خلفية القرار وإطار التحديات
عكست نتائج الأبيض في الجولة النهائية من تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026 بعض التناقضات؛ فرغم تحقيق أربعة انتصارات وتعادل واحد، حصد المنتخب 13 نقطة احتلّ بها المركز الثالث في المجموعة الأولى، متخلّفًا بأربع نقاط عن أوزبكستان الوصيف، وسبع نقاط عن إيران المتصدرة برصيد 20 نقطة. وفي ظل المنافسة الشرسة التي يفرضها المنتخبان الياباني والسعودي أيضًا في المراحل المتقدمة من التصفيات، رأى اتحاد الكرة ضرورة الانسجام مع مدرب يمتلك خبرة طويلة في الملاعب الآسيوية وملامح فنية قادرة على إعادة الفاعلية لسير الأبيض.
مسيرة أولاريو في المنطقة
يمتلك أولاريو - البالغ من العمر 53 عامًا - سجلًا محترمًا في بطولات غرب آسيا وخارجها. فقد قاد سابقًا أندية عريقة مثل العين وشباب الأهلي والشارقة في الإمارات، وحقق نتائج لافتة مع “الملك” عندما تولّى تدريبه موسم 2013-2014، قبل أن يخوض تجربة تألق في الدوري السعودي مع الهلال، ثم ينتقل إلى دوري نجوم قطر مع السد.
من آخر إنجازاته المحلية
ساعد الشارقة على بلوغ نهائي دوري أبطال آسيا 2، حيث ينتظر فريقه مواجهة ليون سيتي السنغافوري في مايو المقبل، وهو ما يعكس قدرة أولاريو على وضع بصمته التكتيكية سريعًا وتحقيق طموحات الأندية على المستوى القاري.
أدوار واضحة وأهداف معلنة

حدد اتحاد الكرة أهدافًا أساسية للمدرّب الجديد، من أهمها:
- الحفاظ على فرص التأهل: حصد النقاط المتبقية في مواجهتي الأولوية، أمام أوزبكستان يوم 5 يونيو على استاد آل نهيان، ثم مباراة الإياب لاحقًا.
- بناء منظومة دفاعية متكاملة: تعزيز الخط الخلفي بالاعتماد على كتلة قوامها لاعبو الخبرة، إلى جانب تصعيد بعض العناصر الشابة التي برزت في الدوري المحلي.
- تناغم فني سريع: نقل خبرات أولاريو الممتدّة لأكثر من اثني عشر موسمًا في المنطقة إلى حقل اللعب، من خلال وضع خطة تتسم بالمرونة والقدرة على التعديل حسب قوة المنافسين.
انتقال سهل وانسجام مبكر
رغم توليه المهمة قبل فترة إعداد قصيرة، يُرجّح أن يجد أولاريو أرضية مناسبة بين لاعبي الأبيض، لكونه سبق وأن تعامل مع عدة محترفين إماراتيين أثناء تدريبه لأندية محلية، كما أنه ملم بأسلوب الدوري الإماراتي ومتطلبات النجاح فيه. ويلتف حوله جهاز فني محلي يُدرك تفاصيل الأجندة الدولية ويستطيع ترتيب برامج تدريبية تتوازن بين الضغط التكتيكي والراحة المطلوبة تحضيرًا لموعد الموقعة الآسيوية.
علاقة سابقة بالجماهير واللاعبين
عُرف عن أولاريو قدرته على التواصل الإيجابي مع الجماهير ودعم حصيلة الأهداف، حيث اعتمد أسلوبًا هجوميًّا معتدلًا يجمع بين التنظيم الدفاعي والاعتماد على صانعي اللعب في قلب الملعب. وبفضل خبرته في دوري الخليج العربي، استطاع تحفيز لاعبين شباب مثل راشد حسن وعبد العزيز حثيث والمنتقلين الجدد إلى صفوف الأبيض، مع الحفاظ على دافع المخضرمين كأحمد خليل وماجد ناصر.
جدولة التحضيرات للمونديال

سيبدأ أولاريو فورا في وضع اللمسات النهائية على القائمة وخطة الاستعدادات، حيث تنتظر الأبيض مواجهات ودية يتم الاتفاق على أطرافها خلال الأسابيع المقبلة، بهدف منح اللاعبين فرصة اختبار التكتيك أمام أنماط لعب مختلفة. ويحتاج المدرب إلى تقييم جدي لجميع خطوط المنتخب لانتقاء العناصر الأكثر جاهزية جسديًا وفنيًا، قبل استئناف انطلاقة التصفيات في يونيو.
رؤى مستقبلية ومجالات التطوير
- الضغط المتقدم وإغلاق المساحات أمام المنتخبات الكبرى.
- الاستحواذ الديناميكي من خلال خط وسط قادر على التدوير وتغيير الإيقاع.
- تنوع خيارات الأطراف بالاستفادة من سرعة الجناحين والاختراق خلف الظهيرين.
خاتمة تطلّع وطموح الجماهير
مع اقتراب موعد لقاء أوزبكستان في السادس من يونيو، يتأهب الأبيض لاستقبال فترة جديدة تملؤها الآمال في بلوغ نهائيات المونديال لأول مرة منذ أكثر من عقدين. ويعول الجمهور الإماراتي على خبرة الروماني وقدرته على بثّ الحماس والالتزام داخل الفريق، آملاً أن تؤسس إدارة اتحاد الكرة واللاعبون مع مدربهم لحقبةٍ قادرة على العودة بالكرة الإماراتية إلى المشهد العالمي.