النصر يحتفل بقائده بأفضل طريقة
قبل انطلاق المواجهة، وعد المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي قائده رونالدو بأن يقدم له الفريق “هدية خاصة” بمناسبة عيد ميلاده، ولم يخلف وعده، حيث قدم العالمي أداءً رائعًا تكلل بانتصار كبير عزز به موقعه في جدول ترتيب دوري الغرب. رغم أن المباراة لم تكن حاسمة من ناحية التأهل لدور الـ16، بعدما ضمن الفريقان مقعديهما مسبقًا، إلا أن الصراع على المراكز كان محط اهتمام كبير، وهو ما جعل النصر يدخل اللقاء بكل قوة لتحقيق الفوز.
ورفع العالمي رصيده إلى 16 نقطة في المركز الثالث، بفارق ثلاث نقاط خلف الأهلي السعودي المتصدر، فيما تجمد رصيد الوصل عند 11 نقطة في المركز الخامس. لكن بعيدًا عن الحسابات، كان الاهتمام الأكبر موجهًا نحو أداء رونالدو وما قدمه في هذه المواجهة الخاصة.
رونالدو يتحدى العارضة.. ويجد المساعدة من المنافس
منذ الدقائق الأولى، أظهر كريستيانو رونالدو رغبته الكبيرة في ترك بصمته بالمباراة. في الدقيقة الثالثة، أرسل الدون كرة عرضية متقنة لزميله جون دوران، لكن الأخير لم ينجح في تحويلها إلى الشباك، لتمر بسلام على مرمى الوصل. ثم جاءت اللحظة التي حبست أنفاس الجماهير في الدقيقة العاشرة، عندما أطلق رونالدو تسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، إلا أن العارضة تصدت لها، ليحرم من هدف كان سيجعل الاحتفال بعيد ميلاده أكثر تميزًا.
لكن الدون لم ينتظر طويلًا ليفتح سجله التهديفي في المباراة، حيث نجح في تسجيل هدف النصر الثاني في الدقيقة 44 عبر ركلة جزاء، حصل عليها الفريق بعد لمسة يد على سالم العزيز مدافع الوصل. الهدف منح النصر أريحية أكبر قبل الدخول إلى الشوط الثاني، لكنه لم يكن نهاية القصة بالنسبة لرونالدو.
في الدقيقة 78، جاء الهدف الأجمل في اللقاء، عندما ارتقى الدون لعرضية رائعة من ساديو ماني، ليحولها برأسية متقنة إلى داخل الشباك، موقعًا على هدفه الشخصي الثاني والثالث لفريقه. وكأن القدر أراد مكافأته على المجهود الكبير الذي بذله طوال اللقاء، قبل أن يقرر بيولي إخراجه بعد دقيقتين فقط، وسط تحية كبيرة من الجماهير.
الأربعون.. هل هي بداية جديدة أم نهاية؟
لسنوات طويلة، اعتدنا رؤية رونالدو في مركز رأس الحربة، حيث يكون المهاجم الصريح للفريق، لكن مواجهة الوصل شهدت تحولًا مثيرًا في أسلوب لعبه. فقد ظهر النجم البرتغالي بحرية أكبر داخل الملعب، حيث لم يلتزم بمركز معين، بل تنقل بين الأطراف وعمق الملعب، في إشارة واضحة إلى رغبته في إعادة تعريف دوره داخل الفريق.
مع قدوم جون دوران، بدا وكأن النصر يسعى لتخفيف الضغط عن رونالدو في تسجيل الأهداف، لكن الأخير أثبت أن شغفه باللعبة لا يزال كما هو، بل وربما أصبح أكثر تنوعًا. خلال المباراة، شاهدناه يساهم في صناعة اللعب، ويدعم خط الوسط، ويتحرك بذكاء داخل منطقة الجزاء، مما جعله يواصل تهديد مرمى المنافسين حتى اللحظات الأخيرة من مشاركته.
أرقام مميزة تثبت أن الدون لا يزال في القمة
لم يكن الأداء الذي قدمه كريستيانو أمام الوصل مجرد عرض استعراضي، بل كان مدعومًا بأرقام تعكس مدى تأثيره في اللقاء. حصل النجم البرتغالي على تقييم 8.4 من موقع “سوفا سكور”، ليكون الأفضل بين جميع اللاعبين في المباراة. كما سجل هدفين من أصل ثلاث تسديدات، اثنتان منها بين القائمين والعارضة، مما يعكس دقته الكبيرة أمام المرمى.
لم يتوقف تألقه عند الأهداف، بل صنع أيضًا فرصة محققة لزملائه، وكان حاضرًا بقوة في الالتحامات الثنائية، حيث فاز بجميع المواجهات الأرضية والجوية التي خاضها. أما من ناحية الاحتفاظ بالكرة، فقد فقدها 8 مرات فقط طوال فترة مشاركته، في إشارة إلى استمراره في تقديم مستوى استثنائي رغم تقدمه في العمر.
رونالدو لا يزال الحاضر والمستقبل
مع وصوله إلى 923 هدفًا في مسيرته الاحترافية، يبدو أن كريستيانو رونالدو عازم على كسر حاجز الـ1000 هدف قبل الاعتزال. ربما شكك البعض في قدرته على تحقيق هذا الرقم، خاصة مع تقدمه في السن، لكن أداءه أمام الوصل كان بمثابة رسالة واضحة: “أنا لم أنتهِ بعد”.
وبينما يستعد النجم البرتغالي لمواصلة مشواره مع النصر، تبدو كل الدلائل تشير إلى أن الاحتفال بعيد ميلاده الأربعين ليس إعلانًا عن اقتراب النهاية، بل انطلاقة جديدة لأسطورة لا تتوقف عن الإبهار.
