في 29 ديسمبر من كل عام، تحل الذكرى الثانية لرحيل الأسطورة البرازيلية بيليه، الذي وافته المنية في نفس اليوم عام 2022 عن عمر يناهز 82 عامًا بعد صراع طويل مع مرض السرطان، بالإضافة إلى معاناته من بعض المشكلات الصحية في القلب والكلى. ورغم رحيله، تظل إنجازاته الرياضية وأرقامه الاستثنائية خالدة في ذاكرة عشاق كرة القدم حول العالم، لكونه أحد أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة.
إنجازات لا مثيل لها في مسيرته الدولية
بيليه هو اللاعب الوحيد في تاريخ كرة القدم الذي فاز بكأس العالم ثلاث مرات، في إنجاز لا مثيل له. فقد توج الأسطورة البرازيلية بلقب البطولة في 1958 في السويد، و1962 في تشيلي، و1970 في المكسيك، ليصبح “الملك” الذي خلد اسم بلاده في المحافل الدولية. ولعل فوزه بكأس العالم في 1970 يعد من أبرز إنجازاته، حيث قاد منتخب البرازيل إلى تحقيق البطولة التي تُعد الأفضل في تاريخ المونديال، مع ظهور مستوى مذهل من الأداء الفني في البطولة، ليؤكد تفوقه كلاعب فريد.
مسيرة احترافية لا تنسى مع الأندية
بدأ بيليه مشواره الكروي في سن مبكرة، حيث انطلقت مسيرته مع نادي سانتوس البرازيلي في عام 1956، وهو في الخامسة عشر من عمره. خلال فترة تواجده في صفوف سانتوس، قاد الفريق إلى الفوز ببطولات عديدة، أبرزها دوري ليبرتادوريس في 1962 و1963. كما حقق 11 بطولة مع سانتوس بين 1957 و1974، منها 5 ألقاب دوري برازيلي و2 كأس ليبرتادوريس، إضافة إلى 2 مونديال للأندية.
وفي عام 1975، قرر بيليه الانتقال إلى نيويورك كوزموس الأمريكي، حيث لعب في الدوري الأمريكي حتى عام 1977، ليختتم مسيرته الاحترافية بشكل غير تقليدي في الولايات المتحدة.
أرقام وأرقام قياسية لن تتكرر
تميز بيليه بأرقام قياسية مذهلة، جعلته من أكثر اللاعبين إنجازًا في تاريخ كرة القدم العالمية. فقد لعب 1363 مباراة في مسيرته، سجل خلالها 1283 هدفًا، مما يجعله صاحب أكبر عدد من الأهداف في تاريخ اللعبة. ولعل أبرز ما يميز أرقامه هو تحقيق 92 هاتريك في مشواره، وهو إنجاز استثنائي يعكس قدرته التهديفية الفائقة.
ومن بين أبرز إنجازاته، كان بيليه أصغر لاعب يسجل في المونديال، حيث أحرز ثلاثية في مونديال 1958 وهو في الـ 17 من عمره، ليصبح أصغر لاعب في التاريخ يسجل في كأس العالم، كما كان أصغر لاعب يسجل هدفين في نهائي كأس العالم في نفس البطولة، مما جعله نجمًا ساطعًا في سماء كرة القدم العالمية منذ بداياته.
أرقام دولية لا تُنسى
• 92 مباراة دولية مع منتخب البرازيل.
• 77 هدفًا دوليًا، ليصبح الهداف التاريخي لمنتخب بلاده.
• اللاعب الوحيد في التاريخ الذي فاز بكأس العالم ثلاث مرات (1958، 1962، 1970).
• أصغر لاعب يسجل في نهائي كأس العالم وهو في الـ17 من عمره.
• أصغر لاعب يسجل في المونديال بعد تسجيله ثلاثية في 1958 وهو في الـ 17 عامًا و244 يومًا.
الاعتزال والتكريم الدولي
قرر بيليه الاعتزال رسميًا في 1 أكتوبر 1977، بعد مسيرة طويلة وناجحة، حيث لعب آخر مباراة له مع نيويورك كوزموس. ومنذ ذلك الحين، أصبح سفيرًا عالميًا لكرة القدم، حيث ساهم في نشر اللعبة في جميع أنحاء العالم، وعُرف بمشاركته في العديد من الأنشطة الخيرية والتطويرية المتعلقة بكرة القدم.
الأسطورة التي لا تموت
رغم مرور عامين على رحيله، فإن بيليه لا يزال حاضراً في قلوب محبي كرة القدم، سواء في البرازيل أو في جميع أنحاء العالم. حيث تُعد إنجازاته وأرقامه بمثابة معيار للأجيال الجديدة من اللاعبين لتحديها. لم يكن بيليه مجرد لاعب كرة قدم، بل كان رمزًا للكرة الجميلة، وشخصية استثنائية جمعت بين الموهبة والإنسانية.
إلى جانب ألقابه الرياضية، بيليه سيظل دائمًا أيقونة عالمية، حيث ستظل ذكراه خالدة في عالم الرياضة كما في الذاكرة الشعبية، باعتباره اللاعب الذي رفع اسم البرازيل عالياً في سماء كرة القدم العالمية.
إرث بيليه
تظل ذكرى بيليه حية في مختلف المحافل الرياضية، حيث تزين الملاعب التذكارات الخاصة به، وتستمر العديد من الأنشطة والمهرجانات التي تُنظم تكريمًا له في البرازيل وفي جميع أنحاء العالم. ومن المؤكد أن الأجيال القادمة ستظل تستلهم روح بيليه في حب اللعبة والتميز على أعلى المستويات.