في قمة أوروبية من العيار الثقيل، التقى ريال مدريد مع مانشستر سيتي في ذهاب الملحق المؤهل لدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا 2024-2025، في مواجهة جمعت بين أقوى الأندية في العالم، وأكثرها امتلاكًا للنجوم. انتهت المباراة بفوز مثير للنادي الملكي بنتيجة 3-2، في مباراة شهدت لحظات درامية وأداءً استثنائيًا من كلا الفريقين.
هالاند يضع حدًا للعنة ريال مدريد بعد 378 دقيقة من الصيام التهديفي
قبل هذه المباراة، كان إرلينج هالاند قد واجه ريال مدريد في أربع مناسبات سابقة دون أن يتمكن من التسجيل في شباكه. على مدار 378 دقيقة من اللعب، لم يجد النرويجي طريقه إلى المرمى أمام العملاق الإسباني، وهو أمر أثار الكثير من التساؤلات حول قدرته على التألق أمام الفرق الكبرى.
لكن في هذه الليلة، كسر هالاند النحس أخيرًا، وسجل هدفين لصالح مانشستر سيتي في الدقيقتين 19 و80. الهدف الأول جاء من تسديدة رائعة داخل منطقة الجزاء، استغل فيها سرعته وقوته البدنية، بينما جاء الهدف الثاني من ركلة جزاء حصل عليها الفريق الإنجليزي بعد تدخل على فيل فودين.
ما يميز هالاند في هذه المباراة لم يكن فقط تسجيله للأهداف، بل أيضًا القتالية الكبيرة التي أظهرها طوال اللقاء. لم يكن مجرد مهاجم ينتظر الكرات داخل منطقة الجزاء، بل شارك في بناء اللعب، وتحرك بذكاء لإزعاج دفاع ريال مدريد. حتى في الجانب الدفاعي، ظهر دوره في الدقيقة 41 عندما أخرج كرة خطيرة من منطقة الجزاء لصالح مانشستر سيتي.
فينيسيوس جونيور.. إبداع بلا تسجيل يقود ريال مدريد للفوز

على الجانب الآخر، لم يكن فينيسيوس جونيور أقل تأثيرًا في المباراة، رغم أنه لم يسجل أي هدف. كان النجم البرازيلي بمثابة المحرك الأساسي لهجمات ريال مدريد، مستغلًا سرعته ومهاراته الفردية لزعزعة دفاع مانشستر سيتي.
منذ بداية المباراة، بدا واضحًا أن فينيسيوس يشكل التهديد الأكبر لدفاع السيتيزنز. ففي الدقيقة 12، قدم تمريرة ذهبية إلى فيرلاند ميندي، لكن الأخير لم يتمكن من إنهائها بالشكل المطلوب. ثم في الدقيقة 25، كاد فينيسيوس أن يسجل بنفسه، بعدما أطلق تسديدة قوية ارتطمت بالعارضة، وسط حسرة كبيرة من جماهير الميرينجي.
ومع ذلك، لم يتوقف فينيسيوس عن المحاولة. في الدقيقة 86، سدد كرة ضعيفة نسبيًا، لكن حارس مانشستر سيتي إيدرسون أخطأ في التعامل معها، لترتد إلى إبراهيم دياز الذي سجل هدف التعادل لريال مدريد (2-2). ثم في الدقيقة 92، انفرد فينيسيوس بالحارس البرازيلي مجددًا، وحاول تسجيل هدف بطريقة فنية عبر تسديد الكرة من فوقه، لكن تسديدته لم تكن متقنة، ليستغل جود بيلينجهام الموقف ويسجل هدف الفوز القاتل لريال مدريد.
ماذا تعني هذه النتيجة قبل مباراة الإياب؟
بهذا الفوز، يضع ريال مدريد قدمًا في دور الـ16، لكنه لا يزال بحاجة إلى حسم الأمور في مباراة الإياب، التي ستقام على ملعب سانتياجو برنابيو في 19 فبراير الجاري. سيحتاج مانشستر سيتي إلى الفوز بفارق هدفين إذا أراد التأهل مباشرة، أو تسجيل هدف على الأقل لفرض شوطين إضافيين.
المتأهل من هذه المواجهة سيواجه في دور الـ16 الفائز من لقاء أتلتيكو مدريد وباير ليفركوزن، وفقًا لنتائج القرعة التي ستجري في وقت لاحق من شهر فبراير.
ثنائية هالاند وفينيسيوس.. حلم بيريز المنتظر؟

مع الأداء المبهر الذي قدمه كل من هالاند وفينيسيوس، تجددت التساؤلات حول مستقبل الصفقات في ريال مدريد. رئيس النادي، فلورنتينو بيريز، لطالما كان يحلم بضم هالاند إلى صفوف الميرينجي، ليكون جزءًا من مشروع فريق الأحلام الجديد، الذي يتضمن أيضًا كيليان مبابي.
لكن بالنظر إلى مباراة اليوم، قد يكون لدى بيريز خيار آخر، وهو الإبقاء على فينيسيوس وجلب هالاند بدلًا من مبابي. فالكم الهائل من الفرص التي يصنعها فينيسيوس بفضل سرعته ومهاراته، قد يكون مثاليًا لمهاجم مثل هالاند، القادر على استغلال أي فرصة أمام المرمى.
في النهاية، قد لا يكون القرار النهائي قريبًا، لكن إذا اجتمع هالاند وفينيسيوس في فريق واحد، فمن المؤكد أنهما سيشكلان ثنائية مرعبة لأي دفاع في أوروبا.