في عالم كرة القدم حيث تتحرك الأجندات الاستراتيجية بطرق غير متوقعة، يبرز والد نيمار كأحد الشخصيات التي لا تعرف الحدود في تحقيق طموحاتها، بعيدًا عن مستقبل نجله نفسه. رغم رحيل نجله عن السعودية بعد فترة قصيرة، إلا أن والد نيمار لم يتوقف عند ذلك الحد؛ بل يعمل الآن على خطة استثمارية جريئة تعتمد على استغلال الأموال السعودية لتحقيق حلمه الكبير في البرازيل، مشروع لا يرتبط بمستقبل لاعب سانتوس فحسب، بل يسعى إلى إعادة صياغة معالم النادي الذي طالما كان رمزًا لصناعة كرة القدم في البرازيل.
رؤية والد نيمار لإعادة إحياء سانتوس
منذ سنوات، ارتبط اسم والد نيمار بتحركات الانتقالات الكبيرة والتجارب الاستثمارية التي تتخطى حدود كرة القدم التقليدية. وفي هذا السياق، يأتي مشروعه الجديد في إطار سعيه الدائم لتحقيق إنجازات ليس لها مثيل؛ فهو لا يرى في مستقبل نجله فقط بل يتطلع إلى بناء إمبراطورية رياضية تتجسد في تطوير نادي سانتوس وتحويله إلى عملاق محلي وقاري. وفقًا لتقارير عدة من صحيفة سبورت الإسبانية، فإن والد نيمار يعمل على تأمين الأموال اللازمة من مستثمرين سعوديين لتفعيل هذا المشروع الضخم، والذي يُعد بمثابة رؤية جديدة لإحياء تجربة بوتافوجو الناجحة في تاريخ الكرة البرازيلية.
تطوير البنية التحتية والإدارة
إن المشروع الاستثماري الذي ينفذه والد نيمار لا يُركز فقط على تحويل النادي إلى كيان رياضي منافس، بل يمتد إلى تطوير البنية التحتية للنادي وتحسين كافة الجوانب الإدارية والفنية. ففي ظل المنافسة الشرسة بين الأندية البرازيلية الكبرى، يُعد نادي سانتوس من الأندية التي تمتلك إرثًا تاريخيًا عظيمًا، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا في الأداء والنتائج. لذا جاء حلم والد نيمار مبنيًا على فكرة إعادة إحياء النادي من جديد، عبر استقطاب الاستثمارات السعودية التي يُنظر إليها اليوم على أنها من أهم محركات التمويل في عالم الرياضة.
استقلالية المشروع عن مستقبل نيمار
ولعل ما يميز هذا المشروع هو أن والد نيمار لا يربط مستقبله بمستقبل نجله فحسب، بل يرى أن الطريق لتحقيق النجاح يتطلب تركيزًا متكاملًا يشمل جميع جوانب العمل الكروي. ففي حين يحلم نجله بالعودة إلى الأندية الأوروبية الكبرى مثل برشلونة أو حتى المنافسة في بطولات أمريكية أو غيرها من الأدوار العالمية، فإن والد نيمار يبصر المستقبل في إعادة بناء سانتوس وتحويله إلى نادٍ يتنافس على مستوى البطولات المحلية والقارية. وهذا المشروع الذي يعكس رؤية استثمارية جديدة لن يتأثر بتقلبات انتقالات نجله، بل هو بمثابة حلم مستقل يسعى لتحقيقه والد نيمار بدعم من الشركاء السعوديين.
التداخل العالمي في صناعة كرة القدم

إن فكرة استخدام أموال سعودية لتحقيق حلم في البرازيل قد تبدو على السطح غير مترابطة، لكنها في الواقع تُظهر التداخل العالمي الذي أصبحت عليه صناعة كرة القدم اليوم. فعلى الرغم من أن نيمار جونيور نفسه قد انتقل بين أندية كبرى مثل برشلونة وباريس سان جيرمان والهلال السعودي، فإن والد نيمار يبقي دائمًا عينيه على الأفق البرازيلي. في هذه الرؤية، لا يقتصر الأمر على نقل اللاعب أو إعادة توقيعه، بل يتعداه إلى شراء نادي عريق مثل سانتوس وإعادة تنظيمه واستقطاب الكفاءات لتحويله إلى مؤسسة رياضية نموذجية.
