
أفادت مصادر إعلامية من إذاعة “العربية FM” أن نادي الشباب السعودي استقر بشكل نهائي على التعاقد مع المدرب البرتغالي روي فيتوريا ليحل محل مواطنه فيتور بيريرا على رأس الجهاز الفني للفريق، بعد موسم مليء بالتحديات. يتوقع أن يتم الإعلان الرسمي عن الصفقة في الأيام القليلة القادمة، وسط ترقب كبير من قبل جماهير النادي التي تنتظر رؤية المدرب الجديد وكيف سيتعامل مع الفريق في المرحلة المقبلة.
الرحيل المفاجئ لبيريرا: فرصة لفيتوريا لقيادة الشباب
يأتي التعاقد مع روي فيتوريا في وقت حساس، بعد أن قرر المدرب فيتور بيريرا مغادرة نادي الشباب السعودي للتوجه إلى نادي وولفرهامبتون الإنجليزي. فقد تم الاتفاق بين الناديين على فسخ عقد بيريرا، الذي كان يرتبط مع الشباب بعقد يمتد لعدة سنوات، مما دفع النادي السعودي للموافقة على الانتقال مقابل تعويضات مالية. وكانت هذه الخطوة مفاجئة بعض الشيء بالنظر إلى فترة الاستقرار النسبي التي مر بها الفريق تحت قيادة المدرب البرتغالي.
وقد وقع فيتور بيريرا عقدًا مع وولفرهامبتون الإنجليزي يمتد حتى نهاية موسم 2025-2026، ليبدأ فصلًا جديدًا في مسيرته التدريبية. ومع رحيل بيريرا، كان الخيار الأنسب للشباب هو التعاقد مع روي فيتوريا، الذي يمتلك سمعة كبيرة في مجال التدريب، ونجح في قيادة العديد من الأندية إلى تحقيق ألقاب محلية ودولية.
خبرة فيتوريا الطويلة تفتح أبواب النجاح للشباب
روي فيتوريا (54 عامًا) يعد واحدًا من أكثر المدربين البرتغاليين نجاحًا في السنوات الأخيرة، ويملك سجلًا حافلًا بالألقاب والتجارب الكبيرة في الدوري السعودي، حيث يعد مرجعية فنية للعديد من الأندية في المنطقة. قبل أن ينتقل إلى نادي الشباب السعودي، كان فيتوريا قد قدم أداءً رائعًا مع نادي النصر السعودي بين عامي 2019 و2020، حيث قاد الفريق لتحقيق الدوري السعودي للمحترفين موسم 2018-2019، إلى جانب كأس السوبر السعودي 2019، وهو ما جعل جماهير النصر تحتفظ بذكريات طيبة عن فترة قيادته للفريق.
ولم تقتصر إنجازاته على النصر فقط، حيث سبق لفيتوريا أن درب بنفيكا البرتغالي من 2015 إلى 2019، وحقق مع الفريق ستة ألقاب محلية، منها الدوري البرتغالي، كأس البرتغال، وكأس السوبر البرتغالي. كما فاز بلقب كأس البرتغال مع جيماريش في موسم 2012-2013، مما يعكس قدرة فيتوريا على بناء فرق قوية قادرة على التنافس محليًا وقاريًا.
مسيرة فيتوريا مع الأندية الأخرى: تحديات وتجارب جديدة
بعد رحيله عن النصر السعودي في ديسمبر 2020، خاض فيتوريا تحديات جديدة في الدوري الروسي مع سبارتاك موسكو، ثم انتقل في يوليو 2022 لتدريب منتخب مصر. رغم أن تجربته مع منتخب مصر لم تستمر طويلاً، إلا أنها أظهرت بعض الملامح الإيجابية، حيث قاد الفريق إلى بعض النجاحات في التصفيات الإفريقية. ورغم رحيله عن تدريب الفراعنة في فبراير 2024، تظل تجربته مع المنتخب الوطني المصري ذات أهمية في مسيرته التدريبية.
التحديات المقبلة مع الشباب السعودي: طموحات وأهداف جديدة
مع تعاقده المرتقب مع الشباب السعودي، ستكون أمام فيتوريا تحديات كبيرة في محاولة رفع مستوى الفريق الذي يعاني من بعض النواقص في الأداء الجماعي والتكتيكي. وعلى الرغم من أن الشباب يملك تاريخًا عريقًا في الدوري السعودي، إلا أن الفريق يواجه منافسة شديدة في البطولة المحلية، خاصة مع القوة الكبيرة للأندية مثل الهلال والنصر والأهلي. من هنا، ستكون مهمة فيتوريا هي استعادة التوازن داخل الفريق وتعزيز قدراته على المنافسة على جميع الجبهات.
ومن المؤكد أن فيتوريا سيولي اهتمامًا خاصًا للجانب التكتيكي وتنظيم الفريق في المباريات الكبرى، حيث يعتمد على أسلوب اللعب المتوازن الذي يجمع بين الدفاع القوي والهجوم المنظم. في سياق ذلك، من المتوقع أن يعمل المدرب البرتغالي على تطوير اللاعبين الشباب في الفريق، بالإضافة إلى تعزيز صفوفه بلاعبين جدد قادرين على إضافة القوة والروح القتالية للفريق.
رؤية جماهير الشباب: آمال وطموحات كبيرة
تتطلع جماهير الشباب السعودي إلى تحقيق إنجازات كبيرة تحت قيادة فيتوريا، وخصوصًا المنافسة على الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا. ويأمل عشاق الفريق أن يتمكن المدرب البرتغالي من قيادة النادي إلى الفوز بالألقاب واستعادة البريق الذي كان عليه الفريق في فترات سابقة.
خاتمة
إن اختيار روي فيتوريا مدربًا لنادي الشباب السعودي يُعتبر خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الفريق وإعادته إلى دائرة المنافسة القوية على الألقاب المحلية والقارية. مع خبراته الواسعة في الدوري السعودي وتاريخ طويل من النجاحات، فإن فيتوريا يمتلك كافة المقومات لتحقيق أهداف النادي، حيث يسعى الشباب السعودي للعودة إلى الساحة بقوة بقيادة مدربه الجديد.