
في ظل التنافس الشرس على الألقاب المحلية والقارية، يواجه نادي النصر تحديات تنظيمية كبيرة تتعلق بجدولة المباريات، مما يُضع الفريق في موقف صعب استعدادًا للمسابقات الدولية القادمة. وفي ظل الضغط المتزايد على الفريق، أعلن النصر رفض الرابطة تأجيل مباراة الفريق أمام العروبة، وأوضح أن هذا القرار سيترتب عليه مخاطر بدنية كبيرة على اللاعبين. يأتي هذا الرفض في وقت حساس، حيث يسعى النصر للمنافسة بقوة على لقب دوري أبطال آسيا، وهو الهدف الأول للفريق في الموسم الرياضي الحالي 2024-2025.
تحركات إدارة النصر
شهدت الفترة الأخيرة تحركات مكثفة من قبل إدارة النصر، حيث تم تقديم طلب رسمي لتأجيل مباراة الجولة 23 ضد العروبة، والتي ستقام يوم الجمعة 28 فبراير 2025 على استاد جامعة الجوف. كان الهدف من هذا الطلب منح الفريق فرصة إضافية للراحة البدنية والتحضير النفسي قبل مواجهة استقلال طهران الإيراني في دور “ثمن النهائي” من بطولة النخبة الآسيوية، وهي المباراة التي تحمل أهمية كبرى للفريق الذي يمثل الوطن في المحافل القارية.
رفض الرابطة
ورغم أهمية تهيئة اللاعبين واستعادة نشاطهم قبل المهمة القارية، رفض الرئيس التنفيذي للرابطة السعودية للمحترفين، عمر مغربل، طلب تأجيل المباراة بحجة ضرورة الحفاظ على تنظيم الروزنامة الرياضية وفق جدول محدد مسبقًا. وقد عبّر سعيد أبوداهش، المستشار الإعلامي لشركة نادي النصر، عن استغرابه من هذا القرار الذي يعتبره قاسيًا على الفريق، خاصةً في ظل الجدولة المضغوطة التي يتوجب على النصر التعامل معها.

جدول مباريات النصر
وأوضح أبوداهش عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” أن الجدولة الحالية ستجعل فريق النصر يواجه سلسلة من المباريات الصعبة في فترة زمنية قصيرة جدًا، وهو ما يشكل عبئًا بدنيًا ونفسيًا كبيرًا على اللاعبين. ففي الأيام القادمة، سيضطر الفريق إلى لعب ثلاث مباريات في أقل من أسبوعٍ واحد، وفي ثلاث مدن مختلفة؛ حيث تبدأ رحلة الفريق بعد مباراة الوحدة في الجولة 22 بالعودة صباح الأربعاء من مدينة جدة إلى العاصمة الرياض، ثم يغادر الفريق يوم الخميس من الرياض إلى مدينة الجوف لخوض مباراة العروبة مساء الجمعة، ولا يمر وقت طويل قبل أن يعود الفريق صباح السبت إلى الرياض استعدادًا للانتقال إلى طهران للمنافسة في دور “ثمن النهائي” ببطولة النخبة الآسيوية.
تأثير الجدول الزمني
هذا الجدول الزمني المتقارب والمجهد سيؤثر بلا شك على لياقة اللاعبين واستعدادهم البدني للمباريات القادمة، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى قدرة النصر على الاستمرارية في تقديم مستويات عالية من الأداء، خاصةً في ظل المنافسة القوية على الألقاب المحلية والقارية. وفي هذا السياق، أكد أبوداهش أن مثل هذه الجدولة لم تحدث مع أي فريق آخر، مشيرًا إلى أن النصر يتوقع أن يُطبق هذا النمط من الضغط البدني على جميع الأندية في الفترة القادمة دون استثناء، مما سيزيد من التحديات التي تواجه الفرق في تنظيم جداولها واستعادة نشاط لاعبيها.
رد فعل العروبة
وفي المقابل، لم يبقَ فريق العروبة صامتًا على خلفية هذه التطورات. فقد أعلن عبد العزيز الرويلي، نائب رئيس نادي العروبة، في تصريحات أُجريت مع برنامج “برا 18”، أن نادي العروبة لم يتلقَ أي تواصل رسمي بشأن طلب تأجيل المباراة. وأضاف الرويلي: “نحن نشجع دعم جميع الأندية السعودية ونؤكد أن أي تغيير في جدول المباريات يجب أن يتم بالتشاور مع جميع الأطراف المعنية.” هذا التصريح جاء ليؤكد أن الرابطة اتخذت قرارها دون الرجوع إلى مسؤولي العروبة أو أخذ رأيهم في الحسبان، مما أثار تساؤلات حول الشفافية والإجراءات المتبعة في تنظيم مثل هذه القرارات.
تأثيرات الجدولة
وتُبرز هذه الأحداث أن الجدولة الزمنية للمباريات ليست مجرد مسألة تنظيمية بحتة، بل لها تأثيرات عميقة على الأداء البدني والنفسي للاعبين، وعلى القدرة التنافسية للأندية في المنافسات المحلية والدولية. إذ إن تحقيق التوازن بين مبارياتها يتطلب إعدادًا تدريبيًا مكثفًا، وتنظيم فترات راحة كافية تمكن اللاعبين من استعادة نشاطهم وتحقيق أداء فني متميز في كل مباراة. وفي ظل هذا السياق، يؤكد النصر من خلال تصريحات أبوداهش أنه سيعمل جاهدًا على توفير كافة الظروف الملائمة لتهيئة اللاعبين، رغم التحديات التي يفرضها الجدول الزمني الحالي.

رسالة النصر
إن التصريحات الصادرة من النصر تُعد رسالة قوية للمنافسين بأن الفريق لا يقبل بالتأجيل كحل لأي مشكلة تنظيمية، بل يسعى لتخطي التحديات والضغوط بأقصى ما يستطيع. فالنصر يُمثل الوطن في مهمة قارية هامة مع مواجهة استقلال طهران، وهذا يتطلب أن يكون الفريق في أفضل حالة بدنية ونفسية ممكنة. من هنا، يرى النصر أن تنظيم الجدول بطريقة مضغوطة قد يعيق فرصه في المنافسة على الألقاب الأوروبية، خاصةً مع استمرارية المنافسة الشديدة في الدوري السعودي للمحترفين.
التزام الرابطة
وعلى الرغم من أن هذه القرارات التنظيمية قد تبدو صعبة لبعض الفرق، فإنها تُظهر في الوقت نفسه مدى التزام الجهات المنظمة بالحفاظ على نظام الدوري وتنفيذ الخطة الزمنية المحددة. ولكن، يؤكد النصر أنه يجب أن تكون هناك استثناءات تُمكّن الفرق من التعامل مع الضغوط المتزايدة، خصوصًا في الفترات التي تتداخل فيها مباريات الدوري مع البطولات الدولية. هذا التداخل يُشكّل تحديًا كبيرًا لأي نادي يسعى إلى تحقيق مستويات عالية من الأداء، ويستلزم من المسؤولين التفكير في حلول مبتكرة لضمان توزيع متوازن للراحة والجهد بين جميع الفرق المشاركة.
نقاش حول التنظيم
من المؤكد أن هذا الجدل حول جدولة المباريات وتأجيلها يُبرز النقاش الدائر حول كيفية تحسين التنظيم الرياضي في المملكة، بحيث يُراعى في جدول المباريات احتياجات كل فريق وظروفه الخاصة. وفي ظل هذا النقاش، يأمل النصر أن تكون تجربته في رفض تأجيل المباراة درسًا يُستفاد منه لتطوير سياسات تنظيمية أكثر مرونة وعدالة في المستقبل، تُتيح لجميع الفرق المنافسة في ظروف مثالية تضمن أعلى مستويات الأداء.
خاتمة
وبينما تستمر التحديات التنظيمية والضغوط الرياضية في التأثير على الأندية، يبقى الحوار مفتوحًا بين الجهات المنظمة والأندية حول كيفية التعامل مع هذه المسائل الحساسة. إن إيجاد حل يضمن توزيع فترات الراحة بشكل عادل بين الفرق من شأنه أن يُحدث تغييرًا إيجابيًا في مستوى المنافسة، مما يعزز من جودة المباريات ويُسهم في رفع مستوى الأداء العام للدوري.