الملكي يحتفي بأسطورته بعد اختياره الرقم 93
في خطوة تحمل الكثير من الرمزية والتقدير، وجه نادي ريال مدريد الإسباني رسالة خاصة إلى قائده السابق سيرخيو راموس، بعد أن أعلن رسميًا انضمامه إلى نادي مونتيري المكسيكي خلال فترة الانتقالات الشتوية. هذه الخطوة جاءت بعد فترة غموض حول مستقبل المدافع الإسباني المخضرم، الذي وجد نفسه بلا فريق منذ رحيله عن إشبيلية الصيف الماضي.
ولكن ما أثار انتباه جماهير ريال مدريد ليس فقط انتقال راموس إلى الدوري المكسيكي، بل الرقم الذي اختاره لحمل قميصه الجديد: الرقم 93، وهو الرقم الذي يحمل ذكرى واحدة من أهم اللحظات في تاريخ النادي الملكي، حيث سجل راموس هدف التعادل القاتل في نهائي دوري أبطال أوروبا 2014 أمام أتلتيكو مدريد، وهو الهدف الذي فتح الطريق للقب العاشر في تاريخ الميرينغي.
راموس يختار الرقم 93 .. وريال مدريد يحتفي باللحظة التاريخية
نشر الحساب الرسمي لريال مدريد على منصة "إكس" رسالة تكريمية لراموس جاء فيها: "سيلعب سيرخيو راموس لصالح نادي مونتيري، الرقم الذي اختاره أسطورة نادينا يجسد الدقيقة 93.. تحية لكل مدريديستا، إنها لحظة غيرت تاريخنا، نشكرك دائمًا يا راموس، حظًا سعيدًا لك".
هذه الرسالة جاءت كاعتراف من ريال مدريد بالقيمة الكبيرة التي يمثلها راموس في تاريخ النادي، خاصة وأن هدفه في نهائي لشبونة 2014 يعتبر من أكثر اللحظات شهرة في تاريخ دوري الأبطال، وهو الهدف الذي منح الريال الفرصة لقلب الطاولة على أتلتيكو مدريد وتحقيق لقبه العاشر بعد انتظار دام 12 عامًا.
قصة الدقيقة 93 .. كيف غير راموس تاريخ ريال مدريد؟
في 24 مايو 2014، كان ريال مدريد على أعتاب خسارة لقب دوري أبطال أوروبا أمام غريمه أتلتيكو مدريد، حيث كان متأخرًا بهدف حتى اللحظات الأخيرة من المباراة. وبينما كان الجميع يترقب صافرة الحكم، ظهر راموس برأسية مذهلة في الدقيقة 93، ليعادل النتيجة ويأخذ المباراة إلى الأشواط الإضافية، حيث انهار أتلتيكو تمامًا، وسجل ريال مدريد ثلاثة أهداف أخرى، ليحقق اللقب بعد فوز كبير بنتيجة 4-1.
ذلك الهدف لم يكن مجرد هدف تعادل، بل كان الشرارة التي أعادت الهيبة الأوروبية لريال مدريد، ومهدت الطريق للجيل الذهبي بقيادة راموس وكريستيانو رونالدو، والذي سيطر لاحقًا على البطولة القارية، محققًا ثلاثة ألقاب متتالية بين 2016 و2018.
من ريال مدريد إلى باريس وإشبيلية .. رحلة راموس بعد الرحيل عن الميرينغي

رحل سيرخيو راموس عن ريال مدريد في صيف 2021 بعد انتهاء عقده، ليخوض تجربة جديدة مع باريس سان جيرمان الفرنسي. خلال موسمين في العاصمة الفرنسية، فاز بلقب الدوري الفرنسي مرتين، لكنه لم يستطع تحقيق نفس التأثير الذي كان له مع ريال مدريد.
في صيف 2023، قرر راموس العودة إلى جذوره، حيث وقع مع نادي إشبيلية، النادي الذي بدأ فيه مسيرته الاحترافية. لكن مغامرته هناك لم تدم طويلًا، إذ انتهى عقده في يوليو الماضي، ليصبح لاعبًا حرًا مجددًا. وبعد عدة أشهر من البحث عن نادٍ جديد، أعلن مونتيري المكسيكي التوقيع معه حتى نهاية عام 2025.
لماذا اختار راموس مونتيري؟
انتقال راموس إلى مونتيري شكل مفاجأة كبيرة، خاصة وأنه كان مرتبطًا بالعديد من العروض الأوروبية والخليجية، لكنه في النهاية اختار اللعب في المكسيك. يبدو أن راموس وجد في مونتيري مشروعًا رياضيًا يضمن له دورًا قياديًا، إضافة إلى الرغبة في خوض تجربة جديدة ومختلفة خارج أوروبا.
ورغم أن الدوري المكسيكي ليس بنفس مستوى الدوريات الأوروبية الكبرى، إلا أنه يتمتع بقاعدة جماهيرية هائلة، كما أن مونتيري يعد من الأندية القوية والمنافسة في البطولة. وبالنظر إلى شخصية راموس القتالية، فإنه قد يكون إضافة قوية للفريق، ليس فقط على مستوى الأداء، ولكن أيضًا كقائد يمتلك خبرة طويلة في الملاعب العالمية.
كيف يمكن أن يؤثر هذا الانتقال على مسيرة راموس؟

الانتقال إلى الدوري المكسيكي قد يكون خطوة غير متوقعة بالنسبة للاعب بحجم راموس، لكنه قد يمنحه فرصة الاستمرار في اللعب على مستوى تنافسي، خاصة مع نادٍ لديه طموح للفوز بالألقاب.
وفي حال تألقه مع مونتيري، قد يصبح اسم راموس أكثر شهرة في قارة أمريكا اللاتينية، وربما يفتح الباب أمام تحديات جديدة في المستقبل، سواء في عالم التدريب أو الإدارة الرياضية.
بغض النظر عن وجهته الحالية، يظل سيرخيو راموس أحد أعظم المدافعين في تاريخ كرة القدم، وسيظل مرتبطًا دائمًا بلحظاته التاريخية مع ريال مدريد، خاصة ذلك الهدف الأسطوري في الدقيقة 93، والذي غير مسار النادي الملكي إلى الأبد.