
لم تهدأ أصداء سوق الانتقالات الصيفية 2025 حتى فجّر أسطورة بايرن ميونخ شتيفان إيفنبرج غضبه في عموده الأسبوعي بموقع “تي أونلاين”، متهماً النجم الشاب فلوريان فيرتس بـ”لعب الأدوار” وتأخير قراره حول مستقبله بطريقة مهينة للجميع. تصريحاتٌ جاءت في توقيت حساس، مع احتدام التكهنات برحيل صانع الألعاب الألماني عن باير ليفركوزن هذا الصيف، عبر بابين رئيسين: الأول بايرن ميونخ، والثاني ليفربول، إلى جانب اهتمام خجول من ريال مدريد.
انتقادات نارية لغرابة التصرف
في مقاله المحمّل بالغضب، استهجن إيفنبرج صمت فيرتس الرسمي الطويل عن حسم وجهته المقبلة، وكتب:
“من المؤسف أن فلوريان الذي يمتلك موهبة استثنائية، يماطل كل الأطراف عبر صفقات وهمية وتصريحات متناقضة. إن هذا التلاعب لا يسيء إلينا كجماهير أو أندية فقط، بل يضرب في صميم مسيرته المهنية”.
هذه الكلمات القاسية أكدت أن أسطورة خط الوسط البافاري لم يترك مجالاً للتأويل، معتبرًا أن أي لاعب من مستوى فيرتس “يجب أن يعلن قراره في أقرب فرصة، لأن التردد يخلط الأوراق ويثير الشكوك”.
“مانشستر سيتي وريال مدريد خياران أفضل”

لم يقتصر الهجوم على طريقة تأجيل الإعلان، بل تعداه إلى توصية عملية، إذ زجَّ إيفنبرج باسمَي ناديين كبيرين قال إنهما سيشكلان بيئة مثالية لو انتقل إليها اللاعب الشاب، مفيدًا:
“ربما يكون الذهاب إلى مانشستر سيتي أو ريال مدريد أكثر فائدة له، فكلا الناديين يتطلّعان لاستعادة المجد الأوروبي بعد موسمٍ مخيبٍ لآمالهما، وسيشكل فيرتس إضافة هجومية قوية”.
هنا، يلمّح إيفنبرج إلى أن بايرن ميونخ، بطل الدوري الألماني ومنافسه ليفربول الإنكليزي، قد لا يكونا الخيار الأول لمسيرة نجم مثل فيرتس، رغم ارتباط الأخير بإمكانية انضمامه إلى “البوندسليغا” للاستمرار في الدوري المحلي.
ليفربول يتربّص، وبايرن يترقب
مع انسحاب مانشستر سيتي جزئيًا عن صفقة فيرتس بسبب الرواتب والبدلات الضخمة، بات ليفربول المرشح الأبرز للتعاقد مع اللاعب البالغ من العمر 20 ربيعًا، خصوصًا بعد إظهار النادي الإنكليزي رغبته في تجديد دماء خط الوسط بواسطة مواهب أوروبية صاعدة. ورغم ذلك، يراقب “البافاري” الأمر بحذر، إذ يرى في إدارة ملف فيرتس رهانات استراتيجية يجب الصبر عليها.
وفي الوقت نفسه، لم يُقدِم ريال مدريد على أي خطوة رسمية، لكن الشائعات حول اهتمامه باللاعب لا تزال تتردد بين الصحف الإسبانية، مع إمكانية ضم شاب ألماني يضمن المستقبل الهجومي للفريق الأبيض.
تداعيات التردد على سوق الانتقالات

يمتلك فيرتس سجلًّا مبكرًا حافلًا في باير ليفركوزن: أكثر من 100 مباراة رسمية، و15 هدفًا، و20 تمريرة حاسمة رغم صغر سنّه. أداؤه الثابت جعل منه هدفًا لأبرز الأندية الأوروبية، لكن بطء الإعلان أعطى فرصةً للتكهنات الصحفية، وخلق ضبابية حول المقابل المالي المتوقع، والذي قد يتراوح بين 60 إلى 80 مليون يورو.
وتوقع محللون أن يؤثر تراجع مستوى “الشفافية” في المفاوضات على قيمة فيرتس التسويقية، فهو بحاجة إلى إيجاد التوازن بين نزوله لمستوى أعلى في الفرق الكبرى وحاجته إلى المشاركة المستمرة لضمان تطوّر مستواه الفني.
أصداء ردود الفعل الجماهيرية والإعلامية
على مواقع التواصل، نشطت مجموعات المشجعين في ألمانيا وإنكلترا في إطلاق تعليقات متباينة. فبينما طالب بعض عشاق بايرن ميونخ بالصبر ومنح النادي الأولوية لاتفاق يضمن التطوير التدريجي للاعب، انتقد آخرون إدارة ليفركوزن لتسامحها في السماح ببطء المفاوضات. وفي إنجلترا، رُصد هاشتاغات تصف فيرتس بأنه “سيد اللعب على الحبال” و”قنبلة سوق الانتقالات المؤجلة”.
وتعليقًا على ذلك، كتب أحد الصحفيين في صحيفة “بيلد” الألمانية:
“يمكن للاعب مثله أن يضيّع فرصة ارتداء قميص الأسطورة ريبيري أو ليفربول الفرِيد، لو استمر في تلك اللعبة النفسية”.
مستقبل ينتظر قراره الحاسم
مع تبقي أقل من شهر على غلق نافذة الانتقالات الصيفية، يبقى الرهان الأكبر على أن يتوصل الوكيل واللاعب إلى إعلان رسمي واضح، يريح الجميع – إدارة الأندية، والجماهير، والإعلام. فمن جهة، يخشى بايرن ميونخ أن يخسروا فرصة تعزيز خط الوسط بلاعب شاب يعد بجيل جديد من النجوم، ومن جهة أخرى، لا يريد ليفربول تكرار سيناريو فشل استقدام صفقات مدوية بسبب التأخير أو الشروط التعجيزية.
في نهاية المطاف، يظل كل ما يتمناه شتيفان إيفنبرج – وهواة كرة القدم – أن يُنهي فلوريان فيرتس هذا “اللعب المهين” للقلوب ويصدر قراره، لا عبر إشاعات وخبراء سوق، بل بإعلان رسمي واضح، حتى تستمر قصة النجم الألماني في تحقيق الإنجازات بدلاً من التلاعب بمشاعر الأطراف كافة.