
يمثل حلم الفوز بالكرة الذهبية في 2025 دافعًا رئيسيًا لرغبة النجم المصري محمد صلاح في البقاء مع فريق ليفربول الإنجليزي. هذا الحلم، إلى جانب طموحه في تحطيم المزيد من الأرقام القياسية، يضعه في مفترق طرق بشأن مستقبله في الموسم المقبل، خاصة في ظل اقتراب انتهاء عقده مع الريدز.
العقد الحالي وصراع الأرقام
ينتهي عقد محمد صلاح مع ليفربول في صيف 2025، ويحق له بدءًا من يناير/كانون الثاني 2024 التوقيع مع أي نادي آخر بشكل مجاني. ومع اقتراب هذه الفترة، يبدو أن صلاح يتجه نحو اتخاذ قرارات حاسمة بشأن مستقبله، في ظل رغبته الكبيرة في تحقيق إنجازات جديدة.
الصحيفة البريطانية “ميرور” أفادت بأن صلاح يدرك تمامًا الأهمية الكبيرة لتخطي الأسطورة بيلي ليدل في قائمة هدافي ليفربول التاريخيين. اللاعب المصري يحتل المركز الرابع حاليًا في هذه القائمة برصيد 229 هدفًا، ويقترب من تجاوز رقم ليدل البالغ 251 هدفًا. ويعد هذا الإنجاز خطوة نحو هدفه الأكبر: دخول قائمة أفضل هدافي النادي على مر العصور.
نظرة نحو الأرقام القياسية الأكبر
بينما قد يبدو تجاوز الرقم القياسي لإيان راش البالغ 346 هدفًا بعيد المنال، فإن صلاح يوجه أنظاره نحو المركز الثالث في القائمة الذي يحتله جوردون هودجسون، برصيد 241 هدفًا. إن هذا الرقم يمثل هدفًا واضحًا أمام صلاح، الذي يسعى لكتابة اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ ليفربول.
صلاح لا يكتفي بذلك، بل يطمح في تحطيم رقم روجر هانت، الذي سجل 285 هدفًا مع ليفربول. ومن هنا تأتي رغبته في البقاء مع النادي لتحقيق هذه الأهداف، مما يعزز موقف ليفربول في مفاوضات تجديد عقده.
طموح كرة الذهبية ومستقبل غير محدد
واحدة من أهم الدوافع التي تجعل صلاح يرغب في البقاء مع ليفربول هي فرصته في الفوز بجائزة الكرة الذهبية. النجم المصري يعتقد أن عام 2025 قد يكون فرصته الذهبية إذا تمكن من مساعدة فريقه على الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز أو دوري أبطال أوروبا، أو حتى كليهما. فقد سجل صلاح بداية رائعة هذا الموسم، حيث أصبح أول لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل 10 أهداف ويصنع 10 أهداف أخرى قبل عيد الميلاد.
وعلى الرغم من عروض ضخمة قد تأتي من أندية أخرى، بما في ذلك الدوري السعودي، إلا أن صلاح يدرك تمامًا أن انتقاله إلى هذه الأندية قد يضعف فرصه في الحصول على الأضواء العالمية، التي هي أساسية لمنافسته على الجوائز الفردية الكبرى مثل الكرة الذهبية.
المفاوضات والعقبات مع ليفربول
ورغم أن ليفربول قد يبذل جهدًا كبيرًا للتفاوض مع وكيل صلاح، رامي عباس، خلف الكواليس، إلا أن هناك عقبات كبيرة تتعلق بمطالب اللاعب. إذ يشعر صلاح أنه لا يحصل على ما يستحقه من حيث مدة العقد أو قيمته المالية. ليفربول، من جانبه، يتبع سياسة واضحة فيما يخص اللاعبين في سن صلاح، والذي سيبلغ 33 عامًا في يونيو 2025. النادي يفضل تقديم عقود قصيرة الأجل للاعبين في هذه المرحلة من مسيرتهم، حمايةً لمصالحه في حال حدوث تراجع في مستوى اللاعب أو إصابة مفاجئة.
تبدو سياسة مجموعة “فينواي” المالكة لليفربول ثابتة في هذا الصدد، حيث يحرص النادي على التمسك بهيكل الرواتب المعتمد وعدم التنازل عنه لصالح أي لاعب، مهما كانت مكانته. وفي هذا السياق، يمكن أن يعرض ليفربول عقدًا وفقًا لميزانيته المحددة، وهو ما قد لا يكون مرضيًا تمامًا بالنسبة لصلاح.
هل يعود التاريخ ليكرر نفسه؟
بينما شهد ليفربول رحيل نجوم مثل جورجينيو فينالدوم وساديو ماني بسبب اختلافات في التقدير المالي من قبل النادي، فإن كلا اللاعبين لم يحقق النجاح ذاته بعد مغادرتهما أنفيلد. وهذا يثير تساؤلات حول ما إذا كان صلاح سيقبل عروضًا ضخمة من أندية أخرى أم سيظل مخلصًا لليفربول.
تجدر الإشارة إلى أن ليفربول، تحت قيادة المدرب يورغن كلوب، قد نجح في اتخاذ العديد من القرارات الصائبة بشأن الفريق في السنوات الماضية، وهو ما يعزز من موقف النادي في مفاوضات تمديد عقد صلاح. ومع ذلك، تبقى مسألة تقديم ما يعتبره صلاح “مستحقاته” تحديًا أساسيًا في مسار هذه المفاوضات.
خلاصة
حلم الفوز بالكرة الذهبية، إلى جانب الطموحات الشخصية في تحطيم المزيد من الأرقام القياسية، يجعل مستقبل محمد صلاح مع ليفربول محط أنظار الجميع. مع دخولنا في الأشهر الأخيرة من عقده، تظل المفاوضات حول تجديد عقده مفتوحة، ولكن تزداد احتمالات بقاء صلاح في ليفربول، خاصة إذا استمر النادي في تقديم عروض مالية مناسبة له مع ضمان مستقبل واعد في الفريق.
صلاح ليس فقط لاعبًا يسعى لتحقيق الألقاب والجوائز، بل هو شخص يتطلع لترك بصمة تاريخية مع ليفربول، وهي الطموحات التي قد تمنحه فرصًا كبيرة للبقاء مع النادي في السنوات القادمة.