواذه على الكرة حتى في المباريات الصعبة أمام الفرق الكبرى.
ولم يتردد مدرب سبورتينج لشبونة في مدحه أمام وسائل الإعلام البرتغالية، معتبرًا أن قدراته التهديفية تمنح الفريق "جناحاً إضافياً" قادرًا على صناعة الفارق في أي وقت. وتعد تصريحاته عن تألق جيوكيريس في دوري المؤتمر الأوروبي خير دليلٍ على ثقة الجهاز الفني بقدرته على المنافسة في أصعب المسابقات الأوروبية.
اهتمام الأندية الكبرى وخيارات المستقبل
مع تسارع وتيرة تسجيل الأهداف، ارتبط اسم جيوكيريس بعدد من الأندية الكبيرة مثل مانشستر يونايتد، أرسنال، وإنتر ميلان، التي تتابع أرقامه عن كثب حسب تقرير موقع "كالتشيو ميركاتو". ويُرجَح أن يطلب سبورتينج لشبونة رقماً يتجاوز 60 مليون يورو للتخلي عن مهاجمه، نظراً لأهميته التكتيكية والإعلانية.
من جانبه، لم يستبعد اللاعب نفسه فكرة الانتقال إلى نادٍ ينافس على لقب دوري أبطال أوروبا، مشيراً في تصريحاتٍ نقلتها جريدة "ريكورد" البرتغالية إلى رغبته في اختبار نفسه أمام أقوى دفاعات القارة. ولهذا قد يشكل نهاية الموسم الجارية نقطة التحول في مسيرته، إذا ما قرر خوض تحدٍ جديد في إحدى الدوريات الكبرى.
تحليل فني لأسلوب اللعب

يمتاز جيوكيريس بما يلي:
• السرعة القصوى: تسديد انطلاقاته خلف المدافعين يزيد من فاعليته في الهجمات المرتدة.
• الدقة أمام المرمى: معدل التسديد على المرمى يتجاوز 60% من إجمالي محاولاته، مما يرفع احتمالية التسجيل في كل محاولة.
• التغطية البدنية: قوة تحمل تمكنه من استمرارية الضغط على دفاعات الخصم طوال 90 دقيقة.
• التمرير في العمق: قدرته على إيصال الكرة لزملائه عند وجود تكتل دفاعي تكسب الفريق حلولاً بديلة عند استحواذ الخصم.
هذه الصفات جعلت من جيوكيريس "آلة أهداف" حقيقية يُعوّل عليها سبورتينج لشبونة لتجاوز كل العقبات المحلية والقارية.
خلاصة
بات السويدي فيكتور جيوكيريس محطّ أنظار كرة القدم الأوروبية بعد أرقامه القياسية مع سبورتينج لشبونة في الموسم الحالي، حيث سجل 48 هدفاً في 47 مباراة وأضاف 11 تمريرة حاسمة. هذا الأداء يضعه في مصاف أفضل المهاجمين في القارة، ويجعله مرشّحاً للانضمام إلى صفوف نادٍ كبير يسعى لحسم دوري الأبطال أو تعزيز قوته الهجومية. ومع نهاية الموسم واقتراب فترة الانتقالات، يبقى السؤال قيد الترقب: هل سيبقى جيوكيريس في لشبونة لموسمٍ آخر، أم سيقدم على خطوةٍ احترافية جديدة تقوده إلى منصات المجد الأوروبية الكبرى؟