دور المستثمرين السعوديين
يُذكر أن والد نيمار يعمل في خلف الكواليس، ويتعاون مع مستثمرين سعوديين معروفين برؤاهم الثاقبة في مجال الرياضة. وقد شهدنا من قبل حالات مشابهة حينما قام وكيل نيمار، بيني زهافي، بإدارة صفقات معقدة أدت إلى انتقالات ضخمة، مثل انتقال نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان عام 2017، ومن ثم رحلته إلى الهلال السعودي في 2023. هذه التجارب السابقة تشكل خلفية قوية تُضفي مصداقية على مشروع والد نيمار الجديد، حيث يبدو أن الاستراتيجية الاستثمارية تتجه نحو استغلال الفرص العالمية المتاحة لتطوير الأندية التقليدية.
تحديات المشروع
وفي ظل هذه الرؤية، تبرز فكرة أن مستقبل النادي لا يعتمد فقط على أداء اللاعبين في الملعب، بل يشمل أيضًا كيفية إدارة النادي وتطويره على كافة الأصعدة. فمن الناحية الإدارية، يحتاج سانتوس إلى تجديد هيكله الإداري واستقطاب الخبرات الفنية الحديثة، وهو ما يمكن تحقيقه عبر الاستثمارات الخارجية التي تأتي من الأسواق الناشئة مثل السوق السعودي. هذه الاستثمارات ستوفر للنادي الإمكانيات المالية الضرورية لتحديث المنشآت الرياضية، وإنشاء أكاديميات شابة تنمّي المواهب المحلية، وتطبيق أساليب إدارة احترافية تضمن استمرارية النجاح على المدى الطويل.
رؤية شاملة لإعادة بناء سانتوس
إن الرؤية التي يحملها والد نيمار لمشروع سانتوس تضعه في موقع مختلف تمامًا عن مستقبل نجله الفردي، فهي رؤية شاملة تسعى لإحداث تغيير جذري في هيكل الكرة البرازيلية. فبينما يُركز نيمار على مسيرته كلاعب عالمي يسعى لاستعادة مكانته في الأندية الأوروبية أو حتى المنافسة على البطولات الدولية، يرى والده أن الطريق إلى النجاح الحقيقي يكمن في بناء مؤسسة رياضية قوية تكون لها بصمة واضحة في تاريخ الكرة. هذا التباين في الأهداف يظهر مدى تعددية الآفاق التي يمكن لرجال الأعمال والرياضيين أن يتبنوا إياها في عالم كرة القدم.
التحديات والفرص

تجدر الإشارة إلى أن مشروع والد نيمار لا يخلو من التحديات؛ فشراء نادي عريق مثل سانتوس وتنظيمه من جديد ليس مهمة سهلة، خاصة في ظل المنافسة الشديدة في سوق كرة القدم البرازيلية. ومع ذلك، فإن الدعم المالي الذي يُوفره المستثمرون السعوديون قد يكون هو العامل الحاسم الذي يُحدث الفارق، خاصةً إذا ما تم استغلال تلك الأموال في تحديث البنية التحتية للنادي وتحسين مستويات التدريب والكادر الإداري. هذا النهج الشامل سيُساعد على تحويل سانتوس إلى نادٍ قادر على المنافسة على البطولات الكبرى في البرازيل وربما على المستوى القاري.
خاتمة: مشروع طموح لإعادة إحياء سانتوس
في الختام، يمكن القول إن حلم والد نيمار ليس مجرد مشروع مالي عابر، بل هو رؤية استراتيجية تهدف إلى إعادة إحياء أحد أعرق الأندية في البرازيل من خلال استثمار مدعوم من رأس مال سعودي. هذا المشروع الاستثماري يُمثل تحديًا جديدًا في عالم كرة القدم، حيث يتمحور حول فكرة تحويل الأندية التقليدية إلى مؤسسات رياضية متكاملة تجمع بين الإدارة الحديثة والاستدامة المالية والأداء الرياضي المتفوق. وبينما قد يستمر نيمار في رحلة الانتقالات والتنافس على المستوى الفردي، يبقى والد نيمار متمسكًا برؤيته التي تسعى لإحداث تغيير حقيقي في المشهد الكروي البرازيلي، مما يجعل مشروع سانتوس الجديد واحدًا من أكثر المشاريع الاستثمارية إثارة في عالم الرياضة اليوم.