
لا تزال تداعيات رحيل النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا عن الهلال تلقي بظلالها على المشهد الكروي في السعودية، رغم مغادرة اللاعب صفوف الفريق في فترة الانتقالات الشتوية الماضية. وعلى الرغم من أن النجم البرازيلي قد بدأ فصلاً جديدًا في مسيرته مع فريقه السابق سانتوس، إلا أن الانتقادات ما زالت تلاحقه، سواء من الإعلام أو من مسؤولي الهلال.
نيمار بين تجربة الهلال والعودة إلى سانتوس
وصل نيمار إلى الهلال في صيف عام 2023، في صفقة ضخمة بلغت قيمتها حوالي 90 مليون يورو قادمًا من باريس سان جيرمان، حيث كان من المتوقع أن يكون نجم الفريق الأول والدعامة الأساسية في مشروع النادي السعودي الطموح. إلا أن الأمور لم تسر كما كان متوقعًا، إذ تعرض اللاعب لإصابة قوية في الرباط الصليبي خلال إحدى مبارياته الأولى مع الفريق، مما أبعده عن الملاعب لفترة طويلة.
بعد غياب امتد لأكثر من عام، عاد نيمار للمشاركة مع الهلال لكنه تعرض لإصابة جديدة في العضلة الخلفية، مما دفع إدارة النادي إلى اتخاذ قرار فسخ العقد بالتراضي، ليغادر اللاعب الفريق السعودي في يناير 2025 دون أن يترك بصمة مؤثرة داخل الملعب.
وبعد مغادرته، عاد نيمار إلى ناديه الأم سانتوس في صفقة انتقال حر، حيث يسعى لاستعادة مستواه والظهور بشكل قوي في الفترة القادمة، لكن يبدو أن إدارة الهلال لم تتجاوز بعد تجربتها غير الناجحة معه.
ماذا قدم نيمار مع الهلال؟
على الرغم من التوقعات الكبيرة التي رافقت قدومه، إلا أن أرقام نيمار مع الهلال لم تكن مرضية على الإطلاق. فقد شارك اللاعب في سبع مباريات فقط مع الفريق، سجل خلالها هدفًا وحيدًا وصنع ثلاثة أهداف، وهي أرقام لا تعكس قيمة اللاعب الكبيرة ولا تبرر الصفقة الضخمة التي أبرمها النادي للتعاقد معه.
إصابته الخطيرة جعلت الهلال يقرر استبعاده من القائمة المحلية للفريق في يناير 2024، لكن النادي احتفظ باسمه في قائمة البطولة القارية (النخبة الآسيوية) على أمل أن يعود بقوة بعد شفائه. ولكن بمجرد عودته، تعرض لإصابة جديدة حالت دون استمراره، مما جعل إدارة الهلال تفقد الأمل في إمكانية استعادة مستواه السابق.

رئيس الهلال يهاجم نيمار بعد رحيله
في تصريحات لصحيفة “Suddeutsche Zeitung”، تحدث ستيف كالزادا، الرئيس التنفيذي للهلال، عن قرار فسخ عقد نيمار، مؤكدًا أن هذا القرار كان في مصلحة الجميع، سواء النادي أو اللاعب نفسه.
وقال كالزادا:
“أنا آسف لأننا لم نتمكن من الاستفادة من نيمار كما كنا نأمل. بمجرد انضمامه للفريق، تعرض لإصابة خطيرة، ثم عندما عاد، لم يكن قادرًا على اللعب بالمستوى الذي يناسب تطلعاتنا. الهلال يحتاج إلى لاعبين جاهزين بدنيًا وقادرين على تقديم أقصى ما لديهم، ورغم أن نيمار ساهم في نجاحنا تسويقيًا، إلا أن الأداء الرياضي يأتي في المقام الأول.”
وتابع:
“لم نرَ نيمار في أفضل مستوياته أبدًا، واتفقنا على أن الأفضل للجميع هو إنهاء العقد. نحن ننافس على بطولات كبيرة مثل دوري روشن السعودي، دوري أبطال آسيا، وكأس العالم للأندية، ونحتاج للاعبين قادرين على تحقيق أهدافنا. أما نيمار، وبوضعه الحالي، فلم يكن مؤهلاً لذلك.”

تصريحات جيسوس تثير غضب نيمار
هذه التصريحات جاءت بعد فترة قصيرة من انتقادات مماثلة وجهها جورج جيسوس، المدير الفني للهلال، والذي تحدث بشكل صريح عن حالة نيمار البدنية قبل رحيله.
وقال جيسوس في وقت سابق عند سؤاله عن إمكانية إعادة نيمار لقائمة الفريق المحلية:
“الوضع معقد، فبعد الإصابة الطويلة، لم يكن قادرًا على العودة بنفس المستوى البدني. موهبة نيمار ليست محل شك، لكنه لم يكن جاهزًا للمنافسة مع بقية اللاعبين.”
هذه الكلمات أثارت غضب نيمار، الذي لم يتأخر في الرد، حيث قال في تصريحات لقناة “CazéTV”:
“كنت مستعدًا للعب، لم أكن جاهزًا لخوض 90 دقيقة كاملة، لكنني كنت بحاجة إلى بعض الدقائق لاستعادة مستواي. كنت أقدم أداءً جيدًا في التدريبات، وكنت دومًا أظهر جاهزيتي خلال تقسيمات الفريق. لكن للأسف، لم أحصل على الفرصة لإثبات ذلك.”
وأضاف:
“أشعر بخيبة أمل من تصريحات المدرب جيسوس، لقد عملت بجد للعودة، لكن لم يتم منحي الفرصة الحقيقية للمشاركة.”
هل خسر الهلال كثيرًا برحيل نيمار؟
بالنظر إلى الوضع الحالي، يبدو أن الهلال لم يتأثر كثيرًا برحيل نيمار من الناحية الرياضية، بل ربما يكون النادي قد استفاد ماليًا من التخلص من عقده الضخم، خاصةً أن اللاعب لم يكن متاحًا للمشاركة في معظم المباريات.
الهلال يمتلك في الوقت الحالي مجموعة من النجوم القادرين على تعويض غياب نيمار، وعلى رأسهم مالكوم، سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، وألكسندر ميتروفيتش، الذين يقدمون أداءً رائعًا مع الفريق، ويساهمون في تحقيق الأهداف المطلوبة.
أما بالنسبة لنيمار، فإن التحدي الحقيقي بالنسبة له الآن هو إثبات قدرته على العودة إلى مستواه السابق، خصوصًا أن مسيرته الكروية شهدت العديد من التوقفات بسبب الإصابات المتكررة.
هل سيتمكن النجم البرازيلي من الرد على الانتقادات من خلال التألق مع سانتوس؟ أم أن مشواره مع الأندية الكبرى قد شارف على النهاية؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الكثير!