ريمونتادا تاريخية تُكتب في دفاتر ديربي المادونينا
بعد فوز تاريخي مثير لفريق أيه سي ميلان على غريمه إنتر ميلان في نهائي كأس السوبر الإيطالي، خرج المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو بتصريحات حماسية أشعلت حماس جماهير الروسونيري. الإنجاز الذي تحقق في مباراة “ريمونتادا” لا تُنسى أثبت أن ميلان تحت قيادة كونسيساو قادر على العودة بقوة إلى قمة الكرة الإيطالية والأوروبية.
شهدت المباراة النهائية لديربي السوبر الإيطالي على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض مواجهة نارية بين إنتر ميلان وميلان. على الرغم من تقدم إنتر بهدفين نظيفين عن طريق لاوتارو مارتينيز ومهدي طارمي، إلا أن ميلان قلب الطاولة بثلاثة أهداف مذهلة حملت توقيع ثيو هيرنانديز، كريستيان بوليسيتش، وتامي أبراهام.
هذا الانتصار لم يكن مجرد لقب للسوبر، بل كان إعلانًا عن عودة ميلان إلى الواجهة تحت قيادة مدربه الجديد سيرجيو كونسيساو، الذي أثبت أنه قادر على صنع الفارق حتى في أصعب اللحظات.
تصريحات كونسيساو: الروح والشخصية مفتاح النجاح
في حديثه بعد المباراة، قال كونسيساو في تصريحات نقلها موقع فوتبول إيطاليا: “أنا سعيد جدًا من أجل اللاعبين، لأن الفوز لم يكن سهلاً على الإطلاق. الأجواء كانت صعبة عندما وصلت للنادي، ولكننا نجحنا في قلب المعطيات”.
وأضاف: “لم يكن لدينا وقت طويل للعمل على التفاصيل قبل مواجهتي كأس السوبر. لعبنا ضد منافسين من طراز رفيع، ولكن اللاعبين كانوا سحرة. استوعبوا أفكاري بسرعة كبيرة، ورغم ذلك هناك أمور ما زلنا بحاجة إلى تطويرها”.
وأكد كونسيساو أن الفريق يمتلك شخصية قوية مكّنته من العودة في مباراتين متتاليتين أمام يوفنتوس في نصف النهائي وإنتر في النهائي. وقال: “هذه العودة تُظهر الشخصية القوية للفريق. اللاعبون أثبتوا أنهم قادرون على قلب النتائج في مواجهات كبيرة”.
أول لقب في بداية المشوار.. رسالة إلى المستقبل
نجاح كونسيساو في التتويج بأول لقب له مع ميلان بعد أيام فقط من استلامه القيادة الفنية يعكس الإمكانيات الهائلة التي يمتلكها هذا المدرب. وأشار إلى أن هذا اللقب مجرد البداية، قائلاً: “لدينا فرصة رائعة لصناعة أشهر عظيمة في الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا. هدفنا هو إعادة ميلان إلى المكان الذي يستحقه بين الكبار”.
ورغم احتفاله باللقب، أظهر كونسيساو عقلية مدرب مُركّز، حيث قال: “اليوم نحن نحتفل، لكن ابتداءً من الغد سنبدأ في التركيز على مواجهة كالياري في الدوري الإيطالي”.
إشادة خاصة باللاعبين وروح الجماعة
لم ينسَ كونسيساو الإشادة بلاعبيه، الذين وصفهم بـ”السحرة”، قائلاً: “ما قاموا به في المباراتين كان مذهلاً. استوعبوا كل التعليمات وطبقوها بحرفية عالية”. كما مازح الصحفيين بقوله: “التعديلات التكتيكية أثناء المباريات هي عملي، ولهذا يدفعون لي!”
الطريق إلى اللقب: التغلب على العمالقة
طريق ميلان إلى التتويج لم يكن سهلاً على الإطلاق، حيث تخطى يوفنتوس في نصف النهائي بصعوبة، قبل أن يواجه تحديًا كبيرًا أمام غريمه إنتر في النهائي. التتويج جاء ليؤكد أن ميلان يمتلك فريقًا قادرًا على مقارعة الكبار واستعادة أمجاده الأوروبية والمحلية.
دروس مستفادة من ديربي السوبر
الريمونتادا التاريخية التي حققها ميلان لم تكن مجرد انتصار عابر، بل حملت دروسًا عديدة. فقد أظهرت قدرة الفريق على القتال حتى الدقيقة الأخيرة، وروحه الجماعية التي قادته للتغلب على ظروف صعبة. كما أثبت كونسيساو أنه مدرب يمتلك رؤية تكتيكية قادرة على تغيير مجرى المباريات.
الجماهير تحتفل.. والمستقبل يبدو واعدًا
الجماهير الميلانية لم تُخفِ فرحتها بهذا الإنجاز، الذي أعاد لهم ذكريات البطولات الكبرى. فوز السوبر ليس فقط لقبًا يُضاف إلى خزائن النادي، بل هو بداية مشروع جديد بقيادة كونسيساو، يُبشر بمستقبل مشرق للفريق.
خاتمة: ميلان يعود إلى القمة
بتصريحات حماسية وأداء مذهل، أظهر ميلان أنه جاهز للعودة إلى مكانته الطبيعية بين عمالقة الكرة العالمية. المدرب البرتغالي كونسيساو يبدو وكأنه وجد التوليفة المثالية لقيادة الروسونيري في المرحلة القادمة.
ميلان الآن ليس فقط بطل السوبر، بل فريق يحمل طموح العودة إلى المجد، وجماهيره تتطلع بشغف إلى ما سيقدمه الفريق في الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا. فهل تكون هذه البداية الحقيقية لحقبة جديدة من النجاح؟