
بلمسة جونينيو.. دي بروينه يُضيء ليل نابولي في وقت غروب شمس مانشستر سيتي!
الساحر البلجيكي ما زال يملك مفاتيحه السحرية!
هناك أيام في كرة القدم لا تُكتب تفاصيلها إلا بقدر محتوم، أيام تُظهر الفارق بين فريق يعتمد على منظومة كاملة، وآخر يملك لاعبًا يُجسد المنظومة وحده.
ليلة الثالث والعشرين من أغسطس كانت واحدة من تلك الليالي، حيث قدّم كيفين دي بروينه أول سيمفونية له في إيطاليا، بينما ظل صدى مانشستر صامتًا يفتقد مايسترو غادر.
بداية ملكية في الكالتشيو
في ظهوره الرسمي الأول بقميص نابولي في الدوري الإيطالي، لم يحتج الأسطورة البلجيكي كيفين دي بروينه وقتًا طويلًا ليبرهن قيمته,ضد ساسوولو، كان نجم اللقاء الأول، حيث حسم فريقه المواجهة بثنائية نظيفة كان مسك الختام فيها توقيعه الخاص.
![]() |
في الدقيقة 57، ومن ركلة حرة مباشرة من زاوية ضيقة، أعاد دي بروينه إلى الأذهان ذكريات جونينيو بتسديدة مقوسة خادعت الجميع واستقرت في الشباك، معلنًا عن بداية مثالية لمسيرته الجديدة التي استهلها بخوض المباراة كاملة على مدار 90 دقيقة.
بصمة المايسترو..
لم تكن لمسته مجرد هدف عابر، بل شكلت تحولًا كاملًا في أسلوب لعب نابولي. ورغم أنه لم يبلغ بعد كامل جاهزيته البدنية، إلا أن تأثيره كان واضحًا.
بصناعته لثلاث فرص محققة (الأكثر في اللقاء)، كان دي بروينه هو العقل المدبر لكل هجمة خطيرة، حيث سحبت تحركاته الذكية مدافعي ساسوولو وفتحت تمريراته الطويلة الدقيقة (3 من 4 ناجحة) مساحات لم تكن موجودة.
حتى على الصعيد الدفاعي، أثبت أنه قائد يبدأ الضغط من المقدمة، بعدما استرجع الكرة مرة، ليقدّم أداءً متكاملًا أظهر أنه جاء ليقود، لا ليشارك فقط.
انكسار مفاجئ في مانشستر
![]() |
وعلى النقيض تمامًا، وفي ذات الأمسية، كانت الأجواء مظلمة في مانشستر، إذ سقط مانشستر سيتي، فريقه السابق، أمام توتنهام بثنائية نظيفة على أرضه.
الأمر ازداد قتامة بالنظر إلى فيل فودين، اللاعب الذي عُوّل عليه ليملأ فراغ دي بروينه، حيث شارك بديلًا لأول مرة منذ مواجهة الهلال في كأس العالم للأندية، ومع دخوله في آخر 16 دقيقة، كشفت أرقامه حجم الأزمة.
فقد الكرة 7 مرات، لم ينجح في أي مراوغة، ولمساته بدت بعيدة كل البعد عن الحسم الذي كان يقدمه سلفه,هذه الليلة أبرزت أن تعويض دي بروينه ليس أمرًا يسيرًا، وأن ظله ما زال ثقيلاً في ملعب الاتحاد.
خلاصة الليلة
في نهاية المطاف، يتضح أن كرة القدم أحيانًا أكثر بساطة مما تبدو، فمانشستر سيتي لم يخسر مجرد لاعب، بل فقد “المفتاح” الذي كان يحل أعقد المواقف,أما نابولي، فلم يضم لاعب وسط فقط، بل تعاقد مع ضمانة للإبداع وتأثير فوري.
أثبتت هذه الأمسية أن بعض اللاعبين لا يُعوّضون بخطط أو تكتيكات، لأنهم هم الخطة بذاتها، وهذا هو الفارق الذي يمنحه لاعب بحجم كيفين دي بروينه.