لماذا ظل محمد صلاح في أوروبا ولم يعد إلى الملاعب المحلية؟ سر استمراره ونجاحه
منتصف الشهر الماضي، استعاد الدوري الإنجليزي رحلة محمد صلاح من قريته نجريج إلى قلب لندن، حين نشر عبر “إنستغرام” صورة صمّمها للاعب نائم تحت بوابة نادي المقاولون العرب—تذكير بليالي مبيت “متسلّلة” قبل أن يستقر في القاهرة، حيث كان يقطع يوميًا 120 كيلومترًا ذهابًا وإيابًا.
من نجريج إلى الملاعب الأوروبية
بدأ صلاح مشواره من فرق صغيرة، انطلاقًا من اتحاد بسيون، ثم عثمان طومان، حتى انتقل للمقاولون العرب عام 2010. عاش المراهق هذه التضحية اليومية حبًا في كرة القدم، متحملاً تعب السفر وحرمته من التعلم الجامعي، ليستثمر كل دقيقة في التدريب والتطوّر.
الكلمة المفتاحية: رحلة محمد صلاح

بيئة كرة القدم في مصر: تحديات المركزية
على عكس أوروبا، تعاني مصر من تركيز الأندية في القاهرة والإسكندرية، فيما تفتقر المحافظات لمراكز شباب مجهزة وأندية قادرة على اكتشاف المواهب.
• 1948–2025: فازت سبعة فرق فقط بلقب الدوري، خرج منه الدرع خارج العاصمة خمس مرات.
• ضعف البنية التحتية في الأقاليم وضعف الدعم المالي والإداري حدّ من فرص الشباب.
الكلمة المفتاحية: كرة القدم المصرية
نجاح صلاح رُكب على عمودين
1. الإصرار والانضباط: قصص سفره اليومي، التفاني في التدريبات، والالتزام بالاحترافية.
2. الذكاء في اتخاذ القرارات: تعلم اللغة، الاندماج مع المجتمع الأوروبي، والاستفادة من كل كبوة—كما حدث في تشيلسي عندما فضل الانتقال إلى فيورنتينا ليحافظ على فرصه في اللعب.
الكلمة المفتاحية: سر استمرار صلاح
لحظات التحوّل: من تشيلسي إلى بازل ثم ليفربول
انتقل صلاح إلى تشيلسي شتاء 2014 بوصلة مورينيو، لكنه ظل مقاعديًا وتشارك في 13 مباراة فقط. ثم جاءت خطوة الانتقال إلى بازل السويسري التي أعادته إلى الواجهة، قبل أن ينضم إلى ليفربول صيف 2017، حيث أصبح من أفضل اللاعبين في العالم.
كرة مصرية متعثرة

بينما صعد صلاح في أوروبا، شهدت مصر فوضى كروية شملت:
• إلغاء الدوري مرتين (2012 و2013)
• تغييرات متكررة في نظام المسابقة
• مباريات دون جمهور بعد أحداث بورسعيد 2012 ومذبحة الدفاع الجوي 2015
هذه الاضطرابات قوضت المساحة الإبداعية للشباب، فاضطر كثيرون للتوجه للمسار “الآمن” بالدراسة أو الوظيفة الحكومية.
الكلمة المفتاحية: كرة القدم المصرية تعثر
الدرس الأهم: من صلاح نتعلم…
ليس كافيًا الاحتفاء بتفوق صلاح الفردي، بل يجب طرح السؤال الأهم: لماذا يتعين على الشاب الريفي أن يبذل جهدًا خارقًا وتكاليف شخصية ومادية هائلة للوصول إلى الاحتراف؟ كيف يمكن إصلاح البيئة الرياضية لتمنح المواهب فرصة انطلاق عادلة دون شق طرق خفية؟