مع اقتراب الأدوار الحاسمة لدوري أبطال أوروبا، بدأت الأحلام تراود الأندية الكبرى لتحقيق إنجاز استثنائي بحصد الثلاثية التاريخية، والتي تشمل الدوري المحلي، كأس الدولة، ودوري الأبطال. وبينما تبدو الأمور أكثر وضوحًا لفريق باريس سان جيرمان، فإن ريال مدريد وبرشلونة يواجهان تحديات معقدة في طريقهم نحو المجد الأوروبي.
قرعة دور الثمانية: مواجهات نارية في الطريق
أفرزت قرعة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا مواجهات من العيار الثقيل، حيث سيصطدم بايرن ميونخ مع إنتر ميلان، بينما ستكون هناك موقعة كبرى بين آرسنال وريال مدريد. من جهة أخرى، يلتقي برشلونة مع بوروسيا دورتموند، فيما سيواجه باريس سان جيرمان فريق أستون فيلا الطموح.
الجدير بالذكر أن ستة فرق من هذا الدور تكررت مشاركتها في نفس المرحلة من النسخة الماضية، بينما يسجل كل من أستون فيلا وإنتر ميلان حضورهما كوجهين جديدين في هذه المرحلة.
من يمتلك الفرصة لتحقيق الثلاثية؟
بحسب صحيفة موندو ديبورتيفو، هناك أربعة فرق فقط تملك فرصة حقيقية لتحقيق الثلاثية هذا الموسم، وهي برشلونة، ريال مدريد، باريس سان جيرمان، وإنتر ميلان. يمتلك كل فريق من هذه الفرق طموحات كبيرة لحصد الألقاب الثلاثة، لكن طبيعة المنافسة تجعل الطريق أكثر تعقيدًا للبعض مقارنةً بالآخرين.
يعد برشلونة من بين الأندية التي سبق لها تحقيق الثلاثية، حيث تمكن من الظفر بهذا الإنجاز مرتين، الأولى في 2009 تحت قيادة بيب جوارديولا، والثانية في 2015 مع لويس إنريكي. أما ريال مدريد، فرغم سيطرته الأوروبية في السنوات الأخيرة، إلا أنه لم يحقق الثلاثية مطلقًا، وهو ما يسعى المدرب كارلو أنشيلوتي لتغييره هذا الموسم.
باريس سان جيرمان في موقع مثالي

على الورق، يبدو أن باريس سان جيرمان هو الأكثر حظًا بين الفرق الأربعة، حيث يتمتع بموقف مريح في الدوري الفرنسي، متصدرًا بفارق 16 نقطة عن أقرب ملاحقيه مارسيليا. هذا الفارق يمنح الفريق راحة أكبر للتركيز على دوري أبطال أوروبا دون القلق بشأن سباق الدوري.
أما على صعيد كأس فرنسا، فيبدو الطريق مفتوحًا للفريق الباريسي، حيث سيواجه دونكيرك من الدرجة الثانية، وفي حال التأهل، سيقابل الفائز من مواجهة رين وكان. كل هذه العوامل تجعل باريس سان جيرمان في وضعية مثالية لمواصلة السعي نحو الثلاثية دون ضغوط محلية كبيرة.
مهمة معقدة لريال مدريد وبرشلونة
على الجانب الآخر، فإن ريال مدريد وبرشلونة يخوضان صراعًا محليًا محتدمًا، حيث يتقاسم الفريقان صدارة الدوري الإسباني برصيد 57 نقطة لكل منهما، بينما يلاحقهما أتلتيكو مدريد بفارق ضئيل. هذا التنافس يجعل أي تعثر محلي مكلفًا للغاية، مما يفرض ضغوطًا مضاعفة على كلا الفريقين في سعيهما لتحقيق الثلاثية.
ولا تقتصر الصعوبات على سباق الليغا، فالفريقان لا يزالان في منافسات كأس ملك إسبانيا، حيث يواجه ريال مدريد خصمًا قويًا في نصف النهائي أمام ريال سوسييداد، بينما يصطدم برشلونة بغريمه أتلتيكو مدريد. وإذا نجح كلا الفريقين في تجاوز هذه المرحلة، فمن المحتمل أن نشهد كلاسيكو ناريًا في نهائي الكأس يوم 26 أبريل، أي قبل ثلاثة أيام فقط من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، مما يزيد من تعقيد جدول المباريات وصعوبة المهمة.
إنتر ميلان: سباق مشتعل في الكالتشيو
بالنسبة لإنتر ميلان، فإن الوضع لا يقل تعقيدًا عن نظيريه الإسبانيين. يتصدر الفريق الإيطالي جدول ترتيب الدوري بفارق نقطة واحدة فقط عن نابولي، مما يجعله تحت ضغط مستمر للحفاظ على صدارته.
كما أن الفريق مقبل على مواجهة نارية أمام ميلان في نصف نهائي كأس إيطاليا، وهي مواجهة ستُلعب بالتزامن مع لقاءه المرتقب أمام بايرن ميونخ في دوري الأبطال. وإذا تمكن إنتر من تجاوز عقبة الفريق البافاري، فقد يلتقي في نصف النهائي مع برشلونة في مواجهة ستكون بمثابة اختبار حقيقي لطموحاته الأوروبية.
من الأقرب لحصد الثلاثية؟

إذا نظرنا إلى الوضع الحالي للفرق الأربعة، فإن باريس سان جيرمان يبدو الأقرب نظريًا لإنجاز الثلاثية، نظرًا لعدم وجود تهديد حقيقي له على المستوى المحلي، مما يمنحه فرصة أكبر للتركيز على دوري الأبطال.
في المقابل، فإن ريال مدريد وبرشلونة يواجهان طريقًا مليئًا بالعقبات، سواء من خلال المنافسة المحتدمة في الليغا، أو الاضطرار لخوض مواجهات قوية في كأس الملك، مما يجعل مهمتهما أكثر تعقيدًا.
أما إنتر ميلان، فعليه اجتياز اختبارات صعبة على جميع الجبهات، خاصةً وأن منافسيه في الدوري والكأس ودوري الأبطال جميعهم من الفرق القوية.
الخاتمة
لكن في كرة القدم، لا شيء محسوم حتى صافرة النهاية، ويبقى السؤال: هل سيتمكن أحد هذه الفرق من كتابة التاريخ وحصد الثلاثية هذا الموسم، أم أن المفاجآت ستغير مسار البطولات؟