لماذا مبيومو؟
يتمتع المهاجم الكاميروني (25 عاماً) بملامح فنية وهجومية تجعله هدفاً مثالياً لأندية الصف الأول، ويعود ذلك إلى ما يمتاز به من انطلاقات خاطفة قدرتها على اختراق دفاعات الخصوم، إضافة إلى سهمية عالية في إنهاء الفرص. إذ سجل اللاعب 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن هذا الموسم، كان أبرزها ثنائية في مواجهة برايتون التي انتهت لمصلحة برينتفورد 4-2، ما يعكس قدرته على حسم المواجهات الكبرى.
التكلفة المتوقعة وآلية التفاوض
يُعتقد أن قيمة مبيومو السوقية تقارب 50 مليون جنيه إسترليني، وهو رقم قابل للارتفاع أو الانخفاض وفق تطورات المفاوضات، خاصة وأن عقده الحالي ينتهي صيف 2026، مع وجود بند يسمح للنادي بتمديده لموسم آخر. وتُعد هذه البنود مرنة نسبياً بالنسبة لليفربول، الذي قد يجد في هذه الصفقة فرصة لإدخال عنصر شبابي طموح في مشروع بيب غوارديولا التكتيكي. ورغم اهتمام أندية كأرسنال ونيوكاسل باللاعب نفسه، إلا أن الرغبة المتبادلة في ضم مهاجم قادر على اللعب على الجناح الأيمن أو في قلب الهجوم قد تصب في مصلحة ليفربول.
مطابقة شخصية اللاعب مع فلسفة النادي
تلعب المرونة التكتيكية دوراً محورياً في فلسفة يورغن كلوب، إذ يفضل وجود لاعبين قادرين على شغل عدة مراكز أمامية، مما يتيح تبني أساليب هجومية متغيرة خلال المباريات. ويجيد مبيومو اللعب كجناح أيمن، بخاصة عند انطلاقه من العمق إلى داخل منطقة الجزاء، كما يمكنه التواجد كلاعب رأس حربة صريح عند الحاجة للصمود أمام المدافعين الأقوياء.
دمج الخبرة مع الشباب
يحرص ليفربول على الموازنة بين خبرة نجمه صلاح (31 عاماً) وحيوية المهاجمين الشبان. فبعد الموسم الذي شهد تمديد عقد “المصباح” رغم تقدمه في السن التقني، يسعى النادي لإنشاء جيلٍ جديد يمكنه المنافسة على كافة البطولات خلال السنوات المقبلة. ويعد براين مبيومو إحدى الخيارات التي تجمع بين سعة الملعب وسرعة المراوغة والحس التهديفي، ما قد يساعد على منح محمد صلاح فرصة للراحة أحياناً أو اللعب في أدوار إبداعية أكثر تركيزاً على صناعة الأهداف.
تأثير رحيل محتمل لداروين نونيز
بحسب بعض التكهنات، قد يفتح صيف هذا العام الباب أمام رحيل داروين نونيز عن آنفيلد، ما يجعل الحاجة إلى مهاجم بديل ليست رفاهية بل أولوية. ويسمح تعاقد ليفربول مع مبيومو بتغطية مركز النونيز المحتمل بالإضافة إلى إضافة عنصر هجومي جديد يخلق حلولاً تكتيكية إضافية لكلوب. وفي حالة خروج الأوروجواياني، ستجد إدارة “الريدز” فرصة لتوجيه ميزانيتها بشكل أكبر نحو إتمام الصفقة، دون التأثير سلباً على التوازن المالي للنادي.
تأهيل محلي وقيمة تسويقية
من شأن انتقاله إلى ملعب أنفيلد رفع قيمة مبيومو التسويقية بين جماهير كرة القدم العالمية، خاصة في القارة الإفريقية. ويعرف عن ليفربول جاذبيته الإعلانية القوية، إذ أن نجومه غالباً ما يشكلون علامة تجارية بحد ذاتها. واستقطاب لاعب في مقتبل العمر يملك إمكانات تطويرية عالية سيمنحه منصة أفضل للتألق، ما سينعكس إيجاباً على تسويق القمصان وحقوق البث والرعاية.
ردود فعل الجماهير والإعلام
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعاً مع أنباء رصد “الريدز” لمتابعة مباريات برينتفورد من أجل تقييم مبيومو، حيث عبر بعض النقاد عن إعجابهم بقدرات الكاميروني، بينما شكك آخرون في قدرته على التأقلم مع الضغط الكبير المتوقع داخل ملعب أنفيلد. في المقابل، يرى قسم من جمهور ليفربول أن الصفقة ستكون داعماً مثالياً لمنافسة صلاح ونونو إسبريتو سانتو على لقب الهداف.
أفق الصفقة وتوقيت الإعلان
من المنتظر أن تبدأ خطوات التفاوض الجدية مباشرة بعد نهاية الموسم الحالي، مع مراقبة فريق ليفربول لتطورات موقف برينتفورد من بيع مهاجمه قبل الأول من يوليو. ورغم إمكانية استمرار الحديث عن أندية أخرى في سباق التعاقد معه، يبقى ليفربول الأقرب تقنياً بفضل الاتفاق المسبق بين الطرفين على الراتب ومدة العقد المقترحة.
خلاصة: وقفة مستقبلية
بينما يضع “الريدز” لمساته الأخيرة على الموسم، يلوح فصلٌ جديد في الأفق الهجومي للفريق. ويمكن لضم براين مبيومو أن يمثل إضافة مثالية لخطط تعزيز صفوف ليفربول، بدمجه بين قدرات الشباب والاستفادة من خبرة محمد صلاح الطويلة في أعلى المستويات. ومع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية، يتوقع أن يحسم النادي مواجهته التنافسية مع الأندية الأخرى، استعداداً لبدء حقبة جديدة يسعى خلالها للحفاظ على صدارة الأندية الإنجليزية والأوروبية.