
تتواصل تداعيات الهزيمة المفاجئة التي تلقاها المنتخب السعودي أمام نظيره الإندونيسي في تصفيات كأس العالم، حيث فتح عدد من الخبراء والمحللين الرياضيين النار على المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، محملين إياه جزءًا من المسؤولية عن الأداء الضعيف الذي ظهر به المنتخب في تلك المباراة. ومن أبرز المنتقدين كان كل من المدربين السعوديين سعد العطوي وعبدالله الشهري، اللذين عبرا عن استيائهما من طريقة إدارة رينارد للمباراة، مؤكدين أنه “ليس رجل المرحلة” في ظل الأوضاع الحالية التي يمر بها المنتخب.
الهزيمة المفاجئة وتداعياتها

منتخب السعودية كان قد دخل مباراة إندونيسيا وهو في صدارة المجموعة ومرشح لتحقيق الفوز بثقة، خاصةً بعد الأداء القوي الذي قدمه في التصفيات السابقة. لكن الهزيمة التي تعرض لها المنتخب السعودي في تلك المباراة قلبت الطاولة على الجميع وأثارت العديد من التساؤلات حول سبب الانهيار المفاجئ في الأداء. الفشل في الاستفادة من الفرص، وعدم القدرة على السيطرة على مجريات المباراة، كانا من أبرز العوامل التي أدت إلى هذه الخسارة غير المتوقعة.
وبالرغم من أن رينارد كان قد قاد المنتخب إلى نهائيات كأس العالم في قطر 2022، إلا أن هذه الهزيمة سلطت الضوء على بعض الأخطاء التكتيكية والإدارية التي وقع فيها المدرب، وهو ما دفع العديد من النقاد الرياضيين للحديث عن ضرورة إعادة تقييم وضعه مع الفريق.
العطوي: “رينارد لم يحسن اختيار اللاعبين والتكتيك”
سعد العطوي، المدرب الوطني الذي يعرف جيدًا احتياجات المنتخب السعودي، كان من أول من انتقد رينارد بعد الخسارة. وصرح العطوي في لقاء مع وسائل الإعلام قائلاً: “المنتخب السعودي كان يحتاج إلى مدرب قادر على قراءة المباراة بشكل عميق ويعرف كيف يتعامل مع الفرق التي تمثل تحديات غير متوقعة مثل إندونيسيا”. وأضاف: “ما شاهدناه كان خللًا تكتيكيًا واضحًا في طريقة اللعب، بالإضافة إلى اختيارات اللاعبين التي لم تكن في محلها”.
وأشار العطوي إلى أن المنتخب كان يفتقد للتنظيم الدفاعي والجماعية الهجومية، وهو ما أدى إلى ظهور الفريق في شكل غير متماسك، مما سهل من مهمة إندونيسيا في السيطرة على اللقاء. كما أشار العطوي إلى أن رينارد فشل في تحفيز اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم في مواجهة مثل هذه المنتخبات، التي قد تشكل مفاجأة في التصفيات.
الشهري: “المرحلة تتطلب مدربًا أكثر تكيفًا مع الظروف”
بدوره، انتقد عبدالله الشهري، المدرب السعودي المخضرم، أسلوب رينارد في إدارة المنتخب في هذه المباراة، وأكد أن “المرحلة الحالية تتطلب مدربًا قادرًا على التكيف مع الظروف المحيطة وتوجيه اللاعبين بما يتناسب مع قوة المنافسين”. الشهري أضاف قائلاً: “رينارد ليس هو الشخص المناسب لهذه المرحلة، فمباراة إندونيسيا كانت نموذجًا واضحًا لافتقار الفريق للتنظيم والخطة المحكمة”.
وأضاف الشهري أن المنتخب السعودي بحاجة إلى مدرب يفهم أهمية التعامل مع المباريات الصعبة، خاصة في التصفيات، حيث لا يمكن التهاون مع أي فريق مهما كان تصنيفه. واعتبر أن الهزيمة من إندونيسيا كانت نتيجة لإدارة غير فعالة، بالإضافة إلى غياب التواصل الجيد بين المدرب واللاعبين داخل الملعب.
التساؤلات حول مستقبل رينارد
الهزيمة أمام إندونيسيا أثارت تساؤلات كبيرة داخل الأوساط الرياضية حول مستقبل رينارد مع المنتخب السعودي. ورغم الإنجازات التي حققها المدرب الفرنسي خلال فترته مع الأخضر، إلا أن هذه الهزيمة وضعت الشكوك حول قدرته على التعامل مع التحديات المقبلة في التصفيات.
وربما قد يضطر الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى إعادة تقييم وضع رينارد بعد هذه الهزيمة، خاصة إذا استمرت النتائج السلبية في المباريات القادمة. فقد كان من المتوقع أن يكون رينارد هو الرجل الذي يقود المنتخب السعودي إلى الأمام، لكن يبدو أن التحديات الحالية قد تكون أكبر مما كان متوقعًا.
هل يشهد المنتخب السعودي تغييرًا في القيادة الفنية؟
التساؤلات حول مستقبل رينارد ليست بعيدة عن محط اهتمام الشارع الرياضي السعودي. إذا استمرت النتائج السلبية، فإن الضغط على المدرب سيزداد، وربما يؤدي إلى التفكير في تغييره أو حتى إعادة تقييم استراتيجيته مع المنتخب. خاصة في ظل تزايد الأصوات المطالبة بوجود مدرب قادر على استعادة الثقة في المنتخب وإعادة ترتيب أوراقه من جديد.
خلاصة القول
تعكس الانتقادات التي وجهها العطوي والشهري حالة من القلق المتزايد بشأن مستقبل المنتخب السعودي في التصفيات المقبلة. وعلى الرغم من الإنجازات السابقة لرينارد، فإن الهزيمة أمام إندونيسيا سلطت الضوء على العديد من السلبيات التي قد تكون بحاجة إلى مراجعة. في النهاية، ستظل آمال الجماهير معقودة على المنتخب لتحقيق نتائج إيجابية في المباريات المقبلة، مع ضرورة إحداث تغييرات تكتيكية وفنية قد تكون أساسية للبقاء في سباق التأهل.