في أجواءٍ مشحونة بالتوتر والترقب قبل مواجهة دوري الأبطال المصيرية، يسعى ريال مدريد إلى إعادة تشكيل صفوف دفاعه في مواجهة مانشستر سيتي، حيث يُنتظر أن تثمر عودة ثنائي الدفاع أنطونيو روديجر وديفيد ألابا عن دفعة قوية تعيد معادلة الفريق أمام مهاجم السيتي النجم إرلينغ هالاند. تأتي هذه المواجهة في إطار الإياب من دور الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث يسعى الفريق الملكي لاستغلال كل فرصة ممكنة للتقدم على منافسه الأوروبي اللدود.
عودة روديجر وألابا
حقق ريال مدريد فوزًا صعبًا في مباراة الذهاب خارج الديار بنتيجة 3-2، على الرغم من غياب عدد كبير من عناصر الدفاع الأساسي مثل داني كارباخال، أنطونيو روديجر، دافيد ألابا، لوكاس فاسكيز وإيدر ميليتاو. هذا الانتصار الذي جاء رغم النقص في صفوف الفريق أظهر قوة الروح القتالية والنفسية التي يتمتع بها الفريق، مما أضفى على اللقاء بعداً استثنائيًا من حيث التصميم والعزيمة على تجاوز العقبات.
وفقًا لتقارير موقع “فوتبول إسبانيا”، شارك كل من روديجر وألابا في تدريبات الفريق يوم الإثنين، مما يفتح الباب أمام عودتهما المحتملة إلى التشكيلة الأساسية قبل مواجهة مانشستر سيتي. يعتبر انضمام هذين المدافعين من أهم الدفعات التي يمكن أن يستفيد منها ريال مدريد، إذ إنهما يمثلان عنصرين أساسيين في استقرار الدفاع وتحسين الأداء الجماعي للفريق، خاصة في مواجهة هجوم مانشستر سيتي الذي يعتمد على سرعة وتحركات لاعبيه.
تأثير العودة على المواجهة

يبدو أن الأنباء تشير إلى أن روديجر هو الأكثر ترجيحًا للبدء في التشكيلة الأساسية، وفقًا لتقارير صحيفة “ماركا”، مما يضعه في قلب التحدي التكتيكي أمام مهاجم السيتي إرلينغ هالاند. فهالاند، الذي يُعد رمزًا للهجوم القوي في مانشستر سيتي، واجه صعوبات كبيرة في مواجهة الخصوم الذين يعتمدون على الدفاع الصلب والتنظيم العالي، وكانت مواجهة ريال مدريد في مباراة الذهاب شاهدة على ذلك. فقد استفاد الفريق الملكي من غياب بعض العناصر الدفاعية المهمة ليسجل أهدافه، لكنه الآن يسعى لاستعادة تلك الثقة والتماسك الدفاعي مع عودة روديجر وألابا.
أهمية العودة النفسية
ومن جانبه، يمثل ديفيد ألابا رمزًا للنضال والتحدي بعد إصابته الخطيرة في الركبة قبل 14 شهرًا وخضوعه لعمليتين جراحيتين متتاليتين، إذ لم يبدأ أي مباراة مع ريال مدريد منذ إصابته، واكتفى بلعب 70 دقيقة فقط في أربع مباريات كبديل. إن عودة ألابا إلى التشكيلة الرئيسية ليست مجرد إضافة رقمية، بل هي بمثابة دفعة معنوية كبيرة للفريق، إذ يشكل وجوده في الدفاع حافزًا للاعبي الفريق على استعادة طموحهم وإظهار مهاراتهم في تنظيم الخط الخلفي.
الخلاصة

إن عودة الثنائي تُعد خطوة حاسمة في إعادة ترتيب معادلة ريال مدريد أمام السيتي، خاصةً وأن تلك المواجهة تُعد محورية في تحديد مسار الملحق المؤهل، وقد تكون نقطة تحول في مسار البطولة الأوروبية لهذا الموسم. فمع عودة روديجر الذي يتميز بقوة التحمل والقدرة على قراءة اللعب، يصبح أمام مانشستر سيتي تحدٍ جديد، لا سيما بالنسبة لهالاند الذي يُعد أبرز أسلحة الفريق الهجومية. إذ إن الهجوم الذي يعتمد على سرعته وقوته قد يجد نفسه مضطراً لمواجهة دفاع منظم يضم عناصر ذات خبرة وقدرة على إيقاف الهجمات المرتدة وتحديد مواقع التمرير.