
“انتهت حلاوة البدايات”… الثنائي السعودي يسقط في اختبار كأس بلجيكا
في ليلة مؤلمة لم يتوقعها الكثيرون، ودع الثنائي الشاب السعودي مروان الصحفي وفيصل الغامدي بطولة كأس بلجيكا، مع فريقهم بيرشكوت، بعد الخسارة أمام أندرلخت (0-1) في ربع نهائي البطولة، في المباراة التي أقيمت مساء الخميس.
تلقى بيرشكوت، الذي لعب تحت قيادة الثنائي السعودي، ضربة قاسية بهدف وحيد سجله نجم أندرلخت، جان كارلو سيميتش، في الدقيقة الثانية من الشوط الأول. ورغم محاولات الفريق البلجيكي للخروج من المباراة بأي نتيجة، إلا أن المباراة انتهت دون أي تغيير في النتيجة، ليغادر بيرشكوت البطولة بشكل مبكر.
مروان الصحفي: من تألق إلى خيبة
كان مروان الصحفي قد بدأ مشواره الاحترافي في الملاعب الأوروبية بتجربة رائعة، إذ سجل هدفين في مرمى أندرلخت في الجولة الحادية عشرة من الدوري البلجيكي في 18 أكتوبر 2024، ليقود فريقه للفوز (2-1). هذا التألق تكرر بعد قرابة الشهرين عندما سجل هدفًا آخر في مرمى نفس الفريق في 8 ديسمبر 2024، إلا أن فريقه خسر المباراة (1-2).
لكن في مواجهة اليوم في ربع نهائي كأس بلجيكا، لم يُقدم الصحفي المستوى المتوقع منه. خلال الشوط الأول، لعب الصحفي في مركز “قلب الهجوم”، إلا أنه فشل في التأثير على مجريات المباراة أو إيجاد أي ثغرة في دفاعات أندرلخت. في الشوط الثاني، عاد الصحفي إلى مركزه المفضل “الجناح الأيمن”، لكن رغم بعض المحاولات والتمريرات الجيدة، لم يُسجل أي تهديد حقيقي على مرمى الخصم.
وعلى الرغم من الأداء السيئ في مباراة الكأس، فإن هذا التراجع في أداء الصحفي ليس جديدًا. فقد فشل في تسجيل أي هدف في آخر ثلاث مباريات بالدوري البلجيكي، إضافة إلى الهدر الكبير في مباراة المنتخب السعودي ضد عمان في نصف نهائي كأس الخليج “السادسة والعشرون”، والذي أسهم بشكل غير مباشر في وداع الأخضر للبطولة.
فيصل الغامدي: أداء جيد لكن بدون تأثير كبير
أما فيصل الغامدي، فقد أظهر في مباراة اليوم جودة في التمرير والتموضع داخل الملعب. فقد كان أحد أبرز اللاعبين في خط وسط بيرشكوت، حيث كانت تمريراته الدقيقة تشكل الرابط بين دفاع وهجوم الفريق. ومع ذلك، لا يزال يعاني من نفس المشكلة التي تلازمه منذ انضمامه إلى بيرشكوت على سبيل الإعارة من نادي الاتحاد.
تكمن هذه المشكلة في عدم قدرة الغامدي على تقديم نفس المستوى من الأداء عندما يكون الفريق في حالة دفاعية. يظهر الغامدي بأداء مميز عندما يكون فريقه هو المسيطر على الكرة، لكنه غالبًا ما يختفي في الأوقات التي يكون فيها الاستحواذ للفريق المنافس. يُعاب عليه ضعف التغطية والضغط على لاعبي الخصم في الكثير من الأحيان.
نصيحة لتطور الغامدي
لتجنب الوقوع في نفس المشكلة في المستقبل، يجب على الغامدي أن يعمل على تطوير قدراته الدفاعية، خاصة في نواحي الضغط على الخصم وتغطية المساحات عندما يكون الفريق في حالة دفاعية. في حال تمكن من تعزيز هذه الجوانب، سيزداد فرصه في النجاح في الملاعب الأوروبية.
نظرة مستقبلية: ضرورة التكيف مع التحديات
التجربة التي مر بها الصحفي والغامدي مع بيرشكوت في كأس بلجيكا كانت درسًا مهمًا في مسيرتهما الاحترافية، وكشفت عن التحديات الكبيرة التي يواجهها اللاعبين السعوديين في الملاعب الأوروبية. يبقى أمام الثنائي السعودي طريق طويل من العمل الشاق إذا كانا يرغبان في تحقيق النجاح على المدى الطويل. يتطلب الأمر منهما تطوير أدائهما في الجوانب المختلفة، خاصة في الصبر، التحمل البدني، والقدرة على التكيف مع متطلبات البطولات الأوروبية.
إذا كان الصحفي والغامدي يطمحان لتحقيق النجاح مع فرقهم، فعليهما بذل جهد أكبر للظهور بمستوى ثابت، خاصة في المباريات الكبرى مثل تلك التي يخوضونها في البطولات الأوروبية.