واصل مدرب الاتفاق، سعد الشهري، إطلاق تصريحاته الحماسية قبيل مواجهة فريقه المرتقبة أمام الاتحاد ضمن منافسات دوري روشن السعودي، مؤكدًا أن تركيزه ينصبّ كليًا على حصد النقاط الثلاث بغض النظر عن هوية الخصم. وجاءت كلماته عقب انتصار فريقه على ضيفه نادي الرياض بهدفٍ نظيف سجّله البرتغالي فيكتور سانتوس من ركلة جزاء، ليعزز الاتفاق موقعه في المركز الخامس مؤقتًا قبل انطلاقة الجولة التاسعة والعشرين.
تأكيد الأهداف قصيرة الأمد
ذكر الشهري في المؤتمر الصحفي الذي تلا مباراة الاتفاق والرياض يوم الخميس: “حصدنا ثلاث نقاط ثمينة أمام فريق منظم على الصعيدين الدفاعي والهجومي، وهذا ما كنا نطمح إليه قبل الوقوف على استعدادات مواجهة الاتحاد”. وأشار إلى أن خطة الموسم لا تُبنى على النتائج بعيدة المدى حاليًا، بل على النجاح اليومي في كل مباراة: “أنا أفضّل التركيز على المرحلة الجارية والنتائج المباشرة، فلا داعي للتفكير بالمباريات القادمة قبل حسم مواجهاتنا الحالية”.
سر ثقة اللاعبين
أشاد سعــد الشهري بالروح العالية التي ظهر عليها لاعبوه أمام الرياض، وقال: “مستوى الفريق منذ بداية الإياب تطوّر بشكل واضح، والسرّ في ذلك هو الثقة المتبادلة داخل المجموعة. كافة اللاعبين يدركون مسؤولياتهم ويسعون لتطبيق العناصر التكتيكية بلا تردد”. واعتمد الاتفاق في مباراة الأربعاء على الضغط العالي في منتصف الملعب والانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم، خصوصًا عبر الأظهرة الواعدين الذين أسهموا في تضييق المساحات أمام لاعبي الرياض.
مواجهة الاتحاد: “دفعة معنوية أكبر”
حول الاستعداد لخوض “ديربي جدة” أمام الاتحاد يوم الإثنين المقبل، شدّد الشهري على أن توقيت اللقاء خطوة مهمة في مسيرة الاتفاق: “كل المباريات أمام الفرق الكبرى تعتبر فرصة لإثبات قدراتنا، ولا يهمنا من نقابل بقدر ما يهمنا الأداء الذي سنقدّمه. سنخوض اللقاء بحماسٍ عالٍ وبعقلية الفوز فقط، سواء على أرضنا أو في أي ملعبٍ آخر”. ويأتي هذا التصريح تزامنًا مع اكتمال جاهزية أكثر من عنصرٍ آسيوي ضمن صفوف الاتفاق، إلى جانب تألق لاعبين محليين مثل محترف الوسط كريم الأحمدي.
تجارب الموسم وتحديات الأوراق التكتيكية
خاض الاتفاق حتى الآن 28 مباراة في دوري روشن السعودي هذا الموسم، تمكن خلالها من تحقيق 12 فوزًا و6 تعادلات، مقابل 10 هزائم، وسجل لاعبوه 38 هدفًا بينما استقبلت شباكهم 34 هدفًا. واعتمد الشهري في معظم مواجهات الذهاب على 4-2-3-1 في خروج الكرة من الخلف، ولجوءه إلى 4-3-3 ضد كبار الترتيب لزيادة فاعلية الأطراف. ويبدو أن شرح مدرب الهلال الأسبق لأدوار الأجنحة المتقدمة قد انعكس إيجابًا على أرقام سانتوس ورفاقه، خصوصًا في الاستفادة من ركلات الجزاء والكرات الثابتة.
الصراع على المراكز المؤهلة للقارة
يأتي الاتفاق في وضعٍ لا يضمن له مقعدًا قاريًا بعد، فتفصله ثلاث نقاط عن المركز الرابع المؤهل مباشرة إلى دوري أبطال آسيا. وعلى الجانب الآخر، يلاحق الاتحاد حامل اللقب هذه الأماكن من قمة الترتيب، مع العلم بأن لقاء الذهاب انتهى بفوز الاتحاد 2-1 على أرض الاتفاق. لذلك يمثل ديربي جدة فرصة ذهبية لكل فريق لتعزيز رصيده وتوجيه رسالة قوية للمنافسين في نهاية الموسم.
أهمية الدعم الجماهيري
يحظى الاتفاق بدعم جماهيري متزايد في مدينة الدمام والمناطق الشرقية عمومًا، ويريد الشهري استثمار ذلك، فحدّث قائلًا: “جمهورنا سيشكل الداعم الرئيسي ومنبر الضغط الذي نعتمد عليه لإرهاق المنافس. حضورهم على أرض الجوهرة المشعة سيكون عاملًا محفزًا لنا قبل وبعد اللقاء، ومحفز للاعبين لتقديم كل ما لديهم من جهد”. ويحرص النادي على إطلاق حملة ترويجية واسعة لدعوة المشجعين إلى المدرجات يوم الإثنين.
ردود الأفعال والتحضيرات الفنية
من المتوقّع أن يعتمد الاتفاق أمام الاتحاد على بعض التغييرات الخفيفة في التشكيل، مع إبقاء الثنائي الدفاعي أسامة المغيث ومحمد الجمعة في قلب الدفاع، وتعزيز خط الوسط بجهود الثنائي الأحمدي وسلمان المؤشر. كما قد يفعّل الشهري دور سانتوس كرأس حربة صريح، مع الدفع بصانع ألعاب شاب مثل عبد الرحمن بكر لدعم الرأس الحربة ثنائيًا. وتحمل التشكيلة اختبارات من حيث اللياقة البدنية والتمرير الطويل والاختراق بين الخطوط.
ما بعد المواجهة… ترتيب الغد
سينتظر الاتفاق نتيجة مباراة الهلال والنصر في اليوم نفسه، إذ أن أي تعثر لأحد القطبين سيمنح الاتفاق نقطة إضافية في جدول الترتيب. وبعد المواجهة، يتبقى للفريق مواجهات حاسمة أمام فرق مراكز الهبوط، ما سيحدد إن كان مواصلة المنافسة على المراكز الآسيوية واردًا أم يجب إعادة ترتيب أولويات الموسم قبل نهايته.
ختامًا
حملت كلمات سعد الشهري قبل ديربي جدة بين الاتفاق والاتحاد مزيجًا من الثقة والتركيز على التفاصيل الفنية. وقد نجد أن المواجهة المقبلة لن تكون مجرد مباراة عادية، بل محطة حاسمة تعدُّ مؤشرًا لما إذا كان الاتفاق قادرًا على الحفاظ على نسق نتائجه الإيجابية وتأكيد تطلعه للمنافسة القارية.
