
في تصريح مفاجئ أثار الجدل والتكهنات، كشف تيبو كورتوا، حارس مرمى ريال مدريد وأحد أبرز حراس المرمى في العالم، عن إمكانية العودة للمشاركة مع منتخب بلجيكا بعد إعلانه الاعتزال الدولي قبل أشهر. التصريح جاء ليعيد إشعال النقاش حول مستقبله مع الشياطين الحمر، خاصةً في ظل اقتراب منافسات كأس العالم المقبلة.
رحلة اعتزال محفوفة بالخلافات
كان كورتوا، صاحب الـ32 عامًا، قد أعلن اعتزاله اللعب الدولي في أغسطس 2023، بعد خلافات حادة مع المدرب الإيطالي دومينيكو تيديسكو. هذه الخلافات تصاعدت في يونيو من نفس العام، عندما غادر كورتوا معسكر المنتخب غاضبًا بعد اختيار روميلو لوكاكو قائدًا للفريق بدلًا منه، في غياب كيفين دي بروينه بسبب الإصابة.
محاولات لإعادة كورتوا إلى المنتخب
بحسب تقارير صحفية بلجيكية، قام بيتر ويليامز، المدير الرياضي للمنتخب البلجيكي، بزيارة مدريد في نوفمبر الماضي، بهدف لقاء كورتوا وإقناعه بالعدول عن قرار الاعتزال والعودة لحراسة عرين المنتخب. ويبدو أن هذه المحادثات فتحت الباب أمام إمكانية عودته، لكن الأمور لم تُحسم بعد.
كورتوا يتحدث عن مستقبله الدولي
في مقابلة مع شبكة “CNN”، عبّر كورتوا عن رغبته في إنهاء مسيرته الدولية بطريقة لائقة، مشيرًا إلى أنه قد يشارك في مباراة وداعية أو يعود للمشاركة في بطولات كبرى مثل كأس العالم. وقال كورتوا: “أتمنى أن ألعب مباراة أخرى أو أودع الجماهير بشكل لائق. ربما أرغب في المشاركة بكأس العالم مجددًا، لكن الأمر ليس بهذه السهولة. سنرى ما سيحدث في المستقبل.”
هل تعود المياه إلى مجاريها؟
رغم تصريحاته الإيجابية، فإن العودة لن تكون سهلة في ظل العلاقة المتوترة بين كورتوا والجهاز الفني للمنتخب. ومع ذلك، يُعد وجود شخصية مثل كورتوا أمرًا ضروريًا لمنتخب بلجيكا الذي يفتقد إلى الخبرة الدفاعية، خاصة مع الجيل الجديد من اللاعبين.
كورتوا: أسطورة في النادي والمنتخب
منذ بداية مسيرته الدولية في 2011، خاض كورتوا 100 مباراة دولية مع بلجيكا، وكان أحد الركائز الأساسية في تحقيق المركز الثالث في كأس العالم 2018، حيث حصل على جائزة “القفاز الذهبي” كأفضل حارس في البطولة. وبالنظر إلى مستواه الحالي مع ريال مدريد، لا يزال كورتوا واحدًا من أفضل حراس المرمى في العالم.
ردود الفعل الجماهيرية
تصريحات كورتوا لقيت تفاعلًا كبيرًا بين الجماهير البلجيكية، حيث أعرب الكثيرون عن أملهم في عودته إلى المنتخب، خاصةً مع اقتراب تصفيات كأس العالم 2026. الجماهير ترى أن وجود كورتوا سيعزز من فرص المنتخب في المنافسة بقوة على البطولات الكبرى.
ما الذي سيحدث؟
يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن منتخب بلجيكا من إنهاء الخلافات مع كورتوا وإعادته إلى صفوفه؟ القرار النهائي قد يعتمد على عدة عوامل، من بينها تغيير بعض السياسات داخل المنتخب، وفتح صفحة جديدة بين اللاعب والمدرب.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه عشاق الكرة البلجيكية بفارغ الصبر حسم الموقف، يبقى تيبو كورتوا أحد أعظم الحراس في تاريخ بلجيكا، وعودته ستكون بمثابة دفعة كبيرة لمنتخب يحتاج إلى خبرته وقوته في قادم التحديات.