
تتعرض إدارة نادي الهلال لأضواء الإعلام والانتقادات في الوقت الذي يتحدث فيه الجمهور عن مستقبل لاعبيه واستعداداتهم للمنافسات الدولية المقبلة. ومن بين الملفات الساخنة التي تشغل الرأي العام ملف تجديد عقد المدافع علي البليهي، الذي يعتبر أحد الركائز الدفاعية في صفوف الزعيم. فقد تناقلت التقارير الإعلامية عبر صحيفة “الرياضية” وغيرها من المصادر أخباراً تفيد بأن الإدارة وصلت إلى اتفاق نهائي لتجديد عقد علي البليهي لمدة موسمين حتى يونيو 2027، إلا أن الإعلان الرسمي عن هذا التجديد ما زال محاطاً بالغموض والتأجيل.
على الرغم من الأخبار المتداولة التي أكدت حسم التجديد، يظل ملف البليهي غير معلن عنه بشكل رسمي، فيما يشير البعض إلى أن هناك أسباباً وراء هذا التأجيل ترتبط بتوقع ردود فعل الجماهير، في وقت يعتبر فيه تفاعل المشجعين من العوامل الحاسمة في تعزيز صورة الفريق واستعداده للمشاركة في البطولات الكبرى، خاصة مع اقتراب كأس العالم للأندية 2030 الذي ينتظره النادي بفارغ الصبر.
في سياق متصل مع عملية تجديد عقود اللاعبين، أعلن الهلال مؤخراً عن تجديد عقد نجم آخر من صفوف الفريق، وهو محمد كنو، الذي تم توقيع عقده لمدة ثلاث مواسم. هذا الإعلان أثار آمال الجماهير في استمرار التنافسية والنجاح على كافة الأصعدة، ولكن ملف علي البليهي ظل محاطاً بالغموض رغم الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع اللاعب. إذ كانت التقارير تشير إلى أن الإدارة قد أبرمت عقد تجديد مع البليهي لمدة موسمين، وهو ما يمتد حتى يونيو 2027، وكان من المتوقع أن يصدر البيان الرسمي خلال الأيام القادمة.
تصاعدت التساؤلات حول سبب تأجيل الإعلان عن تجديد عقد علي البليهي، وهو ما جذب آذان الإعلاميين والجماهير على حد سواء. ففي برنامج “دورينا غير”، طرح الإعلامي عبد الرحمن العامر سؤالاً مفتوحاً حول الأسباب التي أدت إلى تأخير الإعلان الرسمي عن التجديد رغم التقارير التي ذكرت حسم الصفقة. وقد أدلى الإعلامي علي العنزي بتصريحات أثارت الجدل، حيث أفاد بأن الإدارة الهلالية “تخشى من رد فعل الجماهير” على التجديد، فيما نفى الإعلامي عبد الرحمن أباعود هذه المزاعم مؤكدًا أن الإدارة لا تخشى أي نوع من الانتقادات وإنما تختار التوقيت الأمثل لإعلان الصفقة رسمياً.
وفقاً لعباعود، فإن الإدارة تفضل اختيار اللحظة المناسبة التي يتماشى فيها الإعلان مع نجاح الفريق في العمل وعلى أرض الملعب، مشيراً إلى أن توقيت إعلان التجديد يأتي في نفس اليوم الذي يتم فيه توقيع العقود، وهو ما يعكس استراتيجية مدروسة تهدف إلى إبراز ثقة النادي في خططه المستقبلية. يرى البعض أن هذه الحيلة الزمنية تُستخدم للحفاظ على حالة من الحماس لدى المشجعين وعدم إحداث ضجة إعلامية قد تؤثر سلباً على معنويات الفريق، خاصةً مع اقتراب مباريات مصيرية في التصفيات والمسابقات الدولية.
على الجانب الآخر، لم يغب عن الأذهان أن ملف علي البليهي كان محوراً للانتقادات هذا الموسم، حيث تعرض اللاعب لهجوم لاذع من قبل جماهير الهلال والإعلام الرياضي بسبب تراجع مستوياته وارتكابه العديد من الأخطاء الدفاعية التي أثرت على نتائج الفريق. تأتي هذه الانتقادات في وقت حساس يتزامن مع دخول الفترة الحرة، مما يزيد من حدة الضغوط على اللاعب الذي يُعتبر من العناصر الدفاعية الرئيسية. وفي مواجهة واحدة مثيرة للجدل، شهدت مباراة الهلال ضد أحد المنافسين في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، إطلاق صافرات الاستهجان ضده، حيث ارتكب خطأً أدّى إلى تسجيل هدف من الفريق الخصم، مما أكسب الجماهير مادة إضافية لانتقاداتها.
هذه الخلفية تضع ملف تجديد عقد علي البليهي في إطار أوسع من التأمل في مسألة إدارة الأزمات داخل الأندية الكبرى، حيث يصبح قرار تجديد العقود موضوعاً لا يخلو من تعقيدات تتجاوز مجرد الاتفاقات المالية. فالقرارات المتعلقة بتجديد العقود تتداخل مع مفاهيم الأداء الفردي والجماعي، وقدرتها على الحفاظ على هوية الفريق وتعزيز استعداده للمنافسات الدولية. وفي هذا السياق، يُعد توقيت الإعلان عن التجديد أمراً استراتيجياً قد يُحدث تأثيراً إيجابياً على معنويات اللاعبين والجماهير على حد سواء.

وفيما يتعلق بالتجديد، يرى البعض أن تأجيل الإعلان قد يكون له علاقة برغبة الإدارة في تنسيق عملية الإعلان مع أحداث أخرى داخل النادي، مثل التحضيرات للمباريات القادمة أو تنظيم الفعاليات التي تُبرز النجاحات التي حققها الفريق في الفترة الأخيرة. فمثل هذه الإجراءات لا تأتي من فراغ، بل هي جزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى خلق حالة من الانسجام والانسجام الإعلامي، مما يُساهم في تعزيز الثقة الجماهيرية واستقطاب المزيد من الدعم في الأوقات الحرجة.
يُشار إلى أن الهلال في الآونة الأخيرة قام بعدة إجراءات تهدف إلى إعادة تجديد صفوفه مع نجومه الأساسيين، وهو ما يأتي في إطار استعداد النادي للمشاركة بقوة في كأس العالم للأندية 2030. ويُعتبر هذا الحدث من أهم البطولات العالمية التي تُعد فرصة حقيقية لإظهار قوة المستضيفين وتعزيز مكانة النادي على الساحة الدولية. ومن هنا، تتضح أهمية تجديد عقود اللاعبين الأساسيين كجزء من هذه الاستراتيجية الشاملة، حيث يُعتبر تجديد عقود اللاعبين أمرًا ضروريًا لضمان استمرارية الأداء العالي وتحقيق الأهداف الكبيرة.
تجدر الإشارة إلى أن ملف علي البليهي ليس الوحيد الذي يواجه هذا النوع من التأجيل والغموض في الإعلان، إذ أن هناك ملفات أخرى داخل النادي تُدار بأسلوب مماثل يهدف إلى الحفاظ على توازن الإعلام والجماهير. وفي هذا الإطار، يُمكن القول إن إدارة الهلال تعتمد على سياسة تواصلية مدروسة تُتيح لها الإعلان عن التجديدات في الوقت الذي يُعتقد أنه سيحقق أقصى تأثير إيجابي على معنويات اللاعبين والمشجعين. هذا النهج يعتمد على تحليل دقيق للأوضاع الداخلية والظروف المحيطة بالمباريات القادمة، بالإضافة إلى توقعات النتائج والنجاحات الرياضية.
من ناحية أخرى، تُثير مثل هذه القرارات تساؤلات حول مدى تداخل العوامل المالية والإدارية مع القرارات الفنية داخل الأندية الكبرى. فعملية تجديد العقود ليست مجرد مسألة توقيع أوراق مالية، بل هي عملية تتطلب تقييماً دقيقاً لأداء اللاعب وإمكاناته المستقبلية، وكذلك توافقها مع رؤية النادي على المدى الطويل. وفي حالة علي البليهي، فإن تقارير الأداء التي تشير إلى تراجع مستوى اللاعب وارتكابه لبعض الأخطاء المؤثرة قد تكون أحد العوامل التي أدت إلى التردد في الإعلان عن التجديد، في انتظار تحقيق المزيد من المعطيات التي تُثبت قدرة اللاعب على استعادة مستواه.

وبالرغم من هذه التحديات، يبقى الملف مفتوحاً للنقاش في الوسط الرياضي، حيث يأمل البعض في أن يُظهر الإعلان الرسمي عن تجديد عقد علي البليهي أنه تم بناءً على تقييم موضوعي يأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب الفنية والإدارية. وهذا من شأنه أن يُعيد الثقة إلى اللاعبين والجماهير على حد سواء، ويمهد الطريق لتحقيق نجاحات مستقبلية تُثبت أن النادي لا يعتمد على الشهرة أو الآراء السطحية فقط، بل يُبني قراراته على أسس متينة تحترم مبادئ الاحتراف الرياضي.
في هذه المرحلة الحرجة، يصبح من الضروري أن تكون الشفافية هي القاعدة الأساسية التي ترتكز عليها قرارات الإدارة، وأن يتم تقديم كافة المستندات والتفاصيل التي توضح معايير التقييم المستخدمة في تجديد العقود. فالمشجعون يطالبون بمعرفة الأسباب الحقيقية وراء التأجيل والتغييرات التي قد تُجرى على العقود، ما يعكس رغبة الجماهير في متابعة كل خطوة يتم اتخاذها داخل النادي بفارغ الصبر.
وعلى صعيد آخر، تُعتبر عملية تجديد العقود من أهم العناصر التي تُساهم في تحقيق الاستقرار داخل الفريق، حيث إن تجديد عقود اللاعبين الأساسيين يضمن بقاء الخبرات والمهارات داخل النادي، مما يُعزز من قدرة الفريق على المنافسة في البطولات المحلية والدولية. ومن هنا، يظهر أن التأجيل في إعلان التجديد قد يكون له أيضًا جانب إيجابي يتمثل في التزام الإدارة بضمان استمرارية الأداء وتوفير بيئة مستقرة للاعبين.
إن ملف علي البليهي يُعد أحد الملفات الحيوية التي تستحق المتابعة الدقيقة من قبل وسائل الإعلام والمحللين الرياضيين، خاصةً في ظل الأحداث الرياضية القادمة التي يُترقب فيها مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية 2030. فهذا الحدث العالمي سيكون بمثابة منصة لعرض مستوى الفريق وتحديد مستقبله في البطولات الدولية، مما يجعل كل قرار إداري يتخذه النادي محور اهتمام كبير لدى المتابعين.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، يستمر النقاش حول ما إذا كانت الإدارة الهلالية تتخذ قراراتها بناءً على تحليل موضوعي لأداء اللاعبين أم أنها تتأثر بآراء الجماهير والضغوط الإعلامية. ويُعتبر هذا النقاش جزءًا لا يتجزأ من الساحة الرياضية في العالم، حيث تسعى الأندية الكبرى إلى تحقيق التوازن بين متطلبات الأداء والضغوط الخارجية التي قد تُؤثر على اتخاذ القرارات الحاسمة.
من الواضح أن ملف تجديد عقد علي البليهي يشكل مثالاً على التحديات التي تواجهها المؤسسات الرياضية في عصر تتداخل فيه العوامل المالية والإدارية مع الأداء الفني. ومع استمرار التطورات في هذه القضية، يبقى السؤال قائمًا حول مدى نجاح الإدارة في تحقيق التوازن المطلوب، وكيف سيُترجم ذلك إلى نتائج ملموسة على أرض الملعب في الفترة المقبلة.
الجماهير تراقب كل خطوة تُتخذ بعناية، منتظرة الإعلان الرسمي الذي من شأنه أن يُعيد الثقة للفريق ويُظهر استعداده لمواجهة التحديات القادمة في التصفيات والبطولات الدولية. وبينما تتصاعد التوقعات والتساؤلات حول ملف التجديد، يبقى الأمل معلقًا على أن يكون القرار مدروسًا بعناية ومرتكزًا على معايير موضوعية تضمن تحقيق النجاح واستمرارية الأداء المتميز الذي اعتاد عليه نادي الهلال في مختلف المنافسات.