حكم إسباني سابق يفجرها: ريال مدريد يستخدم الثلاجة لترهيب الحكام

في تصريحات نارية، فتح الحكم الإسباني السابق إسترادا فيرنانديز النار على إدارة ريال مدريد، متهمًا النادي الملكي بممارسة ضغوط هائلة على الحكام الإسبان عبر وسائل الإعلام والنفوذ الكبير الذي يمتلكه، مؤكدًا أن الحكام الذين يتخذون قرارات ضد مصلحة الميرينغي غالبًا ما يتم تجميدهم وحرمانهم من إدارة مباريات الفريق لفترات طويلة.

أزمة ريال مدريد مع التحكيم قبل الديربي

جاءت هذه التصريحات المثيرة للجدل قبل أيام قليلة فقط من ديربي مدريد المنتظر بين ريال مدريد وأتلتيكو، حيث تصاعد التوتر بين النادي الملكي ولجنة الحكام في إسبانيا. فقد تقدم ريال مدريد بشكوى رسمية ضد نظام التحكيم، معترضًا على أداء الحكم مونيز رويز خلال مباراته الأخيرة ضد إسبانيول، والتي انتهت بهزيمته بهدف دون رد.

ويعتقد مسؤولو ريال مدريد أن الحكم مونيز رويز ارتكب خطأ فادحًا بعدم طرد لاعب إسبانيول روميرو إثر تدخله العنيف على كيليان مبابي، مما أثار استياء إدارة النادي وجماهيره على حد سواء، ووضع الحكام تحت ضغط هائل قبل المباراة القادمة.

إسترادا: ريال مدريد يستخدم الإعلام للضغط على الحكام

خلال ظهوره في برنامج “كلوب أوريا”، عبّر الحكم السابق إسترادا فيرنانديز عن استغرابه من شكوى ريال مدريد المستمرة من التحكيم، قائلًا:

من المدهش أن نادٍ بحجم ريال مدريد يشتكي من الحكام، هل يمكنهم أن يفعلوا ذلك عندما تكون القرارات في صالحهم؟ لقد كانت هناك حالات هذا الموسم حصل فيها ريال مدريد على قرارات تحكيمية مثيرة للجدل لصالحه، مثلما حدث في مواجهة سيلتا فيغو”.

وأكد إسترادا أن الضغط الإعلامي الذي يمارسه ريال مدريد على الحكام يتجاوز الحدود، مشيرًا إلى أن الحكام الإسبان غالبًا ما يكونون في موقف ضعيف أمام الأندية الكبيرة، وأضاف:

الحكام هم مجرد أدوات للجنة التحكيم، وهم في قلب العاصفة دائمًا دون أي دعم. صحيح أن نظام التحكيم بحاجة إلى تحديث وإصلاح، لكن لا يمكن إنكار أن ريال مدريد يستخدم وسائل الإعلام للضغط على الحكام بطريقة غير عادلة.

وتابع الحكم السابق هجومه القوي، مشيرًا إلى أن ريال مدريد يستخدم ما أسماه بـ الثلاجةوهي عبارة تعني استبعاد الحكام عن إدارة مباريات الفريق كنوع من العقاب غير الرسمي، موضحًا:

في مدريد، يستغلون نفوذهم الإعلامي لمعاقبة الحكام الذين لا تتماشى قراراتهم مع مصالح النادي. أعتقد أن الشخص الأول الذي يجب وضعه في الثلاجة هو لويس ميدينا، رئيس اللجنة الفنية للحكام، لأنه في آخر اجتماع له كان يوزع الانتقادات بشكل عشوائي، وهذا دليل على أنه فقد السيطرة على الأمور

ذكريات طرد كريستيانو رونالدو عام 2009

واستشهد إسترادا فيرنانديز بتجربة شخصية له عندما أدار إحدى مباريات ريال مدريد في موسم 2009، حيث قام بطرد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو خلال مباراة الفريق ضد ألميريا في سانتياغو برنابيو، مؤكدًا أن هذا القرار أدى إلى استبعاده من إدارة مباريات ريال مدريد لمدة عامين.

في أول مباراة لي بالبرنابيو، طردت كريستيانو رونالدو. كنت أعتقد أن المباراة ستكون سهلة، حيث كان ريال مدريد يلعب على أرضه ضد ألميريا، ولم أتوقع أي جدل حول قراراتي

وشرح إسترادا تفاصيل الحادثة، قائلًا:

سجل كريستيانو هدفًا، ثم تلقى بطاقة صفراء بعد أن خلع قميصه احتفالًا به. في الشوط الثاني، دخل في مشاجرة مع أحد لاعبي ألميريا، فقمت بإشهار البطاقة الصفراء الثانية، وبالتالي حصل على البطاقة الحمراء. لو كنت قد رأيت التدخل بشكل أوضح، لكنت منحته البطاقة الحمراء مباشرة دون الحاجة إلى إنذاره مرتين

وتابع الحكم الإسباني السابق حديثه عن تداعيات قراره، مشيرًا إلى أن الإعلام المدريدي شن حملة كبيرة ضده، مما أدى إلى إبعاده عن تحكيم مباريات ريال مدريد لفترة طويلة:

بعد ذلك القرار، تعرضت لضغط إعلامي هائل. ريال مدريد لديه قوة إعلامية كبيرة، وعندما يحدث شيء لا يعجبهم، يتم خلق موجة من الجدل لحماية مصالحهم. هذا هو السبب في أنني لم أقم بإدارة أي مباراة لريال مدريد لمدة عامين كاملين

التاريخ يعيد نفسه إيقاف الحكام ما زال مستمرًا!

وأشار إسترادا إلى أن هذه الظاهرة لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، حيث استشهد بمباراة ريال مدريد ضد ألميريا الأخيرة، التي انتهت بالتعادل 3-3، والتي أثارت جدلًا واسعًا حول أداء الحكم هيرنانديز مايزو، قائلًا:

ما حدث في مباراة ريال مدريد وألميريا الأخيرة يؤكد أن هذا الأمر لم يتغير. هيرنانديز مايزو لم يحتسب ركلة جزاء لصالح ريال مدريد في اللحظات الأخيرة، ومنذ تلك المباراة، لم يتم تعيينه لإدارة أي مباراة أخرى للفريق. هذا يثبت أن الضغوط الإعلامية ما زالت تؤثر على الحكام

جدل مستمر حول نزاهة التحكيم في الليغا

لا شك أن تصريحات إسترادا فيرنانديز ستثير المزيد من الجدل في الأوساط الكروية الإسبانية، خاصة مع استمرار الجدل حول قرارات الحكام وتأثير الأندية الكبرى على مسار المباريات.

في ظل هذه الاتهامات، يبقى السؤال مطروحًا: هل سيؤدي الضغط الإعلامي والسياسي إلى تغييرات جذرية في منظومة التحكيم الإسباني، أم أن نفوذ الأندية الكبيرة، مثل ريال مدريد، سيظل يلعب دورًا مؤثرًا في تحديد مصير الحكام وقراراتهم داخل الملعب