
الاتحاد المغربي لكرة القدم: استراتيجية لضم اللاعبين ذوي الجنسية المزدوجة
منذ فترة طويلة، بدأ الاتحاد المغربي في بذل جهود كبيرة لإقناع اللاعبين أصحاب الجنسية المزدوجة الذين نشأوا في أوروبا بتمثيل منتخب المغرب، ويأتي ذلك من خلال توجيه كشافة الاتحاد في مختلف البلدان الأوروبية للتعرف على أبرز النجوم الصاعدين من أصول مغربية. وقد أتى هذا الجهد ثماره في السنوات الأخيرة، حيث شهدنا انضمام بعض اللاعبين البارزين مثل أشرف حكيمي ويحيى جبران وغيرهم، ممن قدموا إضافة كبيرة لمنتخب أسود الأطلس في مختلف المحافل الدولية.
شاكيل فان بيرسي: بين ضغوطات الأب والاتحاد الهولندي
لكن في حالة شاكيل فان بيرسي، وُلِدت أزمة جديدة بالنسبة للاتحاد المغربي. اللاعب الذي يملك الجنسية الهولندية والمغربية على حد سواء، كان مرشحًا لتمثيل منتخب المغرب في الفئات العمرية الشابة، نظرًا لأنه من أصول مغربية من جهة والدته. لكن ما يبدو أن هذه المرة ستكون مختلفة. روبن فان بيرسي، اللاعب الدولي الهولندي السابق، لعب دورًا كبيرًا في منع ابنه من الانضمام إلى منتخب المغرب.
الاتحاد المغربي: الكشافة في أوروبا تبحث عن نجوم مغاربة
تتوجه أنظار الاتحاد المغربي إلى اللاعبين المغتربين في أوروبا بشكل خاص، إذ يسعى لتكوين فريق قوي من اللاعبين الذين نشأوا في الخارج. لذلك، استمر الكشافون في أوروبا بمتابعة اللاعبين الذين يظهرون في الدوريات الكبرى من أجل ضمهم إلى صفوف منتخب المغرب. لكن في حالة شاكيل فان بيرسي، ووفقًا لبعض التقارير، فإن كشاف الاتحاد المغربي في هولندا أغلق ملف اللاعب بعد أن تبين أن الشاب لم يظهر رغبة واضحة في تمثيل منتخب المغرب، خاصة في ظل التأثير الواضح الذي مارسه والده والاتحاد الهولندي عليه.
نادي فينورد: تمديد عقد شاكيل فان بيرسي
بالإضافة إلى الضغوط التي تعرض لها شاكيل، فقد لعب نادي فينورد الهولندي دورًا في تغيير ملامح مسيرته. فقد وقع فينورد عقدًا طويل الأمد مع اللاعب الشاب، مددت فيه عقده حتى يونيو 2028، ليحجز لنفسه مكانًا أساسيًا في الفريق. وفي ضوء هذا العقد الطويل، أصبح من غير المرجح أن يقرر شاكيل تمثيل منتخب المغرب في الفترة القريبة القادمة. ويعتبر فينورد أحد الأندية الكبرى في هولندا، مما يزيد من فرص اللاعب في تعزيز مكانته في الدوري الهولندي، وبالتالي في المنتخب الهولندي.
التحديات التي يواجهها الاتحاد المغربي في جذب اللاعبين المغتربين
بالرغم من النجاحات التي حققها الاتحاد المغربي لكرة القدم في الفترة الأخيرة في ضم لاعبين ذوي أصول مغربية من مختلف أنحاء العالم، مثل أشرف حكيمي ورومان سايس، فإن هذه الجهود لا تخلو من التحديات، خصوصًا مع اللاعبين الذين ولدوا في أوروبا وتربوا في بيئات رياضية قوية. فالضغط الاجتماعي والعائلي، بالإضافة إلى الضغوطات السياسية أحيانًا من قبل الاتحادات الرياضية الوطنية الأخرى، تجعل من عملية الانضمام إلى المنتخب المغربي أمرًا معقدًا. كما أن الروابط العاطفية التي تربط بعض اللاعبين ببلدانهم الأصلية، تؤثر أيضًا على قراراتهم بشأن الانضمام إلى منتخب المغرب.
مستقبل شاكيل فان بيرسي: خياراته لا تزال مفتوحة
رغم هذه التحديات التي واجهها الاتحاد المغربي في محاولاته لضم شاكيل، إلا أن مستقبل اللاعب ما زال غامضًا. قد يتغير رأي اللاعب في المستقبل، خاصة إذا استمر في مسيرته في الدوري الهولندي، أو إذا قرر اللعب مع منتخب المغرب في وقت لاحق. ومع ذلك، تشير معظم التقارير إلى أن شاكيل قد يختار في النهاية المنتخب الهولندي إذا استمر في الظهور في الدوريات الأوروبية الكبرى، على الرغم من جذوره المغربية.