أحدثت كشوفات الشرطة الإسبانية صدمةً مدويةً في أوساط كرة القدم بعدما أعلنت عن أدلة دامغة تورط مدافع نادي إشبيلية كيكي سالاس في شبكة مراهنات غير قانونية، استهدفت استغلال حصوله المتعمّد على إنذارات “الكارت الأصفر” لضمان مكاسب مالية. تفاصيل التحقيق تكشف طريقة مريبة في التواصل والمراهنة عبر حسابات وهمية، وتستدعي عقوبة قد تصل إلى ثلاث سنوات سجناً، فضلاً عن توقف مفاوضات انتقال محتملة إلى لاتسيو الإيطالي أثارت ضجةً في السوق الصيفي.
تفاصيل الرسائل المخترقة تدين سالاس
وفقاً لصحيفة “سبورت” الإسبانية، اعتمد المحققون على رسائل نصّية محفوظة في هاتف سالاس، تشير بوضوح إلى “مواعيد إنذاراته” في مواجهات الدوري، وتمرير هذه المعلومات إلى شبكة من المقربين الذين راهنوا على حصوله على الكارت الأصفر. وتتضمن أدلة الاتهام:
• خمس مباريات على الأقل في موسم 2023–2024، تلقى فيها سالاس إنذارات مشبوهة بعد إشارات مسبقة.
• مراهنات بقيمة 100 يورو قُدِّمت عبر حساب وهمي لأحد أصدقائه على حصوله على بطاقة صفراء أمام برشلونة، وهو ما تحقق في الدقيقة 36 من المباراة.
• مناقشات عبر الرسائل عن “نسب توزيع الأرباح” و”الحدود المالية” لكل رهان، ما يشير إلى تنظيم ممنهج ونيّة احتيالية واضحة.
اعتقال وتعليق مفاوضات لاتسيو
استند المحققون في مركز النزاهة للمراهنات والرياضة على هذه الوثائق ليحيلوا الملف إلى محكمة مورون دي لا فرونتيرا، مما أدى إلى اعتقال سالاس في 14 يناير الماضي، إلى جانب شخصين آخرين ارتبطوا بإدارج الرهانات وتوجيه الأموال. وعلمت “أخبار الكرة العالمية” أن هذا الإجراء القضائي أوقف نهائياً مفاوضات انتقال سالاس إلى لاتسيو الإيطالي، التي كانت تقترب من الإعلان الرسمي، بعد توصُّل الناديين لاتفاقٍ على قيمته.
سلسلة المباريات المشبوهة وترسانتها الفنية
إلى جانب هدف الاتهام الأساسي ضد برشلونة، حددت التحقيقات أربع مباريات أخرى في “الليغا” شهدت إنذارات متعمدة:
1. إشبيلية–فالنسيا (أكتوبر 2023): بطاقة صفراء في الدقيقة 42 بعد تباطؤ دفاعي غير مبرر.
2. إشبيلية–أتلتيك بلباو (ديسمبر 2023): تدخل خفيف أسفر عن إنذارٍ استفزازي.
3. إشبيلية–غرناطة (فبراير 2024): شجار هلامي مع خصم لم يقدم أي مقاومة.
4. إشبيلية–أوساسونا (مارس 2024): إنذار للادعاء بالإسقاط رغم عدم وجود تماس قوي.
المؤشرات القصوى لهذه السلسلة دفعت القاضي إلى إجراء تحليلٍ تفصيليٍ لمكالمات سالاس ورسائله النصية، رغبةً في ربط كل نقطة كارثية بمخطط مراهنات كبير.
العقوبات المنتظرة وملامح الحكم
في حال إدانة سالاس رسمياً، يواجه وفق القانون الإسباني للمراهنات الرياضية عقوبةً بالسجن تصل إلى ثلاث سنوات، وغرامة مالية تعادل حجم الأرباح غير المشروعة. ومع ذلك، قد يُخفَّف الحكم إذا توصّل اللاعب وشبكته إلى “تسوية طوعية” مع شركات المراهنات المتضررة، وفق مواد قانونية تسمح بذلك.
ورابطة الدوري الإسباني تراقب عن كثب، إذ يُنتظر إعلان إجراءات تأديبية إضافية بحق لاعب منافس، قد تشمل إيقافاً لفترة طويلة أو إلغاء عقود رعاية شخصية، ما يفاقم من أزمة سمعة إشبيلية الذي يحاول الحفاظ على نزاهة مُسابقاته.
ارتدادات مُحتملة على إشبيلية والليغا
تأتي هذه الفضيحة في وقتٍ تسعى فيه أندية الليغا إلى تعزيز مصداقيتها عالمياً واستقطاب عقود رعايةٍ كبرى. ويبذل إشبيلية جهوداً لاستعادة التوازن الفني بعد خسارة نجمه الأول دفاعياً، فيما يدرس المسؤولون في “رامون سانشيز بيثخوان” إمكانية فتح تحقيق داخلي لتعقب أي تواطؤ محتمل بين لاعبين آخرين وربما جهاز فني اعترض على إجراءات الرقابة.
وفي السياق ذاته، قد تُعيد رابطة الدوري النظر في تشديد قيود مراقبة الإنذارات، وتعزيز منظومة “التحقيق الفوري” عند الشكوك حول بطاقات صفراء متكررة في أوقاتٍ حاسمة من المباريات.
خاتمة تحذيرية: خط أحمر بلا تهاون
فضيحة كيكي سالاس تعيد إلى الواجهة ضرورة التأكيد على “نزاهة اللاعبين” وحتمية الفصل بين الأداء الميداني ومصالح المراهنات. إذ لا يمكن لعالم كرة القدم أن يتسامح مع من يراهن على مخالفة القوانين داخل الملعب لأهدافٍ شخصيةٍ ضيقة. ومع استمرار التحقيقات ومحاكمة سالاس المنتظرة، ينتظر المراقبون صدور الحكم العادل، والذي سيرسم ملامح مستقبل “الليغا” وقدرة أنديتها على تنقية صفوفها من أي شوائب تهدد جاذبيتها و مصداقيتها على الساحة العالمية.
