في إطار منافسات الدوري الإيطالي، عمل المدرب الكرواتي إيجور تودور على إضفاء طابع خاص وحديث على فلسفة التدريب في يوفنتوس بعد فوز مثير على ليتشي بنتيجة 2-1. وأصبح بإمكان مشجعي الفريق ومن يتابع أخبار كرة القدم تحليل هذا النهج المبتكر الذي يعتمد على إبراز أفضل ما لدى اللاعبين من خلال تكييف المراكز بما يتناسب مع قدراتهم الطبيعية ومواهبهم الخاصة.
نهج تودور في تحديد المراكز
من أبرز النقاط التي ذكرها تودور في تصريحاته التي نقلها موقع “فوتبول إيطاليا” هو ضرورة إشراك اللاعبين في تحديد المراكز التي يشعرون بالراحة فيها، ما يساعد على تحسين الأداء الكلي للفريق. فعلى سبيل المثال، أشار تودور إلى أن اللاعب تيموثي ويا يُظهر تفوقه عند اللعب على الجانب الأيسر، فيما يفضل أندريا كامبياسو اللعب على الجانب الأيمن، حيث يمكن لكل منهما تسخير إمكانياته بالشكل الأمثل. هذه المقاربة الفردية تُعد خطوة مبتكرة تساعد اللاعبين على التأقلم واستغلال مواهبهم بصورة أفضل، مما يعزز من الروح الجماعية للفريق.
استراتيجية شاملة للتدريب
ويأتي هذا النهج المتبع كجزء من استراتيجية شاملة عمل عليها تودور منذ توليه القيادة، حيث يولي اهتماماً بالغاً ليس فقط للتكتيك الجماعي وإنما أيضاً لتفاصيل التدريب الفردي. فبالإضافة إلى إعادة ترتيب المراكز، يقوم تودور بتوجيه جلسات تدريبية خاصة تهدف إلى تنمية القدرات البدنية والفنية لكل لاعب، مما يسهم في إحداث تغير إيجابي واضح في أداء يوفنتوس بعد فترة من التقلبات.
التغلب على الصعوبات النفسية

وقد واجه الفريق مرحلة عصيبة قبل تولي تودور المهمة، إذ تعرض الفريق لضغوط نفسية كبيرة إثر رحيل المدير التدريبي السابق تياجو موتا، كما أنه جاء في أعقاب الإقصاء من دوري أبطال أوروبا وكأس إيطاليا، وهاتين الخسارتين كانتا بمثابة ضربة قوية أثرت على معنويات اللاعبين. وبهذا السياق، أشار تودور إلى أن التركيز على الجانب النفسي للّاعبين أصبح من أولويات نهجه التدريبي، مؤكداً أن العمل على رفع الثقة داخل الفريق يساهم في استعادة التوازن اللازم للخروج من الأزمة.
الجانب التكتيكي والمرونة
من الناحية التكتيكية، يعتمد تودور على بناء فريق متماسك يعتمد على التنظيم الدقيق والتحولات السريعة بين الدفاع والهجوم. وقد ظهرت هذه الاستراتيجية جلية في المباراة ضد ليتشي، حيث تم استغلال الزوايا الهجومية بشكل مثمر، مما ساعد الفريق على تحقيق الفوز رغم المنافسة الشديدة من الخصم. إن القدرة على قراءة المباراة والاستفادة من نقاط الضعف في تشكيل الخصم يُعد أحد عناصر القوة في أسلوب تودور التدريبي، والذي يركز أيضاً على التنوع في الاستراتيجيات بما يتناسب مع ظروف المباراة.
وضع الفريق في الدوري
يُذكر أن الفريق الإيطالي يحتل حالياً المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري برصيد 59 نقطة، وهو ما يعطي أمل المشجعين في أن تستمر رحلة التحدي نحو البطولات المحلية والأوروبية. ومع قرب المواجهات المصيرية، من المتوقع أن يواجه يوفنتوس بارما في الجولة المقبلة، وهي مباراة يحمل معها الكثير من التوقعات والتحديات. وفي مثل هذه الظروف، يظهر دور الأسلوب التدريبي المبتكر الذي يعتمده تودور كعامل حاسم في استقطاب الزخم الإيجابي للفريق وتجاوز العقبات.
فلسفة تودور الشاملة

إضافة إلى ذلك، فإن فلسفة تودور في التدريب لا تقتصر فقط على تخصيص المراكز كما هو الحال مع تيموثي ويا وكامبياسو، بل تمتد لتشمل آليات دعم الأداء الذهني والبدني للاعبين. إذ يرى تودور أن التوازن النفسي والبدني هو العنصر الأساسي الذي يمهد الطريق لتحقيق الانتصارات، خاصة في مباريات الدوري التي تتطلب تركيزاً عالياً ومستوى بدني مرتفعاً على مدار 90 دقيقة. هذا النهج الشامل في التدريب يبرز الفارق بين أساليب المدربين التقليدية والمناهج الحديثة التي تعتمد على التفاعل الشخصي مع كل لاعب.
ختام الرسالة
بهذا الشكل، يمثل أسلوب تودور التدريبي الجديد نقطة تحول استراتيجية في مسيرة يوفنتوس، إذ يعيد صياغة الأسس التي يقوم عليها الفريق ويعزز من روح الابتكار والتعاون داخل الجماعة. ويأمل مشجعو النادي في أن يؤدي هذا التحول إلى تحقيق نتائج إيجابية على أرض الملعب، مما سيسهم في رفع مكانة الفريق في المنافسات المحلية والأوروبية ويساهم في كتابة فصل جديد من نجاحات يوفنتوس الرياضية